المؤهلات العلمية لرؤساء اليمن
هادي الأكثر تأهيلاً لغتين وخريج كلية عسكرية وصالح لا يمتلك أي شهادة علمية
الحمدي الأكثر ثقافة وفتاح شاعر وأديب وقحطان والسلال بكالوريوس
رئيس لا يملك أي مؤهلات حكم اليمن 33عاماً
قصة المدرس اللبناني الذي علم «صالح» القراءة والكتابة
لا يختلف إثنان في ذكاء الرئيس السابق علي عبدالله صالح وفطنته بل إن خصومه وصفوه بالداهية , حتى أن البعض منهم قال لو أستخدم صالح ذكاءه الفطري في خدمة اليمن لكنا الآن في وضع أفضل غير أنه أستخدم هذا الذكاء والدهاء فيما يحفظ سلطته ويقوي نفوذه .
صالح لم يحصل على أي مؤهل علمي ولم يلتحق بأي مدرسة بل إنه تعلم القراءة والكتابة في كتاتيب بسيطة سرعان ما خرج منها أي أنه لم يكمل حتى دراسة قواعد الكتابة والقراءة بالشكل الصحيح .
يؤكد الكثير أن صالح وقبل أن ينتقل الى تعز كان لا يستطيع نطق الكلمات إلا بصعوبة وأستمر في ذلك حتى نصحه الكثير مع أول زيارة له للخارج مطلع السبعينات الى مصر والى اثيوبيا.
وما إن أعلن الشهيد الحمدي حركة يونيو في 1974م حتى تمكن الرئيس السابق من الإقتراب أكثر من الحمدي الذي عينه فيما بعد قائداً للواء تعز وحينها شجع الرئيس الحمدي كافة قيادات وضباط الجيش ممن تم تعيينهم بدلاً عن قادة عسكريين أزاحهم الحمدي كبيت أبو لحوم وأبو شوارب وغيرهم على التعلم أكثر وتثقيف أنفسهم أكثر وأكثر .
بل إن الحمدي عين لبعض المقربين منه من القادة العسكريين أشخاصاً تولوا مهمة تثقيفهم وتعريفهم بأمور عدة من البرتوكولات وكذلك المعلومات العامة والحصول على مزيد من المعرفة حول العلوم العسكرية والثقافية والصحافة والإعلام والسياسة ومعلومات عن الدول .
كلف الحمدي باسندوة وكان حينها وزيراً للتنمية بتزويد المقدم أحمد الغشمي بالمعارف الجديدة وتعليمه وتثقيفه فيما يجهله عن السياسة وأمور أخرى والأمر ذاته لضباط آخرين منهم قائد لواء تعز علي عبدالله صالح
غير أن ذكاء صالح جعلته يقترب أكثر من الإعلاميين حينها وكان يعمل على دعم العاملين بصحيفة الجمهورية غير أنه لم يتقن قواعد القراءة والكتابة إلا بعد أن أصبح رئيساً .
حيث أستعان صالح بمدرس لبناني لتعلم القواعد الكاملة في القراءة والكتابة ومن ثم تعلم منه فنون أخرى كالقاء الكلمات حتى التوقيع .
وكما يؤكد مقربون من صالح في تلك الفترة ان المدرس اللبناني كان في ضيافة صالح بمنزله بمنطقة الحصبة وكان يحرص على حضور حصص بمعدل ساعتين كل يوم حتى غادر المدرس اللبناني بعد عامين من المكوث في صنعاء .
وعلى ما يبدو أن إستعانة صالح بمدرس عربي أو أجنبي وليس يمني حتى لا يعرف الكثير بحقيقة مستواه التعليمي.
ورغم ذلك بدأ صالح الخطابة وإلقاء الكلمات بعد تعيينه قائداً للواء تعز حيث كان يلقي الكلمات إرتجالاً غير أنها كلمات باللهجة العامية ولم تكن بمستوى قائد عسكري لمحافظة بحجم محافظة تعز وأستمر في ذلك حتى صعوده الى صنعاء بعد مقتل الغشمي وإلقائه أول خطاب بعد إنتخابه من قبل مجلس الشعب .
ولم يتقن صالح فن القراءة بشكل كامل إلا بعد3أعوام من توليه الرئاسة .
المؤهلات العلمية لرؤساء اليمن
قد يكون مفاجئا للبعض معرفة أن أغلب من حكموا اليمن بعد ثورة ستمبر وكذلك الإستقلال الوطني لا يمتلكون أي مؤهلات علمية فيما قد تكون المفاجأه أكبر حين نقول أن الرئيس عبدربه منصور هادي قد يكون أفضل من حكموا اليمن من ناحية التأهيل العلمي فهو خريج كلية عسكرية بريطانية وأكمل دراسته الإبتدائيه والثانوية كذلك يجيد اللغتين العربية والأنجليزية على عكس بقية الرؤساء.
ويمكن تقسيم رؤساء اليمن من ناحية الخبرات والمؤهلات العلمية الى أقسام منهم رؤساء لا يملكون اي مؤهلات وكان مستواهم المعرفي والثقافي متدني للغاية كالرئيسين علي عبدالله صالح واحمد حسين الغشمي فالأول تعلم القراءة والكتابة فقط والثاني وصل الى الرئاسة بدون أي مؤهلات سوى ما تعلمه من قراءة وكتابة في الكتاتيب .
أما القسم الثاني فهم رؤساء يملكون مؤهلات علمية كأول رئيس للشطر الشمالي بعد ثورة ستمبر المشير عبدالله السلال الذي تخرج من الثانوية بمدرسة الإيتام بصنعاء ومن ثم التحق بالكلية العسكرية ببغداد وتخرج منها ويليه أول رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية بعد الإستقلال قحطان الشعبي الذي تخرج من كلية الزراعة بالسودان .
ومن ثم يأتي الرئيس علي سالم البيض الذي أكمل دراسته الإبتدائيه والمتوسطة بحضرموت ولم يسجل له اي مؤهل علمي غير ذلك .
والغريب أن رؤساء كـ عبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد لم تسجل سيرتهم الذاتيه حصولهم على أي مؤهلات علميه غير أن المعروف عن عبدالفتاح إسماعيل بأنه كان أديباً وشاعراً وكاتباً وقارئاً معروفاً ناهيك عن إسهاماته السياسية في صياغة الأدبيات العامة للحزب الإشتراكي أما علي ناصر محمد فقد كان سياسياً معروفاً ولا يزال حتى اللحظة يدير مركز دراسات معروف .
الأمر ذاته للرئيس عبدالرحمن الإرياني الذي حكم الشمال بعد عبدالله السلال إلا أن الإرياني كان قاضياً معروفاً وباحثاً في الشؤون الشرعية والإسلامية وتولى قضاء محافظة إب قبل أن يقرر الإمام إعتباره مستشاراً خاصاً له في القضايا العربية والإسلامية .
وقد يكون الرئيس الوحيد الذي مزج بين المؤهلات العلمية وما أكتسبه من مهارات وعلوم ومعرفة خارج الأطر التعليمية هو إبراهيم الحمدي فقد تعلم القضاء على يد والده وتعلم فنون اللغة وامور أخرى في مدارس معروفة ثم التحق بكلية الطيران إلا انه لم يكمل تعليمه فيها رغم أنه درس فيها حتى السنة الثالثة .
والرئيس سالم ربيع علي لم يسجل له أي مؤهل علمي غير ان جيل الستينات او من حكموا جمهورية الجنوب حينها كانوا من شباب اليسار والجبهة القومية والكثير منهم كان ينتقل الى بيروت لتلقي دورات تأهيلية ولهذا تشبعوا من الفكر اليساري القومي وباتوا أكثر تأهيلاً لقيادة الدولة الفتية حينها ولهذا نجد ان سالمين وفتاح وعلي ناصر تكاد تكون خلفيتهم المعرفية والثقافية واحده ومشربهم الفكري واحد بل وثقافتهم ايضاً غير أن فتاح تميز عن البقية بالإهتمامات الأدبية والفلسفية فيما ركز ناصر على جانب الإدارة والسياسية واهتم سالمين بأمور الدولة والتنمية والعلوم .
يمنات