رئيس إيران: أحداث اليمن الأخيرة هي جزء من «النصر المؤزر والباهر»
اخبار الساعة - القدس العربي بتاريخ: 25-09-2014 | 10 سنوات مضت
القراءات : (5177) قراءة
وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحداث الأخيرة في اليمن بأنها «شجاعة و كبيرة» واعتبرها جزءاً من «النصر المؤزر والباهر» الذي تدعمه إيران.
وقد أثارت مثل هذه التوصيفات الإيرانية للأحداث في اليمن اعتراض الحكومة في هذا البلد عدة مرات. وتعتبر هذه التصريحات تأكيداً رسمياً من أعلى مقام حكومي أيراني على الدعم الإيراني للتمرد الحوثي.
وفي عام 2007، غادر طهران جمال السلال، سفير اليمن لدى إيران، احتجاجاً على الدعم العسكري والمادي الإيراني لجماعة الحوثي. وفي السنوات الأخيرة اتهمت صنعاء مراراً الحكومة الإيرانية بالتجسس ونقل الأسلحة والمال إلى اليمن.
وفي عام 2012، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن كشفها لشبكة تجسس إيرانية كانت تنقل المعدات العسكرية إلى الأراضي اليمنية، وأضاف تقرير وزارة الدفاع اليمنية أنه كان أعضاء هذه الشبكة يعملون تحت غطاء مجموعة من المستثمرين الذين يرغبون في إنشاء مصانع في اليمن، وكانت هذه الشبكة تنقل المعدات العسكرية لفترات طويلة عبر خليج عدن إلى داخل اليمن، قبل كشف مخططها.
وفي 6 أيلول/سبتمبر الحالي، طلب عبد ربه منصور هادي، الرئيس اليمني، من الحكومة الإيرانية أن تتعامل على أساس المنطق والعقل مع الشعب اليمني ولا تفرق بين هذا الشعب. ورداً على هذه التصريحات، أعلنت الحكومة الإيرانية أنها «تريد الخير والسعادة للشعب اليمني وستستمر بنهجها وطريقها بهذا الصدد».
وقد دعم خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني الذي يصفه أنصاره بأنه زعيم شيعة العالم، التمرد الحوثي كما دعم الإعتراضات الشيعية ضد الحكومة البحرينية. وطالب محمد رضا نقدي، قائد قوات الباسيج الإيرانية، الحضور والدعم المباشر الإيراني للصراع الدائر في اليمن والبحرين.
وفي أحدث تصريحات من هذا النوع، أعرب علي رضا زاكاني، أحد مندوبي طهران في البرلمان الإيراني، عن فرحته لإنتصارات جماعة الحوثي الأخيرة في اليمن ووعد بالإنتشار الحتمي للثورة في المملكة العربية السعودية قريباً. وأشار علي رضا زاكاني إلى استيلاء إيران على 3 عواصم عربية أي بغداد وبيروت ودمشق، وقال إن صنعاء ستكون العاصمة الـ4، وصرح مندوب البرلمان الإيراني أن إيران ستبدأ بتنفيذ «نظام اندماج المسلمين» بعد هذه الإنتصارات.
وتحول اليمن لساحة جديدة للصراع الإيراني السعودي خلال فترة العقد الأخير. ويعود التأثير والنفوذ السعودي في المشهد السياسي ودعم المملكة العربية السعودية للعشائر والشخصيات السياسية اليمنية، إلى العقود الماضية. ومع ذلك، انخفضت شعبية الرياض لدى المواطنين اليمنيين على إثر إعمال تعديلات كبيرة في قانون العمل السعودي التي أدت إلى بطالة الآلاف من العمال اليمنيين وطردهم من المملكة العربية السعودية.
وبالتزامن مع السياسة الجديدة السعودية تجاه اليمن في العقد الأخير، أولت إيران المزيد من الانتباه إلى اليمن ورفعت من مستوى دعمها بشكل كبير لجماعة الحوثي التي تعرف في هذه الأيام باسم «أنصار الله»، وتتخذ هذه الجماعة من محافظة الصعدة في شمال غرب اليمن معقلاً لها.
وتمتلك جماعة الحوثي قناة تلفزيونية مختصة لها وهي قناة «المسيرة» وتم تأسيس هذه القناة في جنوب بيروت ويدار بثها من هذه المنطقة إلى الآن وبحماية ودعم كامل من حزب الله اللبناني.
وبدأت أول علاقات بين جماعات الشيعة الزيدية في اليمن مع إيران بعد انتصار ثورة 1979 في إيران وتطورت هذه العلاقات عبر ارسال وعاظ الشيعة من قم إلى اليمن وارسال اليمنيين إلى قم لدراسة العلوم الشيعية والنشاط الكبير للملحقية الثقافية للسفارة الإيرانية في اليمن خلال هذه السنوات. وتهدف إيران من هذه العلاقات إلى بناء هوية جديدة شيعية لخرق نسيج المسلمين في جزيرة العرب، فضلاً على توطيد العلاقات بين أطياف الشيعة.