اخبار الساعة

الشيخ سلمان العودة: أصبحنا لا نعرف العدو من الصديق والمنطقة تمر بمرحلة التباس شديد

اخبار الساعة - متابعة بتاريخ: 04-12-2014 | 10 سنوات مضت القراءات : (4616) قراءة

اعتبر الدكتور سلمان العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، أن الصراع في عالمنا العربي الآن يشهد حالة من الالتباس الشديد، مشيرا إلى أن القوى الفاعلة الآن في الساحة قد تكون مؤقتة أو عابرة مقصود بها إضرار طرف معين، أو لحساب قوى “كامنة” تظهر في نهاية اللعبة، في تقسيم جديد للمنطقة.

وأكد د. العوة، خلال حلقة بعنوان “دور المفكر والفقيه في قضايا الأمة” على قناة المجد، أن الصراع في سوريا، على سبيل المثال، لا يمكن، خلاله الآن، إدراك العدو من الصديق، كما هو الأمر بشأن دعم الحوثيين في اليمن، مضيفا “العاقل والحكيم لا يستعجل في البت في الأمور، لأن التحليل السياسي لا يعدو كونه ظنا لا ينبغي الجزم فيه، وأنه بناء إما على عاطفة وأمنيات أو مخاوف.

وقال “ربما أدرك بعد سنتين أن كلام فلان كان أصوب وأدق من كلامي، لكن الذي عندي الآن أن الأمور في مرحلة انتقالية، وفي حالة أمر مريج، وفيه ارتباك وارتباط”، لافتا إلى أن الولايات المتحدة وقوتها في المنطقة تقد تكون هي الأخرى في حالة تراجع وضعف وتردد، وقد تكون في مرحلة مراجعة.

و شدد على ضرورة ألا يدفعنا هذا إلى الغفلة عن الله -سبحانه وتعالى- الذي كل شيء عنده بمقدار.

وهو “يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ”، ولا تخفى عليه خافية، أما البشر سواء أمريكا أو أوربا أو الغرب والشرق واليمين والشمال فهم أدوات لإمضاء القدر.

ونبه إلى أن الاستيعاب  والسعة وتجنب صناعة الأعداء من أهم أصول السياسة، والإمام أحمد لما قيل: التغافل تسعة أعشار العقل، قال: العقل كله. والشافعي يقول: “الكيِّس العاقل هو الفطن المتغافل”.

الدعاة وحملات الإعلام

في قضية أخرى، شدد الدكتور سلمان العودة، على ضرورة الأناة وعدم الانسياق وراء قضايا وسائل الإعلام، دون روية أو اطلاع قائلا  “تتألم -أحياناً- أنك تجد فقيهاً أو عالماً أو مفكراً هو تبع لما يُشاع ويُذاع في وسائل الإعلام، فإن شرَّقوا شرَّق وإن غرَّبوا غرَّب، وإن مدحوا مدح وإن ذموا ذم، وقد يمدح اليوم ما كان يذمه بالأمس ويذم اليوم ما كان يمدحه بالأمس وهو مستعد غداً لاعادة بوصلته وفقاً للمصالح الشخصية

وأضاف “إذا كان الإنسان يعتبر أن مهمته أن يبصم على ما يقوله الناس، أو يُعلِّق على ما يريدونه، فهذه مشكلة”، مشددا على ضرورة أن يعي العاقل ويستيقظ من تأثير الإعلام سواء كان الفقيه والعالم أو غيرهما”.

 مشيرا إلى أنه ليس معنى تفوق الفقيه او الباحث في جانب معين من فنون العلم أن يتحدث في القضايا الخاصة والعامة والقضايا الاجتماعية ويُفسِّر الرؤى، ويُحلل الأوضاع السياسة ويتكلم عن مشاكل الاقتصاد، ويتكلم عن رؤية عالمية بتفاصيل لا يدركها الا المختصون

وقال “بعض طلبة العلم سقطوا من خلال كلمة، وربما تناولتهم الألسنة بسبب دخولهم في مجال غير مجالهم، مضيفا “حتى الفتوى- كما ذكر مثلاً ابن القيم في إعلام الموقعين ونقلوا عن الإمام أحمد وغيره في شروط المفتي- أن يكون عالماً بالواقعة والمسألة التي يريد أن يتكلم فيها”.

وقال ان العلم متشابك، مشيرا إلى أن معظم العلوم مترابطة، بحيث لا يمكن الفصل بين بين علم وآخر، حتى علوم الشريعة يجب ربطها بغيرها من العلوم الأخرى، كما أنه لا يمكن فصل اللغة العربية عن تفسير القرآن الكريم، أو فصل الفقه عن الحديث، أو فصل علوم الشريعة عن علوم الطب وعلوم الواقع وعلوم الهندسة وعلوم الاقتصاد وغيرها.

اقرأ ايضا: