ماذا قال البخيتي لينتفض الحوثي ويصدر بيان ؟
ليس غريبا على حركة الحوثيين أن يصدر عنها بيان ضمني يرفض تصريحات علي البخيتي ويقلل من شأنها بل ويعتبرها صادره من شخص لم يناط اليه حق التحدث باسمهما وخاصه عندما يتعلق الموضوع بالسلاح .
الحركة التي تعتمد كليا على سلاحها والأموال الإيرانية لا يمكنها على الاطلاق ان تسمح لاحد كان من كان ان يتطاول على أسباب بقائها وأحد أهم اركان وجودها والتي جاءت من رحم أخطاء وسياسات النظام السابق لتخرج من تحت رماد الجهل القابع في قرى صعدة وارثها الزيدي التاريخي في مذهب تم تطعيمه في الفترة الماضية كليا من أفكار المذهب الشيعي الاثني عشري القادم من مدارس قم وآيات الله من إيران .
عدة تصريحات صدرت عن الحركة احداها من قائدها الميداني أبو علي الحاكم الذي أكد سابقا ان سلاح الحركة يعني وجودها وكذلك التصريحات التي اعقبتها من رئيس مكتبها السياسي صالح هبرة والتي أوضحت بجلاء ان السلاح بالنسبة للحركة لا يمكن نزعه الا بالسلاح والحرب .
وعلى خطى حزب الله في لبنان تسير حركة الحوثيين في اليمن فالسلاح ضمان البقاء ، والمدرسة التي يتعلمان منها واحدة فلذلك من النادر ان نجد في صفوف تلك الحركتين رجال على قدر عالي من العلم وان وجدوا فإننا نجد لهم أراء معتدلة تتناقض وخط الحركة في مذهبها المتناقض والمعكر بفساد التاريخ وأماني السلطة لدى طائفه منه ، تضن وتعتقد ان سلطتها في الأرض جاءت بأمر من السماء ، وبذلك سمموا أفكار اتباعهم على عمى فلم يكن في شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم من ذلك من شيء .
الغريب في الامر ان الحركة كانت صارمه في تعاطيها مع تصريحات الناطق باسم كتلتها السابق في مؤتمر الحوار الوطني الذي انهى اعماله مطلع الشهر الماضي ، وإذ كانت تصريحاته منطقيه ، مؤكدا ان الحركة على كامل الاستعداد لتسليم سلاحها كأحد مخرجات الحوار الوطني وضمن دوله يمنية جديدة تعتمد على القانون والمدنية بالتزامن مع سحب جميع الأسلحة من كل المكونات الجماعات والأخرى .,
الا ان حركة الحوثيين اثبت من خلال تقصدها للمسارعة في اصدار بيان تقول فيه ان أي تصريحات لم تصدر عن المكتب الإعلامي لزعيمها عبدالملك الحوثي او عن ناطقها الرسمي محمد عبدالسلام او عن مكتبها السياسي لا يعنيها ولا يتصل بها ، فماذا قال البخيتي ليثير قادة الحركة ويخرجها عن طورها فلطالما سمعنا الكثير من التصريحات التي تتناقض وتوجه الحركة من كثير ممن يحسبون على الحركة ؟!!
الأمر واضح جلي سلاح الحركة خط أحمر لا يجب ان يتحدث عنه كائنا من كان خاصة ان كان من شخص مثل البخيتي الذي ينتسب الى قبائل الحدا في ذمار وليس للهاشميين او من آل البيت كما يطلقون على أنفسهم .
لم يقل البخيتي امرا مخالفا يستحق عليه ذلك التوبيخ المبطن من قائد الحركة وان لم يشر اليه بالاسم فلم يكن هناك اية تصريحات أخرى معنية بمثل ذلك البيان غير تصريح البخيتي لصحيفة السياسة الكويتية .
البخيتي دعا الجماعات الأخرى ومن بينها أحزاب سياسية إلى أن تحذوا حذوهم، وتعلن استعدادها لتسليم الأسلحة وفقاً للآلية المقرة في فريق قضية صعدة الا ان اول رد وصله من حركته بالرفض الضمني لتسليم سلاحها اما الجماعات الأخرى في صعده فلم يعد لها وجود بعد طرد السلفيين منها مؤخرا .
بل انه نفى البخيتي صحة ما تردد عن تشكيل الرئيس عبد ربه منصور هادي لجنة حكومية تضم ثلاثة وزراء للتفاوض معهم لتسليم أسلحتهم وإقناعهم بالتحول إلى حزب سياسي.
وقال إن " الحديث عن تحولهم إلى حزب سياسي في الوقت الحالي هو حديث سابق لأوانه، قائلاً: " إن هذا الخيار يمكن تدارسه بعد بناء دولة الشراكة الوطنية المتفق على آليتها في فريق قضية صعدة".
ورد بيان المكتب الاعلامي لزعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي على تالك التصريحات بالقول " إن أي تعاطي اعلامي غير صادر عن مكتب الحوثي او المجلس السياسي للحركه او الناطق الرسمي محمد عبدالسلام لا يعني الحركه ولا يعبر عن موقفها ".
ومفاد ذلك البيان الذي جاء كرسالة واضحة لأي حكومة يمنية حاليه او قادمة ان سلاح الحركة لن ينزع الا بحرب ضروس تنزع كل الحوثيين ومذهبهم من المحافظة التي لن ترى يوما استقرار طالما بقيت ضمن اطار الدولة اليمنية وطالما ظل فيها فكر تلك الحركة وبعضا من سلاح إيران ودول أخرى تسعى للعبث بأمن واستقرار اليمن حفاظا على مصالحها التي لن تدوم في ظل دوله لا وجود فيه للحركة الحوثية على ارضيها مطلقا .
ومن يعتقد ان حركة الحوثيين قد تتحول يوما الى حزبا سياسيا واهما لا محاله فهي حركة مذهبية ترفض الاخر رفضا مطلقا ، بل انها تسعى الى اكتساب أفكار متناقضة مع غيرها وهو مرادها الى عدم التعايش السلمي مع أي فكر آخر او مذهب آخر او حزب سياسي ليبراليا كان او علمانيا او أي شيء ، بدأ من فكرها ان الحكم في غير البطنيين خروج عن الإسلام ، وانتهاءا بتكفير التاريخ الإسلامي كله منذ يوم وفاة النبي محمد
صلى الله وعليه وسلم وحتى اليوم ما عدا خطها ومذهبها الشيعي المتضارب بين اكناف الزيدية وعمامة قم .
بيان المكتب الاعلامي لزعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي إن أي تعاطي اعلامي غير صادر عن مكتب الحوثي او المجلس السياسي للحركه او الناطق الرسمي محمد عبدالسلام لا يعني الحركه ولا يعبر عن موقفها .
من هذا كله نقول للحكومة القادمة والرئيس الذي يلي هادي ان عليه ان يستعد لإجتثاث حركة نمت وترعرعت في عهد رئيسين سابقين له وعلى اليمنيين ان يترقبوا تلك الحرب آجلا ام عاجلا.