كوبا وأمريكا..نهاية الحصار..!
كوبا كلمة مرادفة لروح التعاون والصداقة بين الشعوب وقد أتيحت لنا الفرصة التعرف على هذا البلد وشعبة الطيب اثناء تواجدنا للدراسة من ضمن المئات من الطلاب المبتعثين من قبل جمهورية اليمن الديمقراطية في الثمانيننات من القرن الماضي واليوم كوبا تحتل الصفحات الأولى من الصحافة العالمية معلنة بداية صفحة جديدة في علاقتها مع أمريكا.
يوم 17 ديسمبر 2014 يعتبريوم تاريخي بعد ان أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نهاية الحصار واعادة العلاقات بين امريكا وكوبا بعد قطيعة دامت 56 عاما والحصار الذي فرضتة امريكا على هذة الجزيرة ويعتبر هذاالإعلان من آخر حلقات الحرب الباردة. تفصل بين كوبا والولايات المتحدة مسافة 90 ميل وهذا القرار الامريكي هو تحول هام سوف يساعد على استقرار الوضع في منطقة الكاريبي بصفة خاصة وأمريكا اللاتينية بصفة عامة وأدركت الإدارة الأمريكيَّة وان جاء هذا القرار متأخراً بان من مصلحتها ان تحتفظ بعلاقات جيدة مع جارتها كوبا والاستفادة من الفرص الاستثمارية في هذة الجزيرة.
الصراع الكوبي الأمريكي هو آخر بقايا الحرب الباردة له جذوره الطويلة منذ بدايات الاستقلال الكوبي وخروج الأسبان، مما سهل الاحتلال الأمريكي لكوبا عام 1899ولفترتين حتى نيل الاستقلال في عام 1902م ماعداْ قاعدة غوانتنامو في أقصى الشرق الكوبي والتي اكتسبت شهرة عالمية في وقتنا الحاضر نتيجة وجود أسرى يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة بالرغم من ثبوت براءة العديد منهم من تهمة الإرهاب أو الانتماء للقاعدة.
جزيرة كوبا المشهورة بقصب السكر والبن والتبغ ذات الشهرة العالمية كانت دوما محط الأطماع الأمريكية كما ان تلك الفترة قد شهدت صعود ونمو الإمبراطورية الأمريكية في سعيها نحو فرض قوتها العسكرية والاقتصادية على العالم.
فكانت الاستثمارات الأمريكية تمثل رقما صعبا في الاقتصاد الكوبي بل أكثر من ذالك فان أغلب المصانع والمزارع والبنوك وشركات الكهرباء والتلفونات كانت أملاك أمريكية.
كما ان أزمة الصواريخ الروسية الشهيرة أسهمت في تعميق الخلاف الأمريكي الكوبي، وكادت ان تودي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة. أما الإجراء الدبلوماسي التي قامت به أمريكا تمثل في أبعاد كوبا من منظمة الدول الأمريكية في عام 1962. في عالمنا اليوم السياسة تتغيروليست تابثة واليوم كل دول أمريكا اللاتينيةتقف الى جانب كوبا ورفضت الحصار الامريكي المفروض عليها.
أمريكا طوت سنوات الحرب والعداء مع فيتنام وتتعامل مع الصين كحليف اقتصادي استراتيجي حيث يحكمة نظام الحزب الواحد واليوم اتخذت امريكا القرار الصائب في رفع حصارها عن كوبا واعادة العلاقات بين البلدين
الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكثر من دورة أدانت استمرار الحصار الأمريكي على كوبا باعتباره يتنافى مع المواثيق والأسس التي تنظم العلاقات بين الدول، والكرة دائما كانت في الملعب الأمريكي لكي تعيد صياغة سياسة ذات توازن تراعي فيها المصالح المتبادلة بين الشعبين الكوبي والأمريكي وخاصة وان رياح التغيير ستحصل ولا محالة فيه، وسيتم عبر قناة واحدة وهي فتح الحوار مع كوبا وتطبيع العلاقات معها على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.. وهو الأمل الذي كان يراود كل البشرية بأن ترى لحظات دفن آخر بؤرة لمظاهر الحرب الباردة في عالمنا اليوم. وهذا ما تحقق هذا اليوم ..