البحرين وسط مخاوف من هروب مؤسسات مالية دولية

وتعيش البحرين حالة من الترقب والزحام على المحال التجارية للتموين بسبب زيادة التوترات، حيث أغلقت معظم المحال أبوابها وسط مخاوف من استمرار حالة الترقب، في الوقت ذاته تواجه العملة البحرينية "الدينار" ضغوطاً ما أدى إلى هبوطها اليوم الاربعاء 16-3-2011 لأدنى مستوى في عدة سنوات في السوق الآجلة، كما اضطر البنك المركزي للانتقال الى مقر بديل بعد حملة أمنية على محتجين أدت لإغلاق الحي التجاري.

ووفقاً لوكالة "رويترز" فقد صرح متعامل كبير في أحد البنوك بأن عقود الدولار مقابل الدينار لأجل عام والتي تنطوي على توقعات بأن يتراجع الدينار خلال الاثنى عشر شهراً المقبلة بلغت 200 نقطة وهو أعلى مستوى منذ عام 2000 على الاقل.

وقال متعاملون إن السعر الفوري تراجع لفترة وجيزة عن سعر ربط الدينار بالعملة الامريكية ليصل الى 0.37716 دينار بسبب المخاوف الامنية وحالة عدم التيقن بشأن ما إذا كان البنك المركزي مستمر في العمل، وارتفع الدينار بعد ذلك الى 0.37695 دينار للدولار بعدما ضخ البنك المركزي الدولار.

وقال مازن بربير، متعامل الصرف الاجنبي في بنك ستاندرد تشارترد في دبي: "تراجع النشاط بشكل ملحوظ في سوق صرف الدولار مقابل الدينار البحريني ومعظم الصفقات تقتصر على التعاملات الفورية ومقايضات قصيرة الأجل للغاية".

وأضاف أن سعر بيع الدولار أمام الدينار البحريني ارتفع الى 0.3772 دينار وهي زيادة طفيفة فوق سعر البيع الذي يعرضه البنك المركزي.

وتابع بربير "سيستمر الضغط لشراء الدولار اذ سيسعى المستثمرون للتخارج من الاستثمارات السائلة". وعند هذا السعر المرتفع تشير عقود العملة لأجل عام الى أن الدينار البحريني سيفقد 0.9% تقريباً من سعر ربطه بالدولار البالغ 0.376 دينار للدولار خلال العام المقبل.

وذكرت "روتيرز" عن متعاملين قولهم: "الذين يعتمدون على الاسواق الآجلة للتكهن باتجاه العملة المستقبلي، انه لا يوجد اهتمام حقيقي حالياً بالتعامل في العقود الآجلة". ما يجعل ربط الدينار البحريني بالدولار سياسة البنك المركزي اقل مرونة اذ تتطلب الحفاظ على اسعار الفائدة قرب الفائدة القياسية الامريكية لتجنب تفاقم الضغوط على العملة.

وأغلق الحي التجاري في المنامة، حيث يوجد مقر البنك المركزي منذ الصباح الباكر لليوم الاربعاء.

وقال الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة المدير التنفيذي للعمليات المصرفية بالبنك المركزي لرويترز: "نحن نعمل أنظمة المدفوعات والتسوية بين البنوك مستمرة في العمل من مقرات أخرى".

من جهتها قالت متحدثة باسم البنك المركزي ان نظام المدفوعات بين البنوك يعمل بشكل طبيعي وإن الخدمات المصرفية تقدم لجميع بنوك التجزئة المفتوحة، وقال مصرف البحرين المركزي اليوم الاربعاء إنه يباشر عمله من مقر بديل وإن نظام مدفوعات بين البنوك يعمل بشكل طبيعي وذلك بعد إغلاق قوات الامن للمنطقة التجارية في العاصمة.

وأضاف الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة، المدير التنفيذي للعمليات المصرفية في البنك المركزي، لرويترز "نحن نعمل ونواصل إدارة نظم مدفوعات وتسويات بين البنوك من مواقع أخرى".

إلى ذلك ذكر "ستاندرد تشارترد" و"اتش.اس.بي.سي هولدنغز" انهما أغلقا كل فروعهما في البحرين اليوم الاربعاء بعد وقوع مصادمات بين قوات أمن بحرينية ومحتجين.

ولبنك استاندرد تشارترد سبعة أفرع في البحرين ولبنك اتش.اس.بي.سي أربعة أفرع ما يجعلهما من أكبر البنوك الاجنبية في البلاد. وأبقى كل منهما على فرعين مفتوحين ليوم أمس ، وذكرت "رويترز" أن البنكين أكدا أن الاولوية هي لسلامة الموظفين.

ولدى "ستاندرد تشارترد" 500 موظف ولدى "اتش.اس.بي.سي" 334 موظفاً ولم يمس أياً منهم سوء. وقال البنكان ان سائر الانشطة المصرفية مثل أجهزة الصرف الالي تعمل كالمعتاد.

وعلى صعيد متصل، ارتفعت كلفة التأمين على الديون السيادية للبحرين مدة خمس سنوات 12 نقطة أساس أمس إثر احتجاجات عنيفة مطلع الأسبوع أجبرت المملكة على طلب مساعدة دول الخليج العربية في حفظ الأمن والنظام.

وأظهرت بيانات من ماركت ارتفاع كلفة التأمين على الديون مدة خمس سنوات إلى 305 نقاط أساس رغم تراجع عام في تكاليف التأمين على الديون السيادية لسائر دول المنطقة، وكانت كلفة التأمين على ديون البحرين قد بلغت أعلى مستوياتها في 19 شهراً عندما سجلت 318 نقطة أساس في أواخر فبراير مع مقتل سبعة أشخاص خلال احتجاجات مناوئة للحكومة.

إلى ذلك أعلنت بورصة البحرين اليوم عن تعليق التداول وذلك بسبب إعلان حالة الطوارئ في البلاد.

وكانت البحرين قد فرضت حالة الطوارئ في البلاد على نحو فوري ولمدة ثلاثة أشهر على خلفية الأحداث والمظاهرات العنيفة التي تشهدها البلاد منذ عدة أيام.