تعادل ثم تمديد فضربات جزاء
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 06-12-2014 | 10 سنوات مضت
القراءات : (6686) قراءة
تعادل ثم تمديد فضربات جزاء
عباس عواد موسى
رغم فوز الحزب الموالي لموسكو في الإنتخابات المولدافية إلا أنه سيعجز عن تشكيل الحكومة . فالأحزاب الأخرى الموالية للغرب لن تمكنه من ذلك .
هذا مشهد آخر للصراع الروسي الغربي . وعلى الخارطة الأوروبية مشاهد أخرى . فهشةٌ هي أوضاع رومانيا وبلغاريا . كما وإننا نجد طابوراً يواصل الإحتجاجات ضد حكومة بلاده في كل من التشيك وسلوفاكيا . فيما المسيرات تعصف بالمجر .
وليست البلدان الغربية بخلاف ذلك . فالمشهد نفسه في فرنسا وبريطانيا واليونان وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وغيرها .
لم تنته المباراة الروسية الغربية في أوكرانيا بعد ؟
هذه المشاهد تأتي في الوقت الذي لا تزال فيه المباراة بين روسيا والغرب قائمة في أوكرانيا . وكما نعلم فإن الدول التابعة في العادة تتم فيها تزوير الإنتخابات بما تشتهي الدول المتبوعة . لكن الوضع اختلف في تلك البلدان نسبياً بعد أن خرجت من حلف وارسو الذي تمت إبادته . فأصبحت تحت تأثيرات وبالأحرى ضغوطات الفريقين الروسي والغربي مع وجود فارق بين تأثير كل منهما .
فالحزب الإشتراكي الموالي للروس حصل على 39% من مقاعد البرلمان لوحده . في حين كانت النسبة التي حصلت عليها الأحزاب الموالية للغرب 44% .
كان من حظ مولدافيا السوفييتية أن الإتحاد الهالك أتبع لها ترانسنيسترية ) جمهورية بريدنيستروفيه ) وأخذتها معها عندما انفصلت عنه عام 1990 . وظلت روسيا تؤثر فيها ودعمت مطلبها بالإستقلال عن مولدافيا منذ سنة 1992 . وبإمكان روسيا الآن جعلها شرقاً أوكرانياً جديدا .
لا شك في أن مثل هكذا خيار يكلف روسيا ما هو فوق قدراتها لكنه حل وحيد لا ترى غيره أمامها . فكم مرة صرح بوتين أن الغرب يريد تكرار السناريو اليوغوسلافي في بلاده . ولكنه أيضاً فوق قدرات الغرب الذي تتهاوى قدراته بفعل ما يتعرض له من تهديدات أسلفت عنها في قراءات وتقارير سابقة . لكن أهمها هو أنه في حالة حرب مع الجهاديين الذين لولاهم لما انتهت المباراة الأفغانية بإبادة حلف وارسو وتفكيك الإتحاد السوفييتي .
تختلف أوضاع تلك البلدان عن أوضاع بلداننا التي تقع تحت تأثير مطلق من قبل القطب الصهيو – أمريكي . فها نحن نجد رومانيا قد انتخبت اليميني كلاوس يوانيس رئيساً لتدخل البلاد في أزمة معقدة بسبب هيمنة اليساريين على البرلمان . في نفس الوقت الذي سيظل فيه فكتور بونتا رئيساً للحكومة حتى بعد سنتين وهو الذي نافس الرئيس على منصبه . ووضعها هذا يأتي في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعصف بها تاركة خلل واضح في سياستها الداخلية . وهكذا , وقعت الحرب الأهلية الأوكرانية لتنهي عقدين من الإستقرار السياسي في رومانيا عقب انفصالها عن حلف وارسو . فلا هي مستقرة بوضعها قواعد أمريكية وغربية ولا بمشاركتها إياهم في الدرع الصاروخي وهي تحت العين الروسية في البحر الأسود وأما بلغاريا فهي المثال الأوضح عن هذه التوازنات فمنذ مطلع العام الماضي لم تشهد حكومة مستقرة . وتغيير الحكومات هو مشهدها السياسي الراهن . ولن يفلح رئيس حكومتها بويكو بوريسوف في تسيير البلاد التي بانصياعها للغرب وإيقافها مشروع الغاز الروسي يوجين تيك ورفع موسكو يدها عنه جعلها عرضة لشد حبل بين واشنطن و موسكو .
هنغاريا توضح المعضلة الرئيسية
يتبين مما سبق . أن الحل العسكري هو وحده القائم لا محالة . فحتى القوى الكبرى تعاني من مشاكل داخلية تشغلها عن غيرها وتجعلها أكثر قصوراً في رعاية مصالحها الخارجية . وإذن فهي تعيش حالة اضمحلال وزوال .
لم يستطع فكتور أوربان رئيس الوزراء المجري من جعل سياسة بلاده الخارجية تسير وفقاً لمصلحة شعبه . فاضطرب وضع بلاده الداخلي .
ولا ريب في أن مثل هذه الإهتزازات التي باتت تشمل الجميع يؤكد إن القوى الكبرى ماضية إلى زوالٍ حتمي . يعتمد في تقديره الزمني على تسارع أحداث هذه المشاهد المرعبة . فقد قررت واشنطن وموسكو خوض الحرب حتى آخر أوكراني و مولدافي . ولعل هذا جعل أوروبا الوسطى تصبح كحال البلدان العربية في ارتباط مصيرها بمآل واشنطن القادم .
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: