اخبار الساعة

الملك سلمان : أمن دول «مجلس التعاون» وأمن اليمن كل لا يتجزأ

اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 09-03-2015 | 10 سنوات مضت القراءات : (3502) قراءة

شدد العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم الإثنين، في قصر اليمامة بمدينة الرياض استمرار مواقف المملكة الثابتة في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، وأن أمن دول المجلس وأمن اليمن كل لا يتجزأ.

وفي بداية الجلسة، اطلع خادم الحرمين المجلس على مضامين محادثاته مع رئيس جمهورية تركيا «رجب طيب أردوغان»، ورئيسة جمهورية كوريا «بارك كون»، وفحوى استقباليه وزير الخارجية الأميركي «جون كيري»، ووزير الاقتصاد والطاقة الألماني نائب المستشارة الاتحادية «زيجمر جابرايل»، التي تناولت آفاق التعاون بين المملكة وهذه البلدان، ومجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، منوها بعمق العلاقات بين المملكة وتلك الدول وحرص الجميع على تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات.

كما تحدث الملك «سلمان» للمجلس عن محتوى الرسالة التي تلقاها من رئيس الجمهورية اليمنية «عبدربه منصور هادي»، في شأن الظروف الدقيقة والحرجة التي يعيشها الأشقاء في اليمن، جراء الانقلاب «الحوثي» على الشرعية الدستورية، وناشد فيها أشقاءه في دول «مجلس التعاون الخليجي» باستمرار دورهم البناء بعقد مؤتمر تحت مظلة المجلس في مدينة الرياض، تحضره الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن واستقرار اليمن، وترحيب واستجابة إخوانه قادة دول المجلس، لطلب الرئيس اليمني بعقد المؤتمر تحت مظلة المجلس بالرياض، وأن تتولى أمانة المجلس وضع الترتيبات اللازمة لذلك، مؤكدا استمرار مواقف المملكة الثابتة في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، وأن أمن دول المجلس وأمن اليمن كل لا يتجزأ.

واستعرض المجلس بعد ذلك عددا من التقارير حول مجريات الأحداث ومستجداتها إقليميا ودوليا، وبارك توقيع المملكة اتفاقات عدة ومذكرات تفاهم مع جمهورية كوريا، منها مذكرة التفاهم السلمية في الجانب النووي التي تتضمن برامج التعاون المتعلقة بتأسيس الشراكة في تقنية المفاعل ذي الوحدات الصغيرة المدمجة، وبناء القدرات البشرية النووية المشتركة والأبحاث الأكاديمية، وستعمل على تشجيع وتعزيز التعاون المشترك في مجال التقنية والروابط النووية لصالح الاقتصاد الإبداعي.

وأضاف أن المجلس اطلع على نتائج اجتماع وزراء خارجية دول «مجلس التعاون» لدول الخليج العربية مع وزير الخارجية الأميركي يوم الخميس الماضي ومواقف دول المجلس الثابتة من القضايا التي تهم المنطقة واستقرارها.

وتطرق المجلس إلى جملة من النشاطات العلمية والثقافية التي تشهدها المملكة، مشيدا بافتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين مما يجسد اهتمام المملكة ورعايتها للثقافة والعلوم والآداب والمثقفين، ورصيدها الحضاري والثقافي، وحرصها على تكريم المبدعين والمتميزين في مختلف الحقول والمجالات الثقافية.

كما أعرب المجلس عن فرحة الوطن بعودة القنصل السعودي في عدن «عبدالله الخالدي» إلى المملكة، مثنيا على ما بذلته أجهزة الدولة من جهود بتوجيهات من القيادة، منذ اليوم الأول لاختطافه حتى عودته سالما.

وأكد المجلس حرص المملكة على الالتزام بالعهود الدولية والمبادئ التي أقرتها «الأمم المتحدة» وميثاقها حول عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة وأنها من هذا المنطلق، لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية، وترفض التطاول على حقها السيادي، بما في ذلك المساس باستقلال قضائها ونزاهته، إذ لا سلطان على القضاة في قضائهم، وحيث يتم التعامل مع القضايا المنظورة أمام المحاكم من دون تمييز أو استثناء لأي قضية وضد أي شخص.

وجدد المجلس التزام المملكة بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، انطلاقا من منهجها الراسخ المستمد من الشريعة الإسلامية التي أوجبت حماية حقوق الإنسان، وحرمت انتهاكها على نحوٍ يوازن بين مصالح الفرد والمجتمع، مشددة على أن الأمن والاستقرار والازدهار عوامل أساسية في مسيرتها الحضارية، نحو تنمية مستدامة تحترم حقوق الإنسان وتحميها من خلال سن الأنظمة واللوائح وإنشاء المؤسسات الحكومية ودعم مؤسسات المجتمع المدني.

ووجه مجلس الوزراء شكره لمختلف الأجهزة الأمنية المختصة في وزارة الداخلية ومصلحة الجمارك على تمكنها من إحباط تهريب ونقل واستقبال وترويج كميات كبيرة من المخدرات خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، والقبض على العصابات التي تقوم بذلك وبتزوير الوثائق وغسل الأموال التي يجمعونها من نشاطاتهم الإجرامية، ونوه بحرص رجال الأمن وبالتنسيق والتكامل بين مختلف الأجهزة في متابعة ورصد المتورطين وإحباط مخططاتهم، وتعاون الدول الشقيقة لحماية أبناء المنطقة من آفة المخدرات.

وفي ذات السياق وافقت دول «مجلس التعاون الخليجي» على استضافة «مؤتمر للأطراف الراغبة في استقرار اليمن» في العاصمة السعودية الرياض، حسبما أعلن الديوان الملكي السعودي.

وقال الديوان في بيان رسمي إن السعودية طلبت من دول المجلس بناء على طلب الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» استضافة المؤتمر في الرياض حيث المقر الرئيسي للمجلس وإن دول المجلس وافقت.

واعتبر البيان أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن دول «مجلس التعاون الخليجي».

ومن المقرر أن تتولى الأمانة العامة للمجلس وضع كافة الترتيبات اللازمة لإجراء المباحثات.

وبحسب البيان، فإن «هادي» طلب أن يحضر المؤتمر كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبين بالمحافظة على أمن واستقرار اليمن، فيما لم يصدر رد فعل من «الحوثيين» على هذه الخطوة.

وكان «الحوثيون» وحزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه الرئيس اليمني المخلوع «على عبدالله صالح» قد رفضوا نقل الحوار أو المفاوضات بشأن الأزمة في اليمن إلى خارج البلاد.

وفي طلبه إلى «مجلس التعاون» جدد «هادي» رفضه لما وصفه بالانقلاب على الشرعية، في إشارة إلى سيطرة «الحوثيين» على السلطة، وقال إن أهداف المؤتمر تشمل إعادة الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدولة، وعودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية، والخروج باليمن من المأزق إلى بر الأمان بما يكفل عودة الأمور إلى نصابها.

كما عبر الرئيس اليمني عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن استئناف العملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وألا يصبح اليمن مقرا للمنظمات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة ومرتعا لها.

اقرأ ايضا: