سفارة: تنظيم القاعدة في اليمن يوسع عملياته في الجنوب منتهزا فرصة فراغ في السلطة
قالت السفارة اليمنية في الولايات المتحدة ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن صعد عملياته في محافظة ابين في الجنوب منتهزا فرصة فراغ في السلطة بينما اتهمت جماعة حقوقية القوات بالقتل غير المشروع.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها الولايات المتحدة في بيان يوم السبت ان القوات اليمنية ربما قتلت عشرات المدنيين في هجمات غير مشروعة خلال قتالها جماعة اسلامية مسلحة في محافظة ابين في الجنوب منذ مايو ايار 2011 .
وسيطر المتشددون في الشهور الاخيرة على مدينتين في ابين بينهما العاصمة زنجبار. وقال مسؤول حكومي الاسبوع الماضي ان 54 الف يمني فروا من ابين منذ ذلك الحين.
وقال مسؤول محلي ان 13 متشددا وستة جنود قتلوا في اشتباكات جديدة يوم الاثنين.
وظهر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في التلفزيون يوم الخميس لاول مرة منذ توجه الى السعودية للعلاج في اعقاب محاولة اغتيال تعرض لها في الثالث من يونيو حزيران وغارة على مجمع قصر الرئاسة.
وأصيب صالح بعدة حروق في وجهه وبدا ضعيفا لكنه اظهر تصميما على التشبث بالسلطة رغم الضغوط الدولية وستة أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 33 عاما.
ويتهم خصوم صالح الرئيس بأنه يسمح عن عمد للمتشددين بتحقيق تقدم كي يثبت للولايات المتحدة والسعودية أنه الوحيد القادر على منع سيطرتهم على البلاد. ويحظى صالح بدعم الولايات المتحدة بعد أن صور نفسه على أنه شريك في الحرب على القاعدة.
وقالت هيومان رايتس ووتش ان المتشددين في ابين ويعرفون بأنصار الشريعة ربما يعرضون المدنيين على نحو غير مشروع للخطر بالانتشار في مناطق مكتظة بالسكان ويقومون بالنهب وانتهاكات اخرى.
وقال جوي ستورك نائب مدير هيومان رايتس ووتش للشرق الاوسط "بينما تقاتل القوات اليمنية المتشددين المسلحين في ابين فان المدنيين هم من يدفع الثمن.
"ينبغي للجانبين فعل المزيد لحماية المدنيين من الاذى ويجب ان تحقق الحكومة في انتهاكات محتملة من جانب قواتها في ابين لقوانين الحرب."
واضافت هيومان رايتس ووتش ان الحكومة اليمنية يجب ان تجري على الفور تحقيقا حياديا في المزاعم وان المسؤولين عن انتهاك قوانين الحرب التي ترقى الى جرائم الحرب يجب ان يحاكموا ويجب كذلك تعويض الضحايا.
وقالت الجماعة المدافعة عن حقوق الانسان انها حصلت على روايات عن الهجمات في ابين من 30 مدنيا فروا من القتال بينهم عدة اشخاص اصيبوا في الهجمات.
وذكرت السفارة اليمنية في واشنطن في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة ان متشددين تابعين لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وسعوا عملياتهم العسكرية في ابين.
وقالت في بيان ان تنظيم القاعدة ينتهز فرصة الوضع الهش في البلاد والحماية التي يوفرها بعض المتعاطفين وقليل من الزعماء القبليين.
واعلنت القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليتها عن هجوم فاشل يوم عيد الميلاد عام 2009 على متن طائرة امريكية ومحاولة في اكتوبر تشرين الاول 2010 لتفجير طائرتي شحن متجهتين للولايات المتحدة بطرود ناسفة.
وقالت السفارة ان هذه الحماية والتعاون يسهلان للاسف التجنيد والعمليات في بعض المناطق داخل المحافظة.
واضافت ان رجال القبائل الموالين للدولة على الجانب الاخر يظهرون تعاونا قويا مع الحملة العسكرية الجارية لوقف توسع القاعدة في جزيرة العرب في اراضيهم.
وتابعت ان 70 جنديا وضابطا على الاقل قتلوا واصيب اكثر من 300 منذ بداية الحملة الحالية في اواخر مارس اذار. قالت السفارة ان ما لا يقل عن 50 متشددا قتلوا واصيب العشرات خلال هذه العمليات.
وتخشى الرياض والقوى الغربية من أن تستغل القاعدة الفراغ الامني في اليمن الذي سبق أن شنت منه بالفعل هجمات فاشلة على الولايات المتحدة.