ترسانة نووية روسية على الأرض الأوروبية , شرارة كييف ومنعطف الربيع العربي
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 04-03-2014 | 11 سنوات مضت
القراءات : (5380) قراءة
ترسانة نووية روسية على الأرض الأوروبية , شرارة كييف ومنعطف الربيع العربي
عباس عواد موسى
ذهب محللون وخبراء إلى الجزم بأن الوضع الأوكراني سيبقى حاله . فالرصاص النووي متوفر لدى موسكو التي بمقدورها غرسه على التراب الأوروبي . ورغم أنني لم أرَ الكرملين وهو يضحك على نولاند وماكين وهما يهللان للثورة الأوكرانية , إلا أن مصير أوكرانيا سينتهي كما حصل لجورجيا . المسكين ميخائيل ساكاشفيلي توهم بمساعدة الغرب الذي خذله وأبكاه حتى الآن . وما المانع في أن تكرر روسيا سيناريو جورجيا في أوكرانيا ؟
أوكرانيا أعادت إستراتيجية الضربة الإستباقية
ألأبعاد الجيوسياسية للحدث الأوكراني واضحة للعيان . وحتى الشعارات النازية موجودة في الحدث ناهيك عن الهيئات والجماعات التي تمولها أمريكا وبريطانيا وبولندا وألمانيا . ومع اختلاط الأوراق وتباين الأهداف إلا أن سرد التاريخ يسلس لنا الخلاصة . مع الأخذ بعين الإعتبار الوضع الإسلامي في الصراع المقبل خاصة وإنه بات عنصراً حياً في النزاع العالمي .
لن تتمكن أوروبا من التهرب من البديهيات التاريخية . فقد جعلت من البوسنة والهرسك حرباً عالمية أولى واتخذت من بولندا والتشيك ذريعة للحرب العالمية الثانية وقد تكون أوكرانيا نقطة اللهيب للحرب العالمية الثالثة رغم تعدد البؤر بشكل مرعب هنا وهناك . ولكننا علينا أن لا نغفل موضوع الدرع الصاروخي الذي أُعِدّ للحرب التي نحن على موعد معها . بل وهي لم تنجح في طيّ الماضي فباتت تختنق بالإنفصاليين .
إستثناء أوباما
آنغيلا ميركل وديفيد كاميرون تهاتفا وتحدثا طويلاً عن الأزمة الأوكرانية عقب التزام بوتين هدوءاً صامتا . وجون كيري وزير خارجية أمريكا لا يحضر كل الجلسات ذات الصلة وراسموسين أمين عام الناتو أفاق على مرأى الدب الروسي وهو يتذكر بعضاً من غباء تصريحاته وهل يفيده تغييرها في العلاقة مع بوتين .
سقط عشرون مليون روسي ضحايا الحروب السابقة وظلت روسيا دولة . لكن أوروبا دويلات وكانتونات مفبركة تقابلها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لكن هذه الدول مرعوبة من المارد الإسلامي المتنامي وليس غير روسيا في حالة حرب استنزاف معه . فإن ضعفت انقض المارد على الجميع وهو ما قد يحدث . وهكذا . بدأ الإسلاميون يعلنون جهتهم الجهادية القادمة في شبه جزيرة القرم التي لو بقيت في أوكرانيا فستكون بؤرة جديدة لحجيجهم الجهادي .
ألقيمة الإستراتيجية - صفر نظيف
ما لم يتحقق لنابليون وهتلر ولبوش عام 2004 و 2008 يعتقد بعض رواد البيت الأبيض أنه يمكن أن يتحقق اليوم . ولا يبعد ذلك عن كونه مهزلة أسطورية . وها نحن نرى إراكلي غاريباشفيلي رئيس وزراء جورجيا يرأس وفد بلاده إلى واشنطن ويوري لييانكا رئيس حكومة المولداف سيزور أيضاً العاصمة الأمريكية وكأننا فعلاً أمام حياكة أمر خفيّ ستبديه الأيام القادمة
إنهارت إمبراطوريتان جراء الحرب العالمية الأولى ألخلافة العثمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية وانهارت الإمبراطورية البريطانية جراء الحرب العالمية الثانية ونحن على أبواب انهيار الإمبراطورية الثانية - أمريكا - بعد انهيار الأولى - ألإتحاد السوفييتي - في حرب تارة هي باردة وأخرى ساخنة . وأشدها سخونة كان في العراق وأفغانستان والآن في سوريا ومصر وليبيا .
أمريكا وحليفاتها سيتلقين ضربة روسية قاسية في أوكرانيا وأيضاً ليس الناتو بالحلف السهل لكن الأوضاع الحالية لكلا الطرفين ليست كسابقاتها . وهنا ..؟ من سيتراخى أمام الجهاديين الإسلاميين أولاً ..؟ وهل سيتسابق طرف مع الآخر للتحالف معهم وإن كانت نتيجته معروفة .. ؟ هذه الأسئلة هي مدار توجس الأذرع الأمنية في العديد من دول العالم التي فقدت الثقة بين نفسها بشكل تام منذ انطلاقة الربيع العربي .
فإن سقطت أوكرانيا سقطت أوروبا وإن تفككت أوكرانيا تسارع التفكك الأوروبي وإن حدث فسيتوازى معه تفكيك الولايات المتحدة . ألم تستلم أمريكا لإيران في أفغانستان والعراق ؟
ألخبرة الألمانية في الشأن الأوكراني
إضطلعوا عليها في عام 1918 و1941 . ومن هنا تعرفون ببساطة لماذا يقترح العديدون المستشار الألماني السابق هلموت كول وسيطاً ؟ ولكن المعطيات الجديدة قد تغير الحركة وأهمها بروز العنصر الإسلامي الفاعل فالسيسي يهتز والهزيمة تنتظره ونهايته ستسرع نهاية آخرين من أمثاله . وسيصعب إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية بما يخدم أمريكا كالمعتاد في ظل أحداث كارثية تعمي الأبصار . ناهيك عن العجز الإقتصادي للقطب الألماني بسبب اليونان وإسبانيا فما بالك لو أضفت أوكرانيا .
وقبل كل ذلك .. راقبوا التدخل العسكري الروسي والحشودات الأوكرانية لمواجهته وتضعضع المؤسسة العسكرية المصرية وانفراط الجيش السوري بشقيه النظامي والحر .. كي أتوصل وإياكم لأسرار الحرب الطاحنة .
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: