كوميرسانت الروسية: هل سيتحول اليمن الى ساحة للصراع بين السعودية وايران؟
اخبار الساعة - متابعة بتاريخ: 16-02-2015 | 10 سنوات مضت
القراءات : (3360) قراءة
نشرت صحيفة "كوميرسانت الروسية موضوعا يتعلق بالأوضاع التي تعيشها اليمن هذه الأيام وتتساءل، هل سيتحول هذا البلد الى ساحة للصراع بين السعودية وايران؟
وكتبت الصحيفة الروسية " تستمر محاولات المبعوث الرسمي للأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر، الرامية الى اقناع أطراف النزاع في اليمن بالجلوس الى طاولة الحوار، لمنع نشوب الحرب الأهلية في افقر دولة في شبه الجزيرة العربية.
بعد الانقلاب الذي نفذته حركة "انصار الله" الشيعية، اصبحت الأوضاع في اليمن خارج نطاق السيطرة.
أعلن الانقلابيون عن تشكيل مجلس رئاسة مؤقت أغلب اعضائه من الحركة. إن تغير السلطة في اليمن قد يؤدي الى تقويض موقف المملكة السعودية كقوة اقليمية في المنطقة ويعزز موقف منافستها الجيوسياسية – ايران.
قدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقالته في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، تحت ضغوط حركة "انصار الله"، التي سبقها محاصرة الحركة للقصر الرئاسي واختطاف رئيس الديوان الرئاسي لاتهامه بإجراء "تغييرات غير قانونية " في نص الدستور الذي وضعته الحركة.
تشير بعض المصادر في العاصمة اليمنية صنعاء، الى ان الحوثيين كانوا مستعدين لرفع الحصار عن القصر مقابل منحهم الحقائب الوزارية الرئيسية وان يكون لهم نائب لرئيس الجمهورية ونائب لرئيس الحكومة، وضم 50 ألف مقاتل منهم الى القوات المسلحة، و"تسوية النزاع" بشأن محافظة مأرب النفطية، التي تعني سيطرة حركة "انصار الله" على مأرب، حيث المعارك مستمرة بينها وبين عناصر حركة "القاعدة".
يقول الخبير في الشؤون اليمنية، ليونيد ايسايف، "بعد ان علمت قيادة الحركة بنية الرئيس هادي انزال القوات المسلحة الى الشوارع وطرد عناصرها من العاصمة، اسرعت الى احتلال القصر. وكانت هذه بداية مرحلة جديدة في النزاع اليمني".
لم تجر استقالة الرئيس، ورئيس الحكومة المكلف خالد محفوظ بحاح وكبار المسؤولين وفق القوانين السارية، التي بموجبها يحق للبرلمان الذي حله الحوثيون، النظر في هذه الاستقالات.
من جانب آخر يقدم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الدعم العسكري للحوثيين. يشير هذا الدعم الى ان الواقع فرض على الطرفين المتخاصمين سابقا التعاون لبلوغ اهدافهما. وقد أعلن صالح في المؤتمر الاستثنائي لحزبه "المؤتمر الشعبي العام"، ان القوات المسلحة الموالية له ستقف الى جانب الحوثيين في حالة تصاعد النزاع.
هذه التغيرات على الساحة اليمنية اعتبرها سكان الجنوب السنة تهديدا لهم واعلنوا استعدادهم لمقاومة أي محاولة للحوثيين لفرض سلطتهم على جنوب البلاد.
إضافة لهذا، لا تعترف أي دولة في العالم بالسلطات اليمنية الجديدة، وقد انتقدتهم هيئة الأمم المتحدة بشدة وكذلك جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي.
جيران اليمن يعانون حاليا من اضطرابات سياسية وهذا يصب في مصلحة الشيعة. يقول ليونيد ايسايف "السلطات السعودية حاليا مهتمة بمشاكلها الداخلية بعد وفاة الملك عبدالله، وليس لديهم ما يكفي من القوة والوقت للاهتمام بما يجري في اليمن". كما ان الحالة الصحية لسلطان عمان، قابوس بن سعيد، سيئة جدا، اضافة الى ان للسلطنة علاقات وثيقة غير معلنة مع ايران، مما يمنعها من التهجم على الشيعة. الدولة الوحيدة التي تنشط في المنطقة هي قطر التي تقدم الدعم المالي لحزب "الاصلاح" الإسلامي الخصم العنيد لحركة "انصار الله". ولكن حزب "الاصلاح" لم يبرر الآمال، حيث تمكنت الحركة من طرد قيادته الى خارج البلاد.
يربط الخبراء نجاحات الشيعة في اليمن بالدعم من جانب ايران، المنافس الجيوسياسي الرئيسي للملكة السعودية في المنطقة. وحسب رأيهم فإن حركة "انصار الله" هي توأم لـ "حزب الله" اللبناني المدعوم من ايران. لذلك إذا تدخلت ايران بصورة مكشوفة في هذه المنافسة، فلن تقف المملكة السعودية مكتوفة الأيدي. أي انه في هذه الحالة سيؤدي تعزيز مواقف الشيعة في اليمن الى زعزعة استقرار الأوضاع ليس فقط في شبه الجزيرة العربية، بل وخارج حدودها.
اقرأ ايضا: