أربع فتيات يمنيات يكسرن "العيب" بفيلم يستفز التقاليد (فيديو)
يتمسك المجتمع اليمني بالعادات، والتقاليد المحافظة التي تفرض على المرأة غالباً البقاء في منزلها، وعدم السماح لها بالعمل إلا في أماكن محدده كالمدارس والمكاتب والمستشفيات، لكن أن تكون شرطية مرور، أو عاملة على متن باص، فذلك "عيب"، وهي ثقافة متوارثة بين اليمنيين منذ عقود، حاولت صفاء وزميلاتها كسرها بطريقة مختلفة تتحدى كل الظروف لتنقل حقيقة ما يحدث في الشارع إلى الإعلام.
عملت صفاء عصام خريجة إعلام جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، وثلاث من زميلاتها، على تحقيق فيلم قصير كمشروع تخرج مختلفاً عن بقية زميلاتهن، وعند عرض مشروعهن حصلن على 96% بنسبة امتياز نظير عملهن الدؤوب كفكرة وعمل، واستوحت الطالبات فكرة الفيلم القصير، من كلمة "عيب" التي تحولت عند البعض إلى "حرام"، في أعمال لم يحرمها الدين الإسلامي، بحسب صفاء.
فكرة الفيلم
الفيلم القصير الذي نشر مؤخراً على "يوتيوب" تحت عنوان "بين العرف والدين"، يبدأ بمشهد تناول أربع فتيات طعام الإفطار في أكثر الأماكن ازدحاماً في العاصمة صنعاء (باب اليمن)، حيث لم يعتد السكان أن يروا فتيات يأكلن في كافتيريا عامة هناك.
فكرة بداية الفيلم مستوحاة من موقف حقيقي حدث لصفاء عصام التي تقول لـ"العرب نت": "أذكر أن أكثر موقف حثني على هذا العمل أننا اضطررنا إلى أن نأكل بكافتيريا على الطريق يوماً، فلما وجدنا الجميع ممتعض من ذلك، تعمدنا الدخول والأكل في الكافتيريا، وفعلنا ذلك لنزيد من غضبهم، كنا نأكل ونبتسم وكان الجميع ينظر غاضباً". تضيف: "من يومها الفكرة ترن في بالي، وقمنا بتنفيذها، وحدث الأمر ذاته من امتعاض الناس".
محاكاة مهن ذكورية
عملت أربع فتيات في الفيلم على لعب دور شرطية مرور، حلاقة، محاسبة في حافلة، جزارة، وهي أعمال لا تقوم بها النساء مطلقاً في المجتمع اليمني.
بين مستاء وغاضب، التقطت الكاميرا ردود فعل الشارع اليمني للفتيات الأربع في تلك الأعمال، ومدى عدم تقبله لوجودهن، إذ تقول صفاء: "ما يهمني أن رسالتي وصلت، ولكن لدينا مشكلة حقيقة إن هناك نساء في المجتمع اليمني هن سبب ما يحدث، وغالبية النساء اليمنيات عدوة لنفسها".