اخبار الساعة

قصة مؤلمة لسوري سافر إلى اليمن لعلاج ابنته من شظايا أصابتها فباعه جندي لعصابة اذاقته ألوانا من العذاب

السوري راتب عزام وابنته نوف
اخبار الساعة - خالد مسعد بتاريخ: 10-12-2014 | 10 سنوات مضت القراءات : (13604) قراءة

 تعرض أمس الأول مواطن سوري لأبشع انتهاك لإنسانيته أمام طفلته البالغة من العمر تسع سنوات من قبل مجرمين في مديرية عبس محافظة حجة، يقومون بامتهان تعذيب الافارقة والاجانب داخل احواش الموت بعد أن فقدوا الانسانية و الشفقة و الرحمة، وسط صمت مطبق من قبل الأجهزة الامنية.

و روى المواطن السوري راتب عزام القادم من أرض سوريا الجريحة اثناء تواجده في شرطة عبس، بعد أن نقله سائق دباب (موتر) مع طفلته من خارج المديرية إلي الشرطة والدماء تسيل من جسده و دموعة تنهمر بلا توقف تفاصيل تعذيبه.

و قال عزام لـ"يمنات" إنه كان راكباً بسيارة هايلكس قادما من حرض فأستوقفهم جندي في نقطة (بني حسن) في مديرية عبس و التابعة للواء 25ميكا بعبس، فطلب الجندي منه إثبات هويته، فأعطاه جوازه، غير أن الجندي لم يكتفي بالوثيقة رغم أنها صحيحة و طلب منه و طفلته (نوف) أن ينزلا و أراد صاحب السيارة انتظارهم، لكن الجندي أمره بمواصلة السير.

و يواصل راتب سرد قصته و دموعه تنهمر قائلاً: لم أكن أتوقع من رجل دولة أن يكون هو الخطر المحدق بي فبعد وقوفي بالنقطة ربع ساعة، اجرى الجندي اتصالات مع اشخاص قبل أن تصل سيارة هايلكس، ليأمرني وطفلتي بالركوب فيها دون أن يعطيني جوازي، بل أعطاه لسائق السيارة، مشيرا إلى أن السيارة انطلقت به وابنته شمالاً وفي اول قرية بعد النقطة (قاصداً بني حسن) انحرفت السيارة نحو البرية، لنستمر بالمشي ساعة تقريباً.

و تابع: واجهتنا سيارة اخرى و نقلونا فيها و استمروا بنا و وتوقفوا ثم انزلوني انا و ابنتي و ادخلوني في غرفة لأتفاجأ أن الذين أمامي ليس بشر.

و يضيف راتب: ضربوني ضرباً مبرحاً دون أن أعرف الجرم الذي ارتكبته لكي أعاقب بهذا الضرب الوحشي، و فجأة قال لي أحدهم احنا اشتريناك من الجندي بثلاثة الف سعودي و أنت الآن لازم تتصل بأهلك في سوريا يحولوا بعشرة ألف أو يا ويلك، فحلفت لهم و أقسمت بأن أهلي لا يملكوا القوت و المسكن و أنا هاجرت بسبب إصابة ابنتي بشظايا وباقي لها عمليات جراحية أريد أوفر تكاليفها.

و قال مواصلا شرح مأساته: ورغم وجود البنت و رغم رؤيتهم للإصابات و التشوهات في بطنها و صدرها دليلاً على حالي لكنهم استمروا في الضرب بكل وحشية، حتى صرخات طفلتي و بكائها لم يوقفهم.

و تابع حديثه ودموعه تتواصل بغزارة: و فجأة قام أحدهم نحو بنتي و أمسكها بعنقها و رفعها و قال أخلق فلوس و إلا حرام لأقتلها فخفت على بنتي و أخرجت تحويشة عمري مبلغ 5250 ريال سعودي والذي كنت قد جمعتها، لعلاجها و أعطيتهم المبلغ قهراً، وبعد التأكد من عدم وجود فلس لدي حملوني و دمي يسيل للسيارة و انطلقوا بي و رموني على الإسفلت و أعطوني 50 ريال (لم يؤكد يمني او سعودي) وبصعوبة وصلت الى هذا المكان (يقصد شرطة عبس).

هذه التفاصيل روها السوري راتب عزام بعد أن تمكن بمساعدة سائق دباب من الوصول إلى شرطة عبس، أمام نائب مدير الأمن شرف المصري و مندوب انصار الله في الأمن أبو حسين الشامي و الناشطين أكرم قشمير و أحمد عجلان و أخرون من رجال الأمن و اللجان الشعبية.

و قال لـ"يمنات" الناشط الحقوقي والاعلامي في مديرية عبس الزميل أكرم قشمير، إن النائب شرف المصري و ضابط من اللواء 25 ميكا و قناف شريان و معهم الناشط احمد عجلان تحركوا بعد سماعهم لقصة السوري نحو النقطة المذكورة للتحري عن الجندي فوجدوه لا يزال في النقطة و سألوه بعض الأسئلة و تفاجأ بانكشاف أمره، فأرتبك و أخذوا منه جواله، ليجدوا ضمن مكالماته الصادرة رقم باسم (عبدالله المهرب) و رقم آخر باسم (عبدالله صومال).

و حسب قشمير: طلب النائب شرف المصري من الضابط قناف شريان والذي يشغل منصب نائب ضابط أمن اللواء أن يطلع يأخذ الجندي الذي يدعى (ع . ص) للتحقيق، غير أن الضابط قناف قال بأن الجندي هو ضارب مدفع بالنقطة و لا يستطيع اخذه إلا بعد تكليف بديل عنه.

و طبقا لما قاله قشمير: عادوا لإدارة الأمن و تم التواصل بمشرف انصار الله الشيخ مالك ثواب و حضر ليطلع على الأمر و تم تسليمه المصاب السوري راتب و ابنته نوف و ظلوا حتى السادسة ليلا في منزل الشيخ مالك ثواب.

و كشف قشمير، أنه وفقاً لمشرف انصار الله تم القبض على البعض من المتورطين في الجريمة وتم تسليمهم الى ادارة شرطة عبس وتم التواصل بقيادة اللواء، وابدوا استعدادهم لإيصال الجندي المتهم إلى شرطة عبس، والتحقيق معهم بإشراف انصار الله واحالتهم الى العدالة لاتخاذ الإجراءات القانونية.

و ناشد قشمير وهو المسئول الإعلامي لـ"أنصار الله" بعبس جميع الحقوقيين و المسؤولين و أهل الحق أن يتضامنوا لإيقاف هذه الجرائم الإنسانية التي تسيئ للدين و تتنافى مع الأخلاق و الأعراف و ضبط مرتكبيها من العصابات الإجرامية المتوحشة.

المصدر : يمنات
اقرأ ايضا: