تجفيف منابع الإيرادات المالية للحكومة وإعادة الموتى للمشاركة بصناعة مستقبل اليمن : مشاكل ممنهجة وحلول مجمدة وشراكة غائبة
كما توقعت سابقا انه سيتم ترحيل مشاكل اليمن الأساسية من مرحلة الى مرحلة دون معالجة حقيقية ، كان الشعب على وعود لحل المشاكل ذات الاهمية الى حين الانتظار من استكمال الهيكلة للمؤسسة العسكرية ، تمت الهيكلة وفق تصورات خاطئة وتم ترحيل المشكلات الى حين مؤتم الحوار ثم رحلت الى حين الانتهاء من الحوار ثم رحلت الى صياغة الدستور ثم ترحل وترحل ولن تحل الا بترحيل المؤامرة هادي الذي جمد التغيير وجمد الانتقال وعلى ذمة هذا الترحيل تتوسع جماعات العنف المسلحة لبسط نفوذها على الأرض كبديل منطقي لغياب الدولة او بمعنى اوضح بديل عن تغييب الدولة المتعمد من قبل هادي وعصابته والاكتفاء بعدد من اللجان ( الرؤاسية ) لتثبيت فشل الدولة ومؤسساتها رسميا
اخيرا القاعدة تعلن ان تشكيل مسلح لها في المناطق الوسطى لمواجهة التوسع الحوثي المدعوم من الحليم هادي ورفيقه محمد ناصر احمد وسيلاقي هذا التشكيل تجاوبا ودعما من قطاعات شعبية بعد ان فقدت الامل بقيام الدولة بواجبها لوقف توسع الحوثي وفجأة سنلاقي أنفسنا امام مجموعات عسكرية وتشكيلات مختلفة الاسماء والمهام تتصارع فيما بينها وهي آخر حالة من وجود الدولة ككيان منظم
كل هذا يحدث وهادي يعبث بورقة دعم الحوثي ليتفرغ أساسا الى استيراد وتثبيت الطغمة والزمرة وتمكينهم من مؤسسات الدولة لممارسة صراعات جديدة تلحق الضرر باليمن
هادي ضرب بكل شيئ عرض الحائط ويمارس سلطته دون أي رقابة من أي جهة رسمية او مدنية او ثورية او شعبيه ، نحن امام انتاج ديكتاتور بمعول هدم كبير وتحولت المبادرة الخليجية وما تبعها من قرارات أممية من مخرج الى مأزق واداة لدعم الديكتاتورية الجديدة في اليمن
الانفلات الامني الذي تشهده اليمن منذ تولي هادي هو من اخراج وانتاج هادي من اجل ان ينعكس سلبا على احد شركاء المرحلة ( اللقاء المشترك وقوى الثورة ) ورمي اللوم عليهم واعطاء صورة للشارع ان وجود هؤلاء الشركاء تسبب بهذا الانفلات ويقوم بهذه المهمة وسائل اعلام حزب هادي الشريك بالمرحلة
خلال اكثر من عامين والشعب مع وعود مرحلة من هادي .. فتحول من رئيس توافقي مؤقت الى رئيس يمارس المؤامرة بحق شركائه ويمد يده لجماعات العنف لتقوم بمهمة الانتقام من شركائه بشكل عملي ودوره انحصر بالتخطيط والاشراف على المؤامرات وضرب القوى السياسية التي تشاركه ادارة المرحلة فيما بينها
الفوضى والانفلات والتدهور وخلق الازمات المتتالية والمتنوعة هي سياسة ممنهجة سبق للنظام الموازي في مصر استخدامها ويستخدمها هادي في اليمن
كل الاخطاء يحملها بصورة مباشرة الى شركائه بينما يقوم هو بتجميد عمل المؤسسة الامنية والدفاعية عن القيام بعملها وجمد اعمال الرقابة والقضاء واكتفى بخلق هيئة فساد تغطي على فساده وفساد عصابته بصورة مخالفة للقانون ومطعون في شرعية هذه الهيئة
اكد لي مصدر مسئول في المؤسسة العامة للنفط والغاز ( وهي التي تشرف على تصدير النفط الخاك للخارج ) ان حكاية حصار قبائل هبة حضرموت للشركات النفط ومنع الانتاج هي مسرحية من انتاج هادي لمنح القبائل شرعية وقف الصادرات النفطية وهو من مولها بمليار و150 مليون ريال وعشرين سيارة ومائتين قطعة سلاح كتحكيم غير مرجوع ، كان الهدف من التحكيم الذي سوقه هادي على اساس رفع القبائل يدها وحصارها عن ابار النفط من اجل اعادة تصديره للخارج لمواجهة التزامات الحكومة واكد هذا المصدر وانا اعلم مدى علمه بوضع الشركات والتطورات التي تحيط بها خلال هذه الايام حيث اكد لي ان القبائل تلاقي دعما غير عادي وان هناك جهات تقوم بتسليحها واخيرا تم انتداب ضباط محترفين لتدريب عناصر قبائل الهبة الحضرمية على السلاح بمختلف انواعه بينما تصدر توجيهات يقال عنها عليا للجيش هناك بعدم التدخل بشئون الحماية لآبار النفط والشركات العاملة
هادي يحاول تضييق الخناق على الحكومة بتجفيف منابع الايرادات لكي تصل الى مرحلة الافلاس واعلان عدم قدرتها على صرف رواتب الموظفين وهو ما سيكون قريبا ، وسيخرج علينا اعلام حزب هادي بتحميل المسئولية لرئيس الحكومة ووزير المالية وهما من قوى التغيير الثورية ،
هادي يوجه ضربه قاصمة للحكومة اكبر من الضربات التي يوجهها رئيسه التنظيمي علي صالح ، اعلام حزب المؤتمر يوجه اللوم ومن خلال مصادره الرئاسية على الاستاذ باسندوة وعلى وزير المالية صخر الوجيه وهذا جزء من تأليب الشارع على شركاء المرحلة
ما افصح عنه الاستاذ باسندوة عن العلاقة السيئة بين هادي والحكومة هو جزء بسيط من الواقع المرير ، هادي وباسندوة هما صاحبا القرار خلال المرحلة الانتقالية وهما المرجعية وكفة الترجيح لاي انحراف لمسارات المرحلة لكن هادي استسلم لمن يتربصون باليمن وينتقمون منها ومن قوى التغيير فيها عبر هادي الذي يمارس عرقلة كل شيء ، هادي تجاوز المبادرة الخليجية ومارس الاستفراد بالقرار بعيدا عن مشاركة رئيس الحكومة الذي يمثل مع هادي مرجعية لاتخاذ القرار ، رئيس الحكومة يعاني من تسلط واستفراد هادي الذي فوض لنفسه صلاحيات لا نعلم من اين اخذ مرجعيتها واستحوذ على القرارات التي تخص الدفاع والأمن وجمد عمل المؤسستين الدفاعية والامنية وهذا هو الذي وفر الحماية للمخربين للنفط والغاز والكهرباء وقطاع الطرق وهو من يوفر الدعم والغطاء لجماعة الحوثي حاليا
هادي يحكم القبضة على موارد الدولة من ناحية عبر قبائل الهبة الحضرمية ويقوم بضرب قوى التغيير عسكريا عبر دعم الحوثي المدعوم من قوى اقليمية ودولية والهدف هو ضرب الحركة الاسلامية ممثله بالتجمع اليمني للاصلاح والتيار السلفي والقوى الاجتماعية التي تساند الحركة الاسلامية وهو التزام تكفلت به بعض دول الخليج تمويلا وتخطيطا
قصة ادراج النظام السعودي لجماعة الحوثي كجماعة ارهابية هو جزء من ممارسة ضرب التيار الاسلامي وتغطية على دعم دول الخليج لهذه الجماعة بالمال والعتاد والاعلام ويقدم لهم الدعم بواسطة المؤتمر الشعبي العام الذي اعلن رسميا علاقته وتحالفه مع جماعة الحوثي المصنفة جماعة ارهابية من قبل اكبر الدول الخليجية " السعودية" ، اعلان التحالف جاء بعد فترة قصيرة من اعلان السعودية الحوثي جماعة ارهابية وكأن اعلان حزب هادي بالتحالف معها جاء كرسالة تطمين ضمنية نيابة عن السعودية
لا يعقل ان يكون الحل المطروح على اليمن هو خليجيا عبر المبادرة الخليجية وان حزب المؤتمر شريك بنصف الحكومة التي اقترحتها المبادرة الخليجية وان تعلن السعودية صاحبت المبادرة عن ادراج جماعة الحوثي جماعة ارهابية ويقوم المؤتمر الشريك الاساسي بنصف الحكومة باعلانه التحالف مع هذه الجماعة وتحت اشراف الرئيس التوافقي الذي ينفذ الرغبات السعودية الاماراتية بحق شركاء المرحلة
انها الصورة الواضحة لاعلان الحرب على ما يسمى اجتثاث الاخوان حيث يقوم اعلام هادي وصالح المملوك لحزب المؤتمر بمهمة اصدار التهم بحق شركائهم ووصفها على انها تابعة للاخوان وهذا العمل يكفي ان يكون تهيئة لمشروعية الاجتثاث بطريقة ناعمة
ستتوالى ضرب القوى التي أيدت وساهمت بدعم التغيير في اليمن وسيتولى هادي الاشراف على القوى التي تمارس مهمة الضرب عمليا من خلال جماعة الحوثي ومجموعات قبلية اخرى وسيتولى هادي بالقيام بمهمة تهدئة الرفاق " الشركاء" من خلال بعض التصاريح الصحفية والخطابات التي لم ولن تتوافق مع الواقع خلال المرحلة الماضية كلها
اخيرا استقرت قناعة هادي بالعمل بالضغوطات الخليجية " اعلام حزب هادي يطلق عليها ضغوطات بينما هي رغبة هادي وهي احد البدائل عن الشركاء من قوى الثورة " لاستقدام العناصر الجنوبية التي ظلت تقدم الدعم للحراك المسلح في الجنوب وقد اعطي جمال بن عمر الضوء الأخضر من حكومات الخليج بالتواصل مع هذه القيادات لمنح شرعية استقدامها وبعث الروح فيها من جديد لتمثل الحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي اليمني وهذه الخطوة تمثل غطاء لعملية استبعاد القوى الفاعلة المشاركة في المرحلة لان الحزب الاشتراكي والحراك الجنوبي يصنفان من قوى التغيير
وجود امين عام الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان مستشار رئيس الجمهورية في الخارج له علاقة بهذه المهمة وهو من يتولى الترتيب والتفاوض مع قيادات الخارج وتقديم مقترح جاهز للرئيس هادي لقبوله واصدار قرارات رئاسية لتعميد المقترح المقدم من مستشار هادي
كلها مؤامرات مفضوحة ويعلم بها شركاء هادي من قوى التغيير وكلما عليهم هو التعامل معها كواقع لانهم اقدموا على ارتكاب اكبر خطأ وهو قبولهم بنائب علي صالح رئيسا انتقاليا دون ان يحدد موقفه من حزب المؤتمر ، لانه يفترض بأن يكون الرئيس الانتقالي مستقل ولا ينتمي لاي حزب مثله مثل رئيس حكومة الوفاق الحالي الأستاذ محمد سالم باسندوة الذي اختير من قبل اكبر تجمع يضم قوى الثورة وهو المجلس الوطني لقوى الثورة
المؤامرة بدأت تتضح وتظهر بوادرها عمليا وهذا شيء ايجابي فعلى قوى التغيير ان تعيد صياغة عملها وبلورة موقف موحد لمواجهة التحديات الماثلة عمليا على الأرض وان لا ينتظروا حتى يأتي اليوم او اللحظة التي لا ينفع حينها قبول أي حلول ، اذا لم يتوفر حل سياسي وفقا للتوافق الذي اهلك الثورة فالحل الوحيد هو مغادرة المشهد والبلد وترك الامور لشباب الثورة لاستعادة حقهم المسلوب وهم القادرين على استعادة هذا الحق ولو كلفهم فاتورة وثمن باهظ
اما ان يظل الاستمرار بهذا الحال فهذا إجحاف ، المناصفة بالشراكة اول بادرة لإثبات حقوق الشراكة بالتساوي بين الشركاء واستقالة هادي من المؤتمر ضرورية ووضع حد لموقف المؤتمر وتحالفه مع جماعة الحوثي باعتباره شريك سياسي واغلاق ملف علي صالح في الحياة السياسية ووضع الحوثي أمام خياران ، السلاح او المشاركة بالمرحلة .. هذه بعض الحلول لإثبات حسن النوايا
المفترض ان المشترك وقوى الثورة لها نصيب 50% من وظائف الدولة القيادية ( محافظين وسفراء ونواب وزراء ووكلاء وزارات ووكلاء محافظات ومدراء عموم هيئات ومؤسسات وشركات عامة ومدراء مديريات وغيرها من الوظائف) بدلا من هذه الشراكة العوجاء التي يستحوذ حزب الرئيس بالحصة كلها ويرمي التهم على شركائه بإقصاء أعضاءه من مواقعهم
هادي جمد قرار تعيين السفراء بهدف الحفاظ على نسبة المؤتمر وبقاء السفراء الحاليين رغم انتهاء فترة عملهم إضافة الى خلو بعض السفارات من وجود سفير خدمة لحزبه المؤتمر الشعبي العام وعقابا للمشترك وقوى الثورة من حصولها على نسبتها من السفراء ، الإنصاف بالشراكة حق طبيعي وفق ما تم التوافق عليه
ان الزهد المبالغ فيه من قبل المشترك وقوى الثورة أدي بالشريك الآخر " المؤتمر وحلفائه " الى الاستهانة به بل الى التطاول على شركائه واعلان الحرب عليه تحت عنوان الاخونة التي لا وجود لها في اليمن او في مفاصل الدولة عمليا
هادي يجيد ضرب شركائه ضربات موجعة من تحت الحزام وهذا أسلوب قد يؤدي به الى طريق لا يتوقع عاقبته في حال استمر بهذا التراخي والتآمر على شركائه وعلى من منحوه ثقتهم لتحمل المسئولية بأمانة ويبادلهم بالتهجير والتفجير والتشريد والقتل وسرق البطانيات !! أمور لا يمكن تحملها برأيي
اذا نفذ هادي برنامجه التأمري وغدر بشركائه فعليه ان يعرف انه المسئول عن قتل المئات من جنود الجيش والامن والمواطنين على ايدي عصابات الحراك المسلح في الجنوب وعليه ان يتحمل المسئولية عن قتلى المواطنين والمنتسبين للجيش والامن الذين قتلوا على ايدي الحوثي وعليه ان يتحمل مسئولية شهداء وجرحى الثورة الشبابية الشعبية على ايدي نظام حزبه " المؤتمر الشعبي العام " بالشراكة مع صالح رئيس الحزب وان يتحمل مسئولية الاضرار التي لحقت بالوطن كلها خلال فترة حكمه وعليه ان يثق بأن لا حصانة ولا مخرج من العقاب ... اما الشراكة بوفاء وغيره يعني الغدر !!