الرئيس اليمني يشترط التوقيع بشكل مشترك مع المعارضة على المبادرة الخليجية في اجتماع يضم الجميع في القصر الجمهوري .. والصوفي يصرح بأن التوقيع حبر على ورق في حال عدم رفع الاعتصامات
اشترط
الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التوقيع بشكل مشترك مع المعارضة على
المبادرة الخليجية مؤكدا عدم الاعتراف بالتوقيع "في الغرف المغلقة"، وذلك
بعد توقيع المعارضة منفردة على المبادرة التي يفترض أن تؤدي إلى انتقال
السلطة في اليمن.
ومن جهتها، شككت مصادر في المعارضة بنية صالح التوقيع على المبادرة.
وأكد الحزب الحاكم وحلفاؤه في أعقاب اجتماع برئاسة صالح على "ضرورة أن تجرى
مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة (الخليجية) في القاعة الكبرى بالقصر
الجمهوري وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع" بما في ذلك أحزاب
اللقاء المشترك (المعارضة) وذلك في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية ليل
السبت الأحد.
وكان اللقاء المشترك وقّع بشكل منفرد على المبادرة التي تنص على تنحي صالح
في غضون شهر، وذلك بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف
الزياني وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي، بحسب مصادر معارضة، ولكن
دون الإعلان رسميا عن ذلك.
ذكرى الوحدة
وكان من
المفترض أن يوقع صالح على المبادرة، اليوم الأحد، بحسب مسؤولين في حزبه،
بالتزامن مع الاحتفالات بالعيد الوطني الـ21 لقيام الوحدة بين الشمال
والجنوب.
وعشية الذكرى، رصدت "العربية.نت" آراء اليمنيين المتباينة حول المبادرة
الخليجية التي تقتضي تنحي صالح بعد شهر من التوقيع ونقل صلاحياته لنائبه
وقبل ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة.
فيقول السياسي المعارض أحمد محمد عبدالغني إنما تشهده الساحة اليمنية "هو
حجر الزاوية في بنيان الدولة المدنية الحديثة التي يتطلع اليمنيون إلى
إنجازها من أجل مستقبل أفضل، يعيد لهم حياة العزة والكرامة ويرفع عنهم
أغلال الظلم والقهر ويحقق لهم الأمن والاستقرار والسلام"، مشيرا الى أن هذه
الثورة "كشفت خلال الشهور الماضية أن معاناة اليمنيين كانت أكبر مما
يتصوره الآخرون، وأنهم قد ظلوا ثلاثة عقود محكومين بنظام كرّس التخلف
والفقر، وحوّل الوطن إلى إقطاعية خاصة".
أما الإعلامي توفيق الشرعبي فيرى أن هذه اللحظات تمثل ولادة عهد جديد ليمن جديد لجيل جديد، بعيداً عن النظام السابق.
ويعتقد المواطن ربيع السيد أن اليمن سيكون أفضل برحيل صالح، معتبراً أن
الأخير "لم يقد اليمن إلا إلى مزيد من الفقر والفساد والبطالة".
بدوره يرى الطالب الجامعي أحمد العباسي أن اليمن سيكون موحدا أكثر بعد رحيل
صالح، "لأن نظامه هو من أوجد مظالم دفعت الجنوبيين الى المطالبة بفك
الارتباط, أما اليوم فإن الشعب قد توحد في جنوبه وشماله على إسقاط النظام
وبناء دولة عدالة ومساواة".
في الجانب الآخر، يقول القيادي في الحزب الحاكم ورئيس تحرير صحيفة "الثورة"
الرسمية علي ناجي الرعوي إن اليمن "لا يمكن أن تبنى بالشعارات ولا
الانقلاب على الشرعية الدستورية", مشيرا الى أن صالح الذي أكد بأن المبادرة
تمثل عملية انقلابية "يعد قبوله بها دليل دامغ على أنه بقدر ما ارتبطت
باسمه المنجزات التاريخية سيسجل له التاريخ أنه قدم التنازلات من أجل حقن
الدماء والحفاظ على اليمن من الانزلاق الى دوامة العنف والاقتتال".
أما المحلل السياسي محمد عبدالله الحميري فيرى أن رحيل الرئيس صالح "يمثل
بالنسبة له بداية مرحلة مجهولة المعالم ومفتوحة الاحتمالات سلبا وإيجابا
بالنسبة لمستقبل واستقرار اليمن، "خاصة لو تم بدون ترتيب دقيق لما بعد
الرحيل".
أما الناشطة في الحزب الحاكم رجاء عبدالله فعبّرت عن حزنها قائلة "لا أتخيل
لحظة توقيع الرئيس على المبادرة الخليجية والتي ستعني الاستعداد لطي صفحة
رئيس أحببناه ولم نعرف سواه أيا كانت مساوئه وأخطاؤه". وهو شعور يشاطرها
إياه محمد عرهب الذي يقول إن الرئيس "له فضل في قيام الوحدة ومنجزات لا
يمكن إنكارها من حيث تحقيق الاستقرار والأمن".
من جهة اخرى قال احمد الصوفي السكرتير الاعلامي للرئيس علي عبدالله صالح ان توقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية سيتحول الى حبر على الورق اذا لم ترفع الاعتصامات من الساحات , وذكر الصوفي في حديث لقناة العربية ان توقيع الاتفاق سيكون تاريخيا لانهاء الازمة الحالية التي تعيشها اليمن ,غير انه قال انه وفي حال استمرار الاعتصامات فان التوقيع على المبادرة سيكون حبر على ورق .