الضغط الدولي يتزايد والاحتجاجات تندلع في انحاء سوريا
وقالت جماعة حقوقية وسكان ان قوات الامن قتلت ثلاثة محتجين في ضاحية قطنا شرقي العاصمة دمشق واطلقت النار على متظاهرين يدعون الى "اسقاط النظام" في مدينة دير الزور الشرقية.
واندلعت مظاهرات صغيرة في أحياء برزة وركن الدين والقابون بدمشق وضواحي سقبا والحجر الاسود وفي اللاذقية على الساحل وفي درعا في الجنوب.
وقال زعماء قمة مجموعة الثماني في فرنسا يوم الجمعة انهم "روعوا" من قتل السلطات السورية للمتظاهرين المسالمين وطالبوا بوقف فوري لاستخدام القوة في سوريا.
وتقول جماعات حقوقية ان ما لا يقل عن الف شخص قتلوا خلال عشرة اسابيع.
وتجاهلت دمشق تزايد الادانة والعقوبات الغربية وتصر على سحق الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية عن طريق ارسال قوات الامن والدبابات للسيطرة على الاضطرابات التي تلقي بالمسؤولية عنها على جماعات مسلحة تدعمها قوى أجنبية.
وقال نشطاء في مجال حقوق الانسان ان احتجاجات خرجت في مدينة البوكمال شرق البلاد وأحرق المتظاهرون صور حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي اغضب خطابه المناصر للاسد هذا الاسبوع في بيروت المتظاهرين.
وقال سكان انهم سمعوا اطلاق نار في مدينة حمص بوسط البلاد حيث احتشد الاف الاشخاص رغم التواجد الامني الكثيف بينما اصابت قوات الامن خمسة متظاهرين في بلدة الزبداني غرب البلاد بالقرب من الحدود اللبنانية.
وقال التلفزيون الحكومي ان خمسة من أفراد قوات الامن اصيبوا في الزبداني. وأضاف أن "عناصر مسلحة" قتحت النار على قوات الامن في دير الزور.
ومن الصعب التحقق من التقارير التي ترد بشأن الاحداث في سوريا بعد ان منعت حكومة الاسد معظم وسائل الاعلام الاجنبية من العمل في البلاد بعد وقت قصير من بداية الاحتجاجات التي اشعلتها ثورتان في مصر وتونس.
وعادة تحدث أكبر مظاهرات بعد صلاة الجمعة وتكون الاكثر دموية بشكل عام ايضا.
وبعد عشرة اسابيع من الاضطرابات فشلت الاحتجاجات في الوصول الى اعداد ضخمة لان قوات الامن تمنع التجمعات الحاشدة ولم تشهد دمشق وحلب تظاهرات كبيرة.
ويقمع حزب البعث أي معارضة ولا يوجد هيكل موحد للمعارضة يقود الحركة الشعبية. ويجتمع نشطاء المعارضة في المنفى في تركيا الاسبوع المقبل للمساعدة في تنسيق الحملة.
وقال احد السكان في ناوا بالقرب من مدينة درعا ان قوات الامن منعت المساجد من رفع اذان الصلاة وكان القناصة ظاهرين على المباني المرتفعة.
وقال اثنان من السكان ان حوالي 40 دبابة لا تزال منتشرة في منطقتين بدرعا حيث بدأت الاضطرابات.
وفي بيان يصدر رسميا في وقت لاحق بعد قمة مجموعة الثماني التي استمرت يومين في بلدة دوفيل الفرنسية وجه زعماء سبع دول غربية بالاضافة الى روسيا الدعوة لدمشق للاستجابة الى "المطالب المشروعة من أجل الحرية."
وقال الزعماء في البيان "روعنا لمقتل الكثير من المحتجين السلميين نتيجة الاستخدام واسع النطاق للعنف في سوريا الى جانب الانتهاكات المتكررة والجسيمة لحقوق الانسان." واضافوا انهم سيتخذون "المزيد من الاجراءات" اذا لم تشرع السلطات في اصلاحات جادة.
وفرضت واشنطن والاتحاد الاوروبي بالفعل عقوبات على الاسد ومسؤولين سوريين اخرين. ولكن روسيا كانت اكثر تحفظا في ادانة الاسد بسبب الرغبة في تأكيد نفوذ الحقبة السوفيتية القديمة في المنطقة.
وأعرب دبلوماسيون غربيون أمس الخميس عن أملهم الا تعرقل روسيا والصين بما لهما من حق النقض (الفيتو) مشروع قرار وزعته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال على أعضاء مجلس الامن الدولى التابع للامم المتحدة يوم الاربعاء.
ولكن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قال للصحفيين في دوفيل ان مشروع القرار في "غير وقته وضار."
واضاف "لا توجد أسباب للنظر في هذه المسألة (سوريا) في مجلس الامن الدولي. لن نقرأ حتى النص."
ويقول مشروع القرار ان افعال سوريا ترقى الى جرائم ضد الانسانية ويدين انتهاك حقوق الانسان والاعتقالات التعسفية وتعذيب المتظاهرين المسالمين.
وتعهد الاسد الذي ورث السلطة عن والده حافظ الاسد بعد وفاته عام 2000 باطلاق حوار وطني واجراء بعض الاصلاحات في البلد المسلم ذي اغلبية السنية لكن أقلية علوية تقبض على السلطة فيه منذ 48 عاما.
ولكن المتظاهرين والنشطاء رفضوا التحركات ووصفوها بانها لفتات فارغة بسبب مواصلة قوات الامن لقمع المتظاهرين بعنف.
وفي الاونة الاخيرة بدأ المتظاهرون تنظيم مظاهرات ليلا في محاولة للالتفاف على الوجود الامني الكثيف.
وقال شاهدان ان قوات الامن أطلقت الرصاص الحي امس على مئات المتظاهرين في مسيرة ليلية في درعا. وفي مدينة داعل المجاورة قال سكان ان قوات الامن أطلقت النار على ثلاثة متظاهرين فقتلتهم ليل الخميس.
وقال نشطاء وشهود ان الاف الاشخاص في داعل وغيرها من المدن السورية وقفوا على أسطح المنازل والشرفات ورددوا "الله أكبر" حتى فجر اليوم في استعراض للتحدي.
وقال احد السكان الذي قدم نفسه باسم أبو حامد "اختلطت الهتافات مع أصوات الرصاص