هؤلاء الموقعون على الجرعة..
وهلّت الجرعة حين هل هلال عيد الفطر ومع إنزال الجرعة نزلت الأمطار واستالت الأودية وتغلب اليمانيون على آلامهم فلبسوا الجديد وأكلوا جعالة العيد يترنمون( بآنستنا ياعيد ) يضحكون على الآيام يبحثون عن الأمل والسلوى بين ركام الواقع الذي أحدثه شركاء الوفاق والخناق غير أن مايجبر قلب هذا الشعب ويُحيي فيه الأمل هو قول الله( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) بل ولقد تناسى اليمانيون آلام جرعة حكامهم في يوم العيد حين رأوا أطفالا بُترت رؤوسهم ونساءً حوامل بُقرت بطونها وأٌسرا فُنيت من على وجه الأرض ودماءً تسيل عبر القنوات الفضائية تحكي إرهابا وإجراما صهيونيا منقطع النظير على أهلنا في غزة وصمتا عربيا مطبقا يستحي المرأ أن يقول أنا عربي مقارنة بمواقف دول أمريكا اللاتينية والتي ترى فيها موقفا عربيا مسلما مسؤلا رغم أنهم لايحملون لاالعروبة والإسلام.
فيما شركاء الوفاق يوقِعون الجرعة عبروزرائهم ففي مكان آخر معظم إن لم يكن كل قادة أحزابهم تبرئ عن نفسها هذه الجرعة ووسائل إعلامهم تندد وتشجب وتبكي نيابة عن هذا الشعب وكلُ يحمل الطرف الآخر المسؤلية وتصدُر البيانات الكيدية الحزبية التي تنفي التوقيع من مجموعة من أفراد تستخف بعقول الملايين..أرأيتم كيدا ومكرا ونفاقا مثل هذا؟؟!
الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أن رفع الدعم عن المشتقات إجراء علاجي اسعافي إنقاذي للإنهيار الإقتصادي الحاصل لكن إن لم يكن إلا هو الحل الوحيد والإضطراري والمُرجّى نفعه بل وإن كان ضمن إجراءات علاجيه فليس هو أول إجراء وليس ثانيها ولاثالثها فهناك إجراءات تسبق هذه الجرعة أبرزها تغيير الفاسدين وهم من أحدثوا تقوبا بفسادهم فاقة ثقب الأوزون فكانوا سببا في نصب الدولة والثروة والتهريب والخراب والدمار ، منذ أواخرالتسعينات ونزول أول جرعة مالذي حققته الجرعات من اصلاحات ونجاحات ملموسة وهل كانت الإجراء الأنجع والأنجع وهل تزامن الإصلاح المالي مع الإصلاح الإداري..؟!!
لن يستطيع أحد الفكاك من مسؤليته عن هذه الجرعة فكل يتحمل المسؤلية حسب حصته من الأنصبة السياسية في حكومة الوفاق ومؤتمر الحوار فلايستوي من يمتلك سبعة عشروزيرا ومن يمتلك وزير أو وزيرين ومن يمتلك مائة عضو ومن يمتلك خمسة أو عشرة أعضاء فالمسؤلية متفاوته من الرئيس إلى أصغرمسؤول وليس من العدل أن يُلقى باللائمة على مُكون دون آخر أو تحميلية المسؤلية الكاملة بل وعلى الشعب أن يعلم أن الجرعة إرث سياسي منذ أعوام وتبناه وتولى كِبره وسنّ له من حكمو وانفردوا بالحكم قبل 2011م بل وعلى االشعب أن يدرك أنه يدخل تحت طائلة المسؤلية في تجريع نفسه فأكُف هذا الشعب مازالت آثار التصفيق ظاهرة فيها منذ أول يوم حلة عليه الجرعات على يد زعمائه وولاة أمره بل ويزداد التصفيق عقب كل جرعه ، والحقيقة ليس الوقت ملائما لتبادل الإتهامات وكل يحمل الآخر وإنما البحث عن حلول.
إلى اللذين يكيلون التهم لمن قاموا بالثورة الشبابية وأنها سبب في الجرعة فليست ثورة سبتمبر ولا أكتوبر سببا في أربع جرع مضت واستفحل داؤها وإن سلمنا جدلا بأن الثورة الشبابية سببا فإلى اللذين يلعنون الضلام والثورة فعليهم إيقاد شمعة وأن يرون من نضالهم وكفاحهم السلمي مايقر الله به عيون الشعب فيصححون ماأخطأ فيه من سبقوهم وأن يترجموا أقوالهم إلى أفعال بدلا من النضال عبر المواقع( الإعلامية والفسبكية والتوتيسية) وغير هذا فهو( هدار )وتضليل لا طائل منه إلا ضياع الوقت ..