قراءة في موقف الحراك الشمالي ... ماذا عن موقف الحراك الجنوبي ؟
اعلان الحراك الشمالي تأييده للرئيس هادي في حربه على الارهاب ودعمه لتنفيذ مخرجات وثيقة الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيين موقف نابع من المسئولية الوطنية والاستشعار بضرورة الوقوف الى جانب القيادة السياسية لاخراج البلاد الى بر الامان
موقف الحراك الشمالي الذي جاء من خلال البيان الذي اصدره السفير عبد الوهاب طواف رئيس اللجنة التحضيرية للحراك الشمالي اثبت مدى ادراكه بخطورة الوضع الذي تمر به اليمن ومحاولة بعض الاطراف جر البلاد الى نفق مظلم بدوافع تتضارب مع مصالح اليمن وأمنه واستقراره
موقف الحراك الشمالي وتأييده للرئيس هادي جاء بدافع المصلحة الوطنية وهذه المصلحة هي ذاتها التي كانت دافعا لانشاء الحراك الشمالي الذي جاء كموقف طبيعي ووطني للوقوف امام التصرفات الغير مسئولة للحراك الجنوبي الذي حول مسار القضية الجنوبية من قضية حقوقية الى قضية مزاجية انفرد بها قادة الحراك الجنوبي وفقا لاهوائهم ورغباتهم كان الحراك الجنوبي يعمل وحيدا على ارض الملعب وهذا الوضع دفعه للانحراف بالقضية الجنوبية وتمادى في اللعب للوصول الى تشويه الحقائق وانكار كل شيء ومارس سياسة تضليل وتعبئة عنصرية ومناطقية استهدف بها ابناء الشمال وهذا هو ما دفع بالسفير عبد الوهاب طواف الى تبني العمل على ايجاد مكون جماهيري لوقف هرولة الحراك الجنوبي وكانت النتيجة هو الاعلان عن الحراك الشمالي لتحقيق الانفصال عن الجنوب، وهو خطوة عملية تعزز فرص الحراك الجنوبي لتحقيق الانفصال عن الشمال، الا ان الاعلان عن الحراك الشمالي استفز مشاعر قيادات الحراك الجنوبي وكانت ردة فعلهم غاضبة على رئيس ومؤسس الحراك الشمالي السفير عبد الوهاب طواف
ردة فعل قادة حراك الجنوب وتبنيهم خطاب اعلامي هجومي لتشويه صورة مؤسس الحراك الشمالي كشفت عن مدى الاستهتار الذي يخيم على عقول وتصرفات قادة حراك الجنوب وكأنهم استشعروا الخطر من وجود حراك شمالي ربما يسقط ورقة التوت لدى هؤلاء، وفعلا كان للحراك الشمالي وللمواقف التي اعلنها السفير عبدالوهاب طواف اثر ايحابي ادت الى " فرملة " التهور الذي كان يسير عليه حراك الجنوب
فإعلان السفير طواف جاء من منطلق المصلحة الوطنية وهي التي دفعت به للاعلان عن وقف مؤقت لبرامج الحراك الشمالي وفقا لمعطيات الواقع التي تفرض على الجميع توحيد الجبهة الداخلية وتأييد الرئيس عبد ربه منصور هادي ودعمه للحرب على الارهاب وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وهذا موقف يدل على حالة متقدمة من النضوج السياسي لدى السفير طواف الذي قرر وقف انشطة الحراك الشمالي نزولا عند مصالح الوطن العليا ودعم قيادة اليمن للسير بالبلد الى بر الامان والوقوف مع الرئيس وتأييده نابع عن قناعة وفهم وادراك للاخطار التي تحيط بالبلد من كل الاتجاهات ، موقف السفير عبد الوهاب طواف الجديد يضاف الى مواقفه الوطنية السابقة التي لم تتعارض مع مصالح اليمن وهذا موقف يحسب له ويشكر عليه مع الاسف الشديد اطلعت على ردة فعل بعض الحراكيين الجنوبيين وكان رد فعل مزاجي دون تقدير للوضع الوطني وللموقف المسئول للسفير طواف وردة فعلهم هي ذاتها وهدفها المعارضة من اجل المعارضة وهو المنجز العام والبارز لنشاط الحراك الجنوبي، فمواقف الحراك الجنوبي اصبحت رهينة ومحصورة بمعارضة كل شيئ
استفزهم تأييد السفير طواف للرئيس هادي مثلما استفزهم اعلانه للحراك الشمالي وهذا الاستفزاز الظاهر من خلال مواقفهم يدل على شعورهم بالإحباط لعدم قدرتهم على تقديم مبادرة وطنية تهدف لتقوية الصف الشعبي والجماهيري وتوحيدها تأييدا للرئيس هادي وتقديم الدعم له لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الحراك الجنوبي يفتقد للرؤية الوطنية ويعاني من خلل ونقص في المناعة الوطنية وليست لديه قدرة على اصدار اعلان شجاع اسوة بالموقف الشجاع الذي خرج به السفير عبد الوهاب طواف وهذا يجعل الحراك امام شك لوظيفة الحراك الجنوبي الذي اصبح يمارس الغيرة من اي موقف وطني، وهذا لا يعني ان الحراك الجنوبي خالي من القيادات والعناصر اليمنية الوطنية التي تعمل بضمائر خالصة همها الشأن العام والمصلحة الوطنية انا على ثقة مطلقة بأن الاصوات الحرة والوطنية داخل الحراك الجنوبي سترفع صوتها عاليا لاجل اليمن وستعلن موقف شجاع يتناسب والمخاطر المحدقة باليمن وسيكون لقيادات جنوبية موقفا قويا لصالح اليمن ومصلحته وقيادته
واخيرا هل نرى موقفا مماثلا من الحراك الجنوبي واعلان تأييده للرئيس هادي اسوة بالموقف الذي اعلنه رئيس الحراك الشمالي ؟ ام ان قرار الحراك سيظل رهينة للازمات الخلافات !!