تحركات جنوبيه للانفصال عن اليمن.. والمبادرة الخليجية تحتاج لتعديلات
أكد قيادي في المعارضة اليمنية أنه يعول على نتائج الثورة في اليمن في
التوجه لانفصال الجنوب، واتهم الرئيس علي عبدالله صالح بأنه أول من نقض
الوحدة
وحاربها، معتبراً أن محاولة اغتيال صالح "جاءت من الله" لإخراجه من المشهد
السياسي، وأكد أن صالح لم يصدق في حياته مرة واحدة مع أهداف الوحدة، وأنه
انتهى وأن خروجه بلا عودة.
وأشار دبلوماسي وإعلامي يمني إلى أن ما أجهض المبادرة الخليجية هو ذهاب
جميع الأطراف إليها دون أي نية مسبقة للموافقة عليها، معتبراً أن حرب "بني
الأحمر" حسب وصفه بمن فيهم الرئيس صالح هي "حرب عائلية"، واتهم القيادات
العسكرية والمشيخية بأنها وراء محاولة اغتيال الرئيس اليمني، وأن المعارضة
لا تمتلك بديلاً ولا قيادات مؤهلة لتخلف صالح، ولم يستبعد انفصال الجنوب
نتيجة للأحداث الحالية في اليمن.
هذا فيما أشار محلل سياسي إلى أن سقوط صالح ليس في صالح دول الخليج، وأن
الزعيم اليمني سيجر اليمن إلى حرب أهلية، واعتبر أن ما يحتاجه اليمن حالياً
أكبر من مما توفره المبادرة الخليجية.
جاء ذلك ضمن حلقة جديدة من برنامج "واجه الصحافة" الذي يعده ويقدمه
الإعلامي داود الشريان، وبثته العربية مساء الجمعة 10-6-2011، واستضاف فيه
رئيس وزراء اليمن الأسبق حيدر أبو بكر العطاس، وعباس المساوى الملحق
الإعلامي بالسفارة اليمنية في بيروت، والدكتور محمد المطوع أستاذ علم
الاجتماع السياسي.
اغتيال صالح جاء من الله
وقال العطاس تعليقاً على حادثة
اغتيال الرئيس صالح إنه لم يكن يريد هذه النهاية للرئيس صالح ولكنه القضاء
والقدر، معتبراً أن ذلك وضع الأزمة في اليمن على طريق الانفراج، ومحذراً
من أن أبناء الرئيس صالح لن يترددوا في إعاقة نجاح الثورة، وتوقع أنه "لا
الثورة ولا الأشقاء ولا الأصدقاء سيسمحوا بعودة صالح".
وتطرق العطاس لجوانب عديدة من مواقف الرئيس اليمني من وجهة نظره، حيث وصفه
بأنه "لم يصدق في أي شيء طوال حياته"، وأن رفضه لتوقيع المبادرة
الخليجية والمحاولات المتكررة للالتفاف عليها هي "آخر ألاعيبه"، وأكد أنه
"لم يكن في نية صالح ترك السلطة ولهذا رفض المبادرة الخليجية التي لم تأت
لإيقاف الحرب بل لإيجاد مخرج مشرف للرئيس صالح".
وكرر العطاس أكثر من مرة أن "المجتمع الدولي والإقليمي اقتنع بأن صالح لم
يعد صالحاً لحكم اليمن، ولكن المشكلة الحقيقية أمامهم كانت في تحديد البديل
المناسب لصالح".
واتهم العطاس الرئيس صالح بأنه: "سعى لزج اليمن في حرب أهلية، وخصوصاً بين
القبائل التي شاركت في الثورة سلمياً ونحت أسلحتها، وأن الكثير من القوى في
الجيش خرجت للتصدي لقتل صالح" للمتظاهرين سلمياً.
واعتبر العطاس أن صالح حول الثورة إلى "صراع قبلي"، مثلما "حول اليمن خلال
33 عاماً من الحكم حول اليمن إلى "مزرعة"، وأنه ما لم تحل الأزمة اليمنية
على مخرجات الثورة فكأنه لم يحدث شيء".
تحرك لانفصال الجنوب
وعن محاولة
الاغتيال قال العطاس إن الثورة وصلت بيت الرئيس واخترقت حراساته فجاءت
محاولة الاغتيال التي كانت نتيجة لسياسته، فتحركت قوى من داخل
السلطة وسهلت المحاولة.
وعن قضية الجنوب وما يتردد عن محاولات الانفصال قال العطاس إن: "الرئيس
صالح انقلب على الوحدة المعلنة في التسعينات، والجنوب تدرجت مطالبه وصولاً
لطلب الانفصال بسبب خلل في الوحدة".
ولم يستبعد العطاس السعي للانفصال، وقال إن الجميع يضع أهدافاً كبيرة على
نتائج الثورة.. نحن نطالب بفيدرالية يشترك فيها الشمال والجنوب ضمن
إقليمين، مؤكداً أن القضية الجنوبية كانت دوماً مدخلاً لكل القضايا، وأن
الرئيس صالح سعى لعزل القضية الجنوبية فافتعل قضايا "القاعدة" و"حروب
صعدة".
وعن سيناريوهات الحلول للقضية قال العطاس إنه يجب على الثورة في ساحات
التغيير سرعة تشكيل مجلس انتقالي، وعلى نائب الرئيس سرعة الممارسة الفعلية
لمهام الرئيس وتنحية أبناء صالح، واصفاً محاولة الاغتيال بأنها "جاءت من
الله" لإخراج صالح من المسرح السياسي، وطالب بتصحيح مسار المبادرة الخليجية
بالتعامل مع الثورة السلمية وليس مع نظام الرئيس صالح.
حرب "بني الأحمر"
من جهته قال
المساوى إن محاولة اغتيال الرئيس ستشعل الموقف في اليمن وأن توقيع صالح
للمبادرة كرئيس لحزبه كان الرد الأفضل على المبادرة ،وأكد أن ما أجهض
المبادرة ذهاب الجميع إليها دون استعداد مسبق لقبولها.
وأشار المساوى إلى أن صالح لم يكن يمكنه تخيل نفسه خارج السلطة بعد 33
عاماً في الحكم وأن الاستفزازات المتواصلة له بالعقاب والمطاردة والمحاكمة
دفعته لرفض المبادرة.
واتهم المساوى المعارضة بأنها منقسمة في داخلها كما أنها تفتقد لأي بديل للرئيس أو شخصية قيادية ذات "كاريزما".
قيادات منشقة بلا تاريخ مشرف
ووصف المساوى كل القيادات
المنشقة عن الحزب الحاكم بأنها لا تمتلك "تاريخاً مشرفا"، مستشهداً بأن
أحدها والذي لم يكن يمتلك شيئاً قبل حكم الرئيس صالح يمتلك الآن أراضي
توازي مساحة إمارة دبي مرة ونصف".
واعتبر المساوى أن انقسام المعارضة وأساليبها منحت الرئيس "تعاطفاً
شعبياً"، وأنه بالأساس مازال الأقوى، فهو يمتلك الحرس الجمهوري وشعبية
تتجمع في أي وقت للتظاهر.
واعتبر المساوى أن "الأحمر" لم يعد يمثل صوت قبيلة "حاشد" بكل أطيافها، وما
حدث هو صراع عائلي بين جماعة "بني الأحمر" ومنهم صالح الأحمر، مؤكداً على
أن "القبيلة في اليمن هي من تصنع الرئاسة وستصنع الرئيس الجديد الذي لن
يخرج عن سلطتها".
ووصف المساوى الثورة اليمنية بأنها "فقدت عذريتها" لاختطافها من قبل
المشيخات والقيادات العسكرية، والتي قال إنهما تقفان وراء محاولة الاغتيال.
ولم يستبعد المساوى بدوره أن تتمخض الأحداث في اليمن عن انفصال الجنوب الذي
يرى أنه مهيأ ليكون دولاً، واعتبر أن الوضع الحالي مثالي لإعادة طرح
المبادرة الخليجية كحل جوهري أو سيذهب الجميع لدق المسامير في نعوشهم.
واختتم بأن المبادرة الخليجية منحت المعارضة ما لم تحلم به وعلى طبق من ذهب.
"التدويل" كحل للأزمة اليمنية
من جانبه، قال
الدكتور المطوع إن تنحي صالح ليس في صالح أمريكا ولا بعض دول المنطقة، وإن
خروجه للعلاج ليس نهايته بل زاد الوضع تعقيداً، واعتبر أن "جميع الأطراف
بما فيها الرئيس والمعارضة أجهضت المبادرة الخليجية، وأنه لا يستبعد أن
يكون الرئيس صالح قصد جر اليمن إلى حرب أهلية.
وحذر المطوع من أن انفصال الجنوب ليس في مصلحة اليمن، وقال إنه يجب تنحية
بعض القيادات الشمالية وأولها الرئيس صالح، مبيناً أن اليمن حالياً بحاجة
لمبادرة على المستوى العالمي وليس الخليجي، كما أن التدخل الدولي لحل أزمة
اليمن يعطي مصداقيه اكبر