حقيقة الانتخابات المصرية(١)
ان من الحماقة ان ندخل في جدلية بين ان الانتخابات المصرية كانت نزيهه او انه حدث فيها تزوير وخروقات لصالح مرشح على آخر..
ان ما لفت انتباه المتابعين للانتخابات المصرية شيئ آخر وعظيم وجلي واضح كوضوح الشمس في كيد السماء ، جعل المتابع يغض الطرف ولايهتم كثيراً لبعض وقائع التزوير والتصويت الجماعي التي حدثت ربما بسبب تجاوزات شخصية لبعض الافراد او ربما كانت هذه التجاوزات مقصودة فقط للاطراء وجعل المنافسة حقيقية ولجعل الانتخابات واقعية ..
فالسيسي لا يحتاج لتزوير الانتخابات لأن النتيجة هي وحيدة ومعروفة ومؤكدة مية في المية وقد اعلنت ٩٩،٩٪ وقد ذكرتنا بالايام الخوالي والانظمة السالفة.
وهذه النتيجة طبيعية لأن السيسي مرشح بلا منافس فمنافسيه قادتهم بالسجون وعامتهم مقاطعون..
المرشح حمدين صباحي؟!
صباحي كان مجرد كومبرس لأنه اولاً احد شركاء السيسي في الانقلاب وفي القضاء على حكم الإخوان فهما ينفذان اجندة واحدة ويأخذان التوجيهات من جهة واحدة ويستلما التمويل من جهة واحدة.
ثانياً حتى وإن افترضنا صدق سريرة صباحي فإنه لا يمكن لنا ان نعتبره منافساً ابداً..
والشعب المصري (المؤيد للانقلاب) قد علم بهذا كله وربما اعتبر هذه الانتخابات مجرد تمثيلية وان صعود السيسي هو عودة النظام السابق وعودة الحكم العسكري..
عندها شعر الشعب بالخوف فكانت ردة فعله هي المشاركة الضعيفة والهزيلة كما تابعنا.
واما باقي المصريين (الاخوان وانصارهم) فهم مقاطعين كما هو معلوم...
وقد نُقل عن رباب زين الدين، المتحدثة باسم حمدين صباحي قولها إن 7 ملايين مصري صوتوا في اليوم الأول وأقل من ذلك في اليوم الثاني وهذا ما أثار السخرية لدى المتابعين.
وهو ما لفت انتباه المتابعين للانتخابات وعبر القنوات الفضائية وبالذات القنوات المؤيدة للسيسي وانا تابعتها بأم عيني وحتى الجزيرة كانت اكثر ما تنقل من هذه القنوات.
ولم يهتم المتابع ببقية الاحداث.
نعم فلقد كان الاقبال ضعيفاً جداً جداً مخيب للظنون وغير متوقع ابداً ولم تشهد مراكز الاقتراع الاقبال الذي كان يعول عليه..
فرغم الحملة التي قامت بها القنوات الفضائية الحكومية والخاصة من أجل دفع أكبر عدد من المصريين إلى المشاركة في الانتخابات.
ورغم قرار لجنة الانتخابات بالتمديد لليوم الثالث.
ورغم قرار لجنة الانتخابات في وقت سابق تفعيل بند قانوني يسمح بفرض غرامة قدرها خمسمائة جنيه (سبعون دولارا) على من لا يشارك في هذه الانتخابات
ورغم حملة التفويض وال 30 مليون التي فوضت ووقعت للسيسي ..
ورغم حملة أنصار السيسي الذين أغرقوا الشارع بصوره، وبالأغاني المؤيدة له على امتداد شهر كامل والتلميع الذي دام عام تحت حملة كمل جميلك .
ورغم قرار الحكومة المصرية بمنح تذاكر مجانية للوافدين حتى يتمكنوا من التوجه إلى محافظاتهم للإدلاء بأصواتهم.
ورغم فتوى ووصف شيخ الأزهر أحمد الطيب عدم التصويت بأنه "عقوق للوطن"، بحسب ما ذكره التلفزيون الرسمي.
رغم كل هذه المعطيات وغيرها الا ان النتيجة جاءت عكسية فجعلت الناخبين يعزفون عن المشاركة
وبقت مراكز الاقتراع مهجورة، مثلما كانت عليه في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك.
ومما يثير الضحك ان يرد في بعض وسائل الاعلام المثيرة للسخرية ان ضعف الاقبال كان بسبب الحر الشديد و بسبب انشغال الناس بذكرى الاسراء والمعراج...
هذا وللحديث بقية،،،،،،