الإصطفاف المطلوب
لا يختلف اثنان على صعوبة الوضع الذي تعيشه بلادنا هذه الأيام نتيجة لما تشهد من احتراب داخلي في بعض المحافظات
ولما تشهد العاصمة صنعاء من توترات وتحضيرات ونفخ في الكير بهدف إدخال البلد في دائرة الاشتعال الطويل المدى، ليكتوي بنارها أبناء اليمن أسوة بما يحدث في سوريا والعراق
أي أننا سنتقاتل بالوكالة عن آخرين يخططوا ويمولوا من خارج الحدود لتنفيذ السيناريو الذي سنجسده نحن بدمائنا وأرواحنا وثرواتنا وبنيتنا التحتية وغيرها من النتائج المؤسفة.
لهذا نقول يجب على علماء اليمن وقادتها ومشائخها ومكوناتها الحزبية ورجال الفكر السياسي و....الخ أن يعقدوا مؤتمراً عاجلاً وبدون أي رعاية خارجية لأننا نحن المعنيون بحل مشكلاتنا ونحن من سيدفع الثمن الباهض لا قدر الله إذا ما فشل الحوار اليمني اليمني أو انتهجنا أسلوب الاستعراض على الآخر بالقوة والسلاح وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية وغيرها من النعرات التي نبذها ديننا الإسلامي الحنيف ولم يعد لها مكان في عالم اليوم الذي يقاس فيه الفرد بعلمه وعمله وليس بمقياس النسب والمذهب والمنطقة.
ومما لاشك فيه أن رفع المعاناة عن الشعب لا يختلف عليه أحد من أبناء اليمن، وتجفيف منابع الفساد أصبح ضرورة حتمية لإخراجنا من دائرة التسول والانبطاح والرضوخ لقرارات وشروط الداعمين والمانحين وأصحاب المصالح، والضرب بيد من حديد لتأديب من يفجروا أنابيب النفط وأبراج الكهرباء ومن ينهبوا المال العام قد أصبح مطلباً شعبياً.
مقومات رائعة ولكن!؟
اليمن ولله الحمد تتمتع بموقع جغرافي هام على الخارطة العالمية جعلها تتحكم بطرق التجارة العالمية سال لها لعاب الطامعين، فلديها ثروة زراعية ونفطية ومعدنية وسياحية وسمكية وثروة بشرية قادرة على البناء والعطاء والحماية،
ولكن بالمقابل لديها ثروة في الفساد المالي والإداري قضت على الأخضر واليابس كما يقال، والقضاء على هذا الفساد لا يمكن أن يتم برفع السلاح واستخدام العنف وخنق المخنوقين ورفع الشعارات التي تتنافى مع ما يجري على بساط الواقع بعد ذهاب الأمية السياسية عن عقول الملايين، فالعنف سيقابل بمثله ولن نصل إلى ما نريده نحن، بل سنحقق ما يراد بنا وبوطننا من قبل من يعملوا خلف كواليس الدعم المشبوه
فهل سنكون عند مستوى المسؤولية في حقن دمائنا والحفاظ على مكتسباتنا وثوابتنا الوطنية واليمن الأرض والإنسان؟! نأمل ذلك.. ولعل وعسى. -