أهالي صنعاء ينزحون أو يتموّنون.. تحسباً للحرب
تحسباً لحدوث أي مواجهات مسلحة بين الجيش اليمني وأنصار الحركة الحوثيّة الذين يطوّقون مداخل صنعاء من الاتجاهات كافة، يستعدّ سكان العاصمة اليمنيّة صنعاء لكلّ الاحتمالات متّخذين مجموعة من الإجراءات للصمود.
وكانت بعض الأسر قد غادرت صنعاء بعد الخطاب الذي ألقاه زعيم الحركة الحوثية (أنصار الله) عبد الملك الحوثي الأحد الماضي، مطالباً بتغيير الحكومة والتراجع عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطيّة، ومؤكداً استمرار التصعيد داخل صنعاء وتضييق الخناق حولها عبر زحف العناصر المسلحة من الاتجاهات كافة.
وتعمد أسر كثيرة إلى توفير احتياجاتها من مواد غذائيّة ومشتقات نفطيّة وتخزينها في المنازل لمواجهة أي طارئ قد يحدث مع انتهاء المهلة التي حدّدها الحوثيّون من أجل تنفيذ مطالبهم.
محمد الهمداني، سائق دراجة ناريّة. يقول لـ"العربي الجديد" إنه يبذل خلال اليومَين الماضيَين وعلى غير العادة، جهداً مضاعفاً في عمله من أجل توفير المال كي يشتري قمحاً يكفيه لمدّة شهر على أقل تقدير، لاعتقاده بأنه لن يتمكّن من العمل إذا ما حدثت مواجهات مسلحة.
أما صالح البعداني وهو عامل بناء مياوم، فيتحدث عن عدم قدرته على توفير أي مواد غذائيّة إضافيّة هذه الأيام لعدم توفّر فرص عمل. ويقول "لا نجد الأعمال في الأيام العاديّة، فما بالك بأيام كهذه تقرع فيها طبول الحرب". ويشير البعداني إلى أن "الحوثيّين إذا دخلوا صنعاء واندلعت الحرب، فهو لن يتمكّن من توفير الغذاء لأطفاله وأسرته".
من جهته، يعبّر محمد المحويتي عن قلقه الذي دفعه إلى مغادرة صنعاء مع أسرته والتوجّه إلى قريته في محافظة المحويت غرب اليمن. ويقول "أسكن في منطقة الجراف (شمال العاصمة) وهي المنطقة التي يتمركز فيها الحوثيّون والتي تجد فيها أنواعاً مختلفة من الأسلحة. واحتمالات حدوث مواجهة بينهم وبين الجيش واردة، خصوصاً أن وزارة الداخليّة تقع في منطقة الجراف وكذلك المطارين الحربي والمدني". ويشير إلى أن "جبال محافظة المحويت ستكون أكثر أماناً له ولأسرته، على الرغم من الأوضاع الإنسانيّة السيئة".
أما محمد عزيز وهو تاجر مواد غذائيّة بالجملة في العاصمة صنعاء، فيقول إن الأحداث الأخيرة جعلت عدداً كبيراً من المواطنين يهرعون إلى المحال التجاريّة لشراء احتياجات تكفيهم لفترات طويلة، تحسباً لوقوع حرب مقبلة قد تفرض عليهم ملازمة بيوتهم، ويسجَّل خلالها نفاد المواد الغذائيّة.
ويعتبر القمح والغاز المنزلي من أهم السلع التي تحرص الأسر متوسّطة الدخل على تخزينها، في حال شعرت بالتهديد. أما الماء، فعنصر مهمّ يحرص المواطنون على توفيره وشرائه من محطات خاصة. وتقول فاطمة محمد وهي ربّة منزل، إن "الأحداث والمواجهات المسلحة علمتنا أن نحتاط ونقوم بشراء المواد الغذائيّة الضروريّة، غير أننا نخشى من انقطاع الماء كما حدث في مواجهات العام 2011 والذي جعلنا نقصد القرى بحثاً عن المياه".
في المقابل، يبدو أسامة محمد متفائلاً. هو يقلّل من احتمال حدوث مواجهات يوم الجمعة، لافتاً إلى أن رئيس الجمهوريّة عبد ربه منصور هادي، سيقوم بإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطيّة استجابة لضغوط الحركة الحوثيّة، وهو يرى في ذلك خيراً لليمن واليمنيّين.
وكان زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي قد دعا الأحد إلى تظاهرات في صنعاء ومدن أخرى، يعقبها زحفٌ من المحافظات الأخرى إلى العاصمة لإسقاط حكومة الوفاق وإسقاط قرار رفع أسعار المشتقات النفطيّة.