أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

عيدك يا وطني أجمل الأعياد ...

- بقلم / د . علي الغفاري

قبل إعادة توحيد الوطن وقيام الجمهورية اليمنية ، إعتاد اليمنييون على الإحتفال بالعيد الوطني لثورة 26 سبتمبر 1962 م وثورة 14 أكتوبر 1963م ، إلى أن جاء يوم رد الإعتبار لهذا الشعب بإعادة وحدته الأزلية في 22 مايو 1990م ، واليوم وبعد مرور 21 عاماً على الوحدة اليمنية فقد أصبح يوم الـ 22 من مايو هو  عيد الأعياد ، فمبروك عليك يا وطني يوم إلتم شمل الأسرة اليمنية الواحدة من صعدة إلى حضرموت.

 

إن حدث الوحدة الوطنية في شمال الوطن وجنوبه كان أمراً طبيعياً ليس بحكم المقومات الوحدوية التي تجمع شعوب الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ولكن بحكم وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً ، فاليمن على إمتداد التاريخ شعباً واحداً ، الأرض إسمها اليمن والإنسان هو يمني.

 

وموقع اليمن هو ذلك الذي يقع جنوب الجزيرة العربية وهو البلد الذي شارك وساهم أبناءه في بناء الحضارة الإنسانية وكانوا هم الأنصار في المدينة المنورة كما كانوا أصحاب الفتوحات لنشر الإسلام في عدد من الأمصار ، تلك هي اليمن الأرض الطيبة التي إنتزعت بفضل وحدتها النظام الديمقراطي المبني على التعددية السياسية والحزبية وأصلته على إمتداد العقدين الماضيين من خلال التحالفات الحزبية والإنتخابات البرلمانية والمحلية ، وتمكن اليمنييون من ممارسة حرياتهم وأهمها حرية الرأي والرأي الآخر ، وما خروج شباب الثورة إلى ساحات التغيير والحرية إلا مصداقاً لذلك وهو ما أكد عليه دستور الجمهورية اليمنية ، وبفضل الوحدة المباركة تم التنقيب عن النفط والغاز في ربوع البلاد بهدف إحداث بنية تحتية قوية أساسها تحديث وتطوير اليمن من أقصاه إلى أقصاه ، بما يضمن وصول خير الثروة المغمورة في باطن الأرض اليمنية إلى كل قرية وعزلة.

 

 

وشعبنا اليمني يحتفل بهذه الذكرى العظيمة التي ناضل وضحى من أجلها الشرفاء من أبنائه فإننا نشيد بالمنجزات والمكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات ، وما كان يمكن تحقيقها بدون قيام الوحدة والتي بفضلها كبر حجم اليمن أمام الآخرين ، وما كان يمكن تحقيقها كذلك دون عزم وإرادة الشرفاء من أبناء الوطن.

 

فتحية للمواطنين الأحرار السائرين على درب الوحدة والحرية من أجل بناء دولة يمنية حديثة تحقق العدل والمساواة والمواطنة المتساوية بين أبناء الشعب ، والتحية ثم الرحمة للشهداء الأبرار الذين فجروا ثورتي سبتمبر وأكتوبر وأشرقت وحدة اليمن بفضل الدماء الطاهرة التي روت ميادين وجبال وسهول اليمن.

 

 فإلى غد مشرق عزيز ... وعيدك مبارك يا يمن.

 

بقلم / د . علي الغفاري

رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية

Total time: 0.1715