القدس العربي : هادي يفشل في اختيار رئيس للحكومة… والإصلاح يتهم الدولة بتسهيل اجتياح صنعاء
فشل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس في التوصل الى نقطة التقاء مع جماعة الحوثي حول اختيار رئيس وزراء للحكومة الجديدة، كأحد المطالب الأساسية لجماعة الحوثي والتي تصر على أن يكون المرشح من قبلها، فيما يصر الرئيس هادي على اختيار رئيس للوزراء من خارج مرشحي جماعة الحوثي وهو ما ينذر بإبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه بدون رئيس للحكومة، منذ أن قدم رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة استقالته في 21 من الشهر الجاري، اثناء اجتياح مسلحي جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء والاستيلاء على مقر رئاسة الحكومة.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر سياسي أن «العرقلة المستمرة من قبل جماعة الحوثي لعملية تعيين رئيس حكومة جديد ربما يدفع في اتجاه تعزيز رغبتها في تشكيل مجلس عسكري لإدارة شئون البلاد، تحظى فيه بنصيب الأسد».
وقال «ان هدفها من ذلك محاولة فرض الأمر الواقع على الدولة وعلى بقية الأطراف السياسية، لكي تصبح بموجبه جماعة الحوثي صاحبة النفوذ الأقوى في البلاد، مع الابقاء الشكلي على الرئيس هادي في منصبه كرئيس فخري لليمن، تسيّره كما تريد لتحقيق مصالحها من خلاله كرئيس منتخب من قبل الشعب».
من جانبه قدم وزير خارجية اليمن جمال عبد الله السلال شكر بلاده لكل من وقف مع اليمن في محنته التي تجاوزت كثيرا من الحدود وخاصة بعد التصعيد الواعسكري والسياسي لجماعة « أنصار الله» وحصارهم للعاصمة صنعاء واعتداء المسلحين على الممتلكات ومع هذا فقد تعاملت الحكومة معهم بالصبر والهدوء إيمانا بأن المشاكل لا تحل إلا بالحكمة والحوار ولأن اليمنيين قد تعبوا من كثرة ما ألقي على عاتقهم من مآس.
وقال لقد تم التوصل معهم إلى إتفاق المصالحة والشراكة الوطنية. ورغم ذلك فقد قاموا باجتياح المدينة ونهب مؤسسات الدولة والسيطرة على بعض المؤسسات الرسمية واقتحموا البيوت الآمنة ودخلت الميليشيات العاصمة وما زالت فيها. وأكد السيد السلال أنه ما كان بإمكان هؤلاء إقتحام العاصمة الإ بمساعدات لوجستية وسياسية من بقايا النظام السابق. ولكن الجهود السلمية توجت بتوقيع ملحق أمني لاتفاقية الشراكة لوضع حد لهذا الوضع الشاذ والتفرغ لتنفيذ توصيات مؤتمر الحوار الوطني.
وقال إن اليمن ما زال بحاجة لدعم المجتمع الدولي ومساندته السياسية والإنسانية وخاصة مجلس الأمن الذي إعتمد العديد من القرارات بخصوص اليمن وعقد عددا من الجلسات مخصصة لليمن. وقال إن نصف الشعب اليمني أي 14.5 مليون بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وقال إن وجود مليون لاجئ من القرن الإفريقي قد فاقم المشكلة أضف إلى ذلك الحرب التي دخلها اليمن ضد الإرهابيين من أتباع القاعدة قبل بقية دول المنطقة. وقال إن 70% من الإرهابيين الذين يقاتلون على أرض اليمن هم من غير اليمنيين.
وتمنى على المجتمع الدولي دعم اليمن في حربه على هؤلاء الإرهابيين الذين يشكلون خطرا لا على اليمن فحسب بل على المنطقة برمتها. وأكد السيد السلال على أن اليمن عازم على تجاوز كافة العقبات والوصول بالوطن إلى بر الأمان.
إلى ذلك فقد خرج حزب التجمع اليمني للاصلاح عن صمته باصدار أول بيان له عن اجتياح المسلحين الحوثيين للعاصمة صنعاء وتغليبهم الصمت طوال الفترة الماضية تفاديا للمزيد من استهدافهم بعد تعرض مقرات الحزب ومنازل قياداته للاقتحامات والنهب والسلب.
واتهم الدولة في بيان رسمي بتسهيل عملية الاجتياح للعاصمة صنعاء وللمنشآت الحكومية والحزبية وقال ان «التساهل واللامبالاة الذي تعاملت به الجهات المعنية بحماية العاصمة تجاه محاصرتها وتطويقها من قبل المسلحين الحوثيين تحت ذرائع مفتعلة أدى إلى تمكين مليشيات الحوثي من عملية المهاجمة والتطويق المباشر لعدد من المعسكرات ووحدات الجيش وتعريض قياداتها لضغوطات الترغيب والترهيب وسهلت أجواء الخذلان والتواطؤ ووقوع الكارثة التي لن يبرأ الوطن من آثارها بسهولة».
وأوضح التجمع أن «مليشيات الحوثي والمجاميع القبلية المسلحة التابعة لها أقدمت ـ قبيل وبعد التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية ـ على اجتياح مسلح للعاصمة صنعاء، والاستيلاء والسيطرة على العديد من مؤسسات الدولة السيادية وما نجم عن ذلك من سقوط المئات من القتلى والجرحى عسكريين ومدنيين والسطو والنهب والدمار الهائل الذي طال الكثير من المعسكرات والمؤسسات والممتلكات الخاصة والعامة والمقرات الحزبية والخيرية والعلمية والإعلامية الرسمية والخاصة».
واعتبر ان ما جرى من قبل المسلحين الحوثيين «ممارسات انتقامية من الخصوم السياسيين وانتهاك مشين وعلى نطاق واسع لحرمات وبيوت ومساكن المواطنين وتعرضها للنهب وترويع النساء والأطفال الآمنين في منازلهم، وغير ذلك من الممارسات التي جرت في ظل حالة غير مسبوقة من التخاذل وتخلي وعجز الدولة بمختلف أجهزتها عن القيام بواجبها في حماية المواطنين وممتلكاتهم والحفاظ على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والحفاظ على المعدات والأسلحة الثقيلة والعتاد العسكري والحربي وغيرها».
القدس العربي : عبد الحميد صيام وخالد الحمادي