السيد يتحدى الدولة والمجتمع هل بدأ الجيش معركة الحسم مع الحوثيين؟ .. مؤشرات تؤكد حتمية المواجهات المسلحة
قتل 12 شخصا السبت في اشتباكات بين القوات اليمنية ومتمردين حوثيين في ضواحي مدينة عمران في شمال اليمن، وفقا لمسؤول محلي ومصادر المتمردين.
وقال مسؤول امني ان حوثيين توجهوا الى عمران للمشاركة في تظاهرة، ولكن سرعان ما اندلع تبادل اطلاق نار حين اصر هؤلاء على تخطي احد الحواجز الامنية في شمال المدينة وهم يحملون السلاح.
وبحسب مسؤول محلي ومصادر قبلية فإن الاشتباكات ادت الى مقتل ثمانية متمردين بالإضافة الى اثنين من الجنود ومدنيين اثنين.
وقال مسؤول أمني رفيع في صنعاء ان الاوامر صدرت بمنع الحوثيين من دخول عمران، كما عزز الجيش وجوده العسكري في المنطقة.
وأشارت مصادر محلية الى ان الجيش كثف الحواجز الامنية المحيطة بالمدينة فيما حاول الحوثيون دخولها من الجهتين الشرقية والغربية.
وفي 14 اذار/مارس، تظاهر آلاف من انصار المتمردين الحوثيين الشيعة بعضهم مسلح ببنادق كلاشنيكوف في عمران مطالبين باستقالة الحكومة التي يتهمونها بالفساد.
ويرفض الحوثيون والانفصاليون الجنوبيون تقسيم اليمن الى ستة اقاليم.
وقد وافق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والقيادات الحزبية في فبراير/شباط وبعد حوار وطني استمر اشهرا عدة على تحويل اليمن الى دولة فديرالية من ستة اقاليم.
ويقول العديد من السياسيين إن الحوثيين الموجودين بقوة في محافظة صعدة الشمالية يحاولون بسط سيطرتهم على مزيد من الاراضي بهدف توسيع مناطق نفوذهم في الدولة الاتحادية مستقبلا في اليمن.
وكان الحوثيون سيطروا في مطلع شباط/فبراير اثر مواجهات خلفت 150 قتيلا على الاقل على بلدات في محافظة عمران، معقل آل الاحمر زعماء تكتل قبائل حاشد.
وطوال الفترة السابقة، اتسم موقف الجيش اليمني بسلبية كبرى في مواجهة التمدد الحوثي كما يقول محللون، إذ حاول أن ينأى بنفسه بعيدا عن المواجهات التي يخوضها الحوثيون لتوسيع مجال سيطرتهم الجغرافي وأسفرت عن تقدمهم باتجاه العاصمة صنعاء، حتى وصولهم الى منطقة همدان.
وقال مراقبون إن الاصطدام بين الجيش اليمني والمقاتلين الحوثيين أصبح أمرا حتميا، بعد أن ابان الفصيل الشيعي عن جموحه للسيطرة على أكثر ما يمكن من الأراضي اليمنية وحتى على العاصمة صنعاء إذا راى أن من مصلحته السيطرة عليها، وخاصة إذا ما توفرت له القدرة العسكرية على ذلك.
وأبدى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مؤخرا استياءه من توسّع تمرد الحوثيين الشيعة المواليين لإيران، الذي بات يتسم بخطورة بالغة تقتضي التصدي له قبل ان يستفحل الأمر ويتعقد أكثر.
وقالت مصادر مطلعة في صنعاء، إن المسؤولين اليمنيين باتوا متيقنين منذ مدة بأن المواجهة بين الجيش اليمني والحوثيين الشيعة أصبحت أمرا لا رجعة فيه باعتبار أن التزامات السلطات اليمنية محليا وإقليميا ودوليا لا تترك لها أي خيار آخر للتعامل مع الخطر الحوثي الذي هو خطر غيراني مباشر على اليمن واستقراره.
ويؤكد محللون سياسيون أن وقف التمدد الشيعي يعتبر مطلبا يمنيا داخليا مهما لاستقرار الدولة وعدم استنساخ تجربة لبنان الذي يعاني اليوم من هيمنة "حزب الله" الشيعي وتصرفه كدولة أقوى حتى من الدولة اللبنانية نفسها، كما ان لجم الحوثيين يعتبر مطلبا رئيسيا لدول الخليج أكبر داعم مادي ومعنوي لليمن، إضافة إلى أنه أيضا مطلب ملح للكثير من القوى الدولية التي لها مصالح استراتيجية في استقرار منطقة تأتي منها اعلب واردتها البترولية.
وإضافة إلى مواجهة تمدد الحوثيين الشيعة، تكافح السلطات اليمنية ايضا انفصاليين جنوبيين ومتشددين على صلة بتنظيم القاعدة، إضافة إلى أزمة اقتصادية.