اخبار الساعة

ضابط مصري يروي تفاصيل خاصة عن تجربة الجيش المصري في شمال اليمن، وخيانة قائد يمني رفيع لصالح الإمام

اخبار الساعة - مصراوي بتاريخ: 16-01-2015 | 10 سنوات مضت القراءات : (13607) قراءة

شف ضابط عمل في الجيش المصري خلال فترة الستينات من القرن الماضي تفاصيل خاصة عن تجربته العسكرية في شمال اليمن وذلك عقب اتخاذ الجيش المصري قرارا يقضي بالتدخل العسكري في اليمن .

ويتحدث الضابط ويدعى سمير توفيق حناوي سليمان عن تجربته في شمال اليمن زاعما ان الجيش المصري تعرض لخيانات كثيرة من قبل أشخاص كان يظنهم موالون له .

ونشر الحديث في صحيفة "مصراوي يوم الأربعاء ولاهميته تعيد "عدن الغد" نشره

''لم آت لأعيش بل أتيت لأحارب'' هذا ما قاله سمير توفيق حناوي سليمان – البطل المصري في حرب اليمن، الذي لقب بالأسد المصري عقب كشفه مؤامرة كادت أن تودي بحياة أفراد الكتيبة كاملة 1270 ضابط وجندي.

مصراوي انفرد بالحوار مع الأسد المصري في حرب اليمن ليكشف تفاصيل بطولته.

سمير توفيق حناوي سليمان من قرية الدوير مركز صدفة محافظة أسيوط، ولد في 23 يناير 1942، وبدأت خدمته العسكرية في 13 ديسمبر 1962.

لماذا نحارب العرب ونترك إسرائيل

يقول سليمان: بعد أن تم تجنيدي تم إلحاقي بالكتيبة 24 مشاة، وحينها تلقينا أوامر بالتحرك للعملية 9000 باليمن، وبالفعل نقلنا الطيران لليمن ونزلنا في منطقة الحديدة، وفي ذلك الوقت وقف اللواء قائد الكتيبة لإعطائنا محاضرة لرفع معنوياتنا، وقال ''حد عنده سؤال؟'' رفعت يدي طلبا للسؤال، وقلت له ''اليمن دولة عربية لماذا نحارب العرب ونترك إسرائيل ونخرجها من فلسطين''.

رد علي قائد الكتيبة قائلا: ''اليمن بلد عربي لكن الملك البدر وافق على إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في اليمن وهذا يمثل خطورة على أمننا حين نقاتل إسرائيل ويمكن للقاعدة أن توجه لنا ضربات من باب المندب''، وقال أن ''اليمنيين قاموا بثورة على الملك ولابد أن ندعمهم في ثورتهم''.

وبعد ذلك تحركنا على بلدة تدعي ''عبس'' – بكسر العين – وكنت حينها برتبة عريف وتوليت رئاسة كمين في منطقة ''المسبح''.

رفض بيع الذخيرة

يروي البطل المصري قصة رفضه بيع ذخيرة ليمنيين قائلا: جاءني 5 أشخاص يمنيين وطلبوا أن أبيع لهم ذخيرة، قلت لهم لا لن أبيع الذخيرة وأخون وطني، فقال أحد اليمنيين :'' خذ زلط – أي نقود'' وقلت لهم :''لا أريد أموال حكومتي توفر لي كل احتياجاتي''

بعدها قال لي أحد ال5 أشخاص يدعى ''الحاج فايد'' من منطقة المسبح: ''متروحش تتغسل يوم الخميس لأننا هنخنجروك'' – أي لا تذهب لتستحم يوم الخميس لأننا سنقتلك، وأجبته أنني لا أقبل تهديد وأنني سأذهب، وبالفعل يوم الخميس اصطحبت مجندين اثنين أحدهم يحمل ''آر بي جي'' والآخر يحمل رشاش آلي، وبينما أنا أغسل ملابسي عند صخرة كانت تقطر ماءً، جاء اليمنيون الخمسة وقالوا السلام عليكم، قلت لا سلام ولا كلام إلى أين، قالوا أتينا لقتلك وحينما سألتهم عن السبب أجابوا أنهم يريدون قتلي حتي يأتي آخر يبيع لهم الذخيرة ليتاجروا فيها وينفقون على أبنائهم، وبينما هم يتحدثون ظهر الجنديان وأجبرناهم على الاستسلام، وبعدها تركتهم يذهبون.

وذهب بعد ذلك الحاج فايد لقائد الكتيبة 24 مشاة العقيد ''عبد الفتاح عبد اللطيف سالم'' وقص له ما حدث وأنني قبلت أن أقتل ورفضت أن أخون مصر، فحدثني قائد الكتيبة حينها وطلب مني ترك موقعي وتسليمه لأقدم المتواجدين والذهاب لرئاسة الكتيبة، وحينما وصلت طلب مني أن أظل في رئاسة الكتيبة وألا أسمح بدخول أي يمني عدا ''أحمد حاظه'' لأنه يمده بمعلومات عن العدو.

كشف خائن

بعد يومين فوجئت بأحمد حاظه يطلب مني أن أبيع له الذخيرة، سألته بكم الصندوق، قال ب80 ريال، فطلبت منه مهلة ساعتين أفكر.

وذهبت لقائد الكتيبة أخبره أن أحمد حاظه خائن لكن قائد الكتيبة لم يصدق وقال ''مش ممكن لن أصدقك''، وتركته وذهبت لمكان البوابة وأتى أحمد حاظه وقلت له خذ صندوقين ب160 ريال لكنه اخذ صندوقا واحد وأعطاني 80 ريالا، وأخذت المال وذهبت لقائد الكتيبة وألقيتها على مكتبه، حينها انهار وظل في حالة من الذهول وهو يصرخ ''خونة خونة''.

وبعد تفكير طلب مني قائد الكتبة أن اتكتم على الأمر لحين القبض على حاظه حتى لا يقتلني.

وبعدها تم عمل كمين وتم القبض على أحمد حاظه وترحيله لصنعاء، وبينما يتم القبض عليه ظل يصرخ في وجهي ''سأقتلك''.

كشف مؤامرة ''ذبح الفراعنة''

لم أطمئن لما يدور حولنا خاصة بعد خيانة أحمد حاظه الذي كان مقربا من قائد الكتيبة وطلبت من القائد عمل حملة تفتيش مكبرة على المنطقة خشية أن تكون هناك أسلحة يمكن استخدامها ضدنا.

وكان ذلك مساء الثلاثاء وقمنا بمداهمة المنازل في المنطقة يوم الأربعاء وكانت المفاجئة حين وجدنا مدافع هاون 82 و120 ودانات وأسلحة خفيفة أخرى، ومنشورات من الملك يحثهم على قتل الجنود المصريين كتب فيها ''يا أهل المحابشة نحن من الخارج وأنتم من الداخل ونقتل الفراعنة''.

وبعد أن تم جمع الأسلحة ووأد المؤامرة اتصل قائد الكتيبة بقائد اللواء وأخبره بما قمت به فطلب قائد اللواء أن يراني.

وأخذوني داخل عربة مدرعة لقائد اللواء وقال لي ''تعالى يابطل''.

بطل ليه يافندم

قائد اللواء: كفاية اللي عملته

يافندم انا عملت واجبي

وقال لي ماذا تريد؟ وحينها رفضت أي علاوة أو مكافأة أو ترقية واكتفيت بيومين إجازة.

وعقب الإجازة عدت للكتيبة ووجدت الضباط والجنود يلتفون حولي ويشكرونني.

فراش في مسجد

أنا أنهيت خدمتي العسكرية يوم 16 يوليو 1966 ، ولكنني واجهت مضايقات لتعييني ووصل التعنت ضدي لحد كبير بإرسالي للتعيين فراشا في مسجد، وحينما ذهبت للمكتب قدمت شكوى وقلت لهم كيف لي وأنا مسيحي أن أعمل في مسجد، وتم قبول الشكوى وتعييني في معهد القلب.

هل لديك رسالة تود أن تقولها للمسؤولين من خلال مصراوي؟

بعد إنهاء خدمتي في معهد القلب وقعت على استمارة أنني أرغب في التأمين الصحي، وقمت باستخراج بطاقة التأمين الصحي وهي موجودة معي حاليا، وحينما أردت تجديد البطاقة طلبوا مني ورقة من المعاشات تثبت أنني مشترك في التأمين الصحي، لكن الموظفين في المعاشات قالوا لي أنني غير مشترك، وحينما سألتهم كيف استخرجت بطاقتي المنتهية طالما أنني غير مشترك رفضوا الرد.

الموظفون أهملوا ولم يضعوا استمارة التأمين الصحي الخاصة بي في ملفي، وللأسف وجدتها بعد سنوات في ملف صغير في معهد القلب، وحينما قدمت شكوى في مكتب لاظوغلي للتأمين الصحي تم رفض الشكوى، ولم أتمكن من استخراج بطاقة التأمين الصحي، وأخبروني أنني لن استطيع استخراج بطاقة تأمين صحي إلا بعد أن يتم تعميمه على كل المواطنين.

أنا أدفع 500 جنيه شهريا على العلاج، وأعاني أمراضا كثيرة من فيروس الكبد الوبائي والبروستاتة والضغط والسكر، وأتمنى أن يتم استخراج البطاقة لي.

حرب اليمن في سطور

يذكر أن ثورة 26 سبتمبر أو حرب اليمن أو حرب شمال اليمن الأهلية هي ثورة قامت ضد المملكة المتوكلية اليمنية في شمال اليمن عام 1962 وقامت خلالها حرب أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية وبين المواليين للجمهوريّة العربية اليمنية واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 – 1970).

وسيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب وانتهت المملكة وقامت الجمهورية العربية اليمنية. بدأت الحرب عقب انقلاب المشير عبدالله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن. هرب الإمام إلى السعودية وبدأ بالثورة المضادة من هناك.

تلقى الإمام البدر وأنصاره الدعم من السعودية والأردن وبريطانيا وتلقى الجمهوريين الدعم من مصر جمال عبد الناصر. وجرت معارك الحرب الضارية في المدن والأماكن الريفية، وشارك فيها أفراد أجانب غير نظاميين فضلاً عن الجيوش التقليدية النظامية.

أرسل جمال عبد الناصر ما يقارب 70000 جندي مصري وعلى الرغم من الجهود العسكرية والدبلوماسية، وصلت الحرب إلى طريق مسدودة واستنزفت السعودية بدعمها المتواصل للإمام طاقة الجيش المصري وأثرت على مستواه في حرب 1967 وأدرك جمال صعوبة إبقاء الجيش المصري في اليمن.

انتهت المعارك بانتصار الجمهوريين وفكهم الحصار الملكي على صنعاء في فبراير 1968 وسبقها أيضاً انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

وفي أغسطس، قام عبد الناصر باستدعاء 15000 جندي لتعويض الجنود الذين فُقدوا في حرب ذلك العام مع إسرائيل.

اقرأ ايضا: