العبور بسفينة الوطن إلى شاطئ المستقبل الأمن
اخبار الساعة - حافظ الحصيني بتاريخ: 07-06-2014 | 10 سنوات مضت
القراءات : (3607) قراءة
ثورات الربيع العربي التي عصرت ببعض الدول العربية عام ٢٠١١م والتي على أثرها سقطت عروش الرؤساء فترك زين العابدين القصر هارباً الى السعودية وسقط هرم مبارك العتيق أمام الملايين الغاضبة في ميدان التحرير وتم القضاء علي صاحب الكتاب الأخضر الرئيس القذافي بنيران التدخل الخارجي والثوار الغاضبين ليذهبوا جميعاً إلى مزبلة التاريخ.ودخلت سوريا في حرب قذرة إن لم تكن الأقذر وبدعم لوجستي واضح حتي كادت أن تكون حرب بديله بين أقطاب تجاذبات السياسة.
الا إن ثورة الربيع اليمني سلكت مسلكاً آخر
فتدخلت دول الخليج كطوق نجاه لليمنيين والخليجيين علي حد سواء لاسيما وهيا تدرك تماماً أن أمن اليمن من أمنها وإن اليمن عبارة عن قنبلة موقوتة إذا أنفجرت لن يسلم من نيرانها أحد.
فتكللت جهودها وبإشراف المجتمع الدولي بما يسمي بالمبادرة الخليجية وبموجبها توافق اليمنيون بحكومة وفاق فصفقنا لنخرج من رحم الماضي البغيض إلى رحاب المستقبل المستفيض الحاضن للجميع فحدث النقيض ، جأت الرياح بما لا تشتهي السفن ُ ، فحكومة الوفاق لم تتوافق إلا في وفاق النظرة الأولى بتوحيد البدلة وربطة العناق . فبدلاً من حكومة وفاق تحولت إلى حكومة شقاق وحقد ونفاق.
فمنذ الوهلة الأولى أختلف الفرقاء واتجهوا لغرس االحقد والبغضاء بين العامة من البسطاء ، وهذا مالاحظناه وسمعناه بالأنباء وفي إعلام الفرقاء وصفحات النشطاء وتعدى الأمر ليصل كرسائل نصية بين عامة الناس الأثرياء والفقراء ؛ مع غياب واضح للضمير الإنساني والوازع الديني لدى كهنوت السياسة وتعصبها الأعمى . وكذا نشوة التسلط والإنفراد بالسلطة لذا نجد كل طرف يحاول بجميع الوسائل والسبل فرض أيدلوجيته للسبب ذاته . ففريق يريد أن ينقضَ على مفاصل الدولة معللاً ذلك بالفضل له بالثورة وآخر يصتنع العراقيل طارحاً في مخيلته العودة للحكم من جديد بصورة فردية
بسبب تزمت هؤلاء الساسة دُمرت مصالحنا الحيوية بكل قبح ووقاحة وأعدمت المشتقات النفطية وبإتفاق الكل ومايحصل اليوم بين البرلمان والحكومة ومؤسسة الرئاسة إلاَّ مسرحية وتمثيلية هزيلة لتنتهي بفرض الجرعة شئنا أم أبينا.
العراقيل والمطبات المصتنعة من قبل البعض كثيرة وعديدة وبأساليب قذرة وفي شتى المجالات.
السوأل الذي يطرح نفسه وبقوة هل استوعب الساسة خطر مايفعلوه وهل وصلوا الى قناعة بأن هذه الريحة النتنة التي يستنشقها الجميع ماهي الا صافرة إنذار اخيرة قبل الولوج في الفوضى العارمة؟!
إن لم نعي ذلك ونصوب اعيُنا نحو العمل والبناء وكل مافيه خير وإستكمال بنود المبادرة الخليجية وعلى رأسها نزع أسلحة المليشات والمكونات السياسية أياً كان نوعها وتفهم اهمية التحول من النظام المركزي إلى النظام الفدرالي والعمل بروح الفريق الواحد للولوج التدريجي للتحول إليه وبث البرامج التوعيه للتعريف به ومتطلباته . وكذا التعامل الجدي وبحزم من الجهات المسؤلة وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة ضد من يقف حجر عثرة أمام تنفيذ بنود المبادرة أو يصتنع أي عراقيل أو أي شائك باي شكل من الأشكال أمام تنفيذ المبادرة كونها الطوق الأمن والجسر السليم لليمنيين .علي الجميع شحذ الهمم كي نتجاوز الصعاب مالم فإعصار وموج الشرالمشؤوم سيلتهمنا جميعا . ...
فهيهات هيهات ثم هيهات إن لم تعوا ياساسة ياكرام إن الحل الوحيد يكمن بتلاحم وتشابك ورص الكفوف وتظافر الجهود لنخرج من عنق الزجاجة ونعبر بسفينة الوطن الى شاطئ المستقبل الآمن.
اقرأ ايضا: