فرعا المؤتمر بمحافظة تعز والجامعة ينظمان ندوة سياسية وفكرية بعنوان " تعز في مواجهة التحديات "
استشعارا للمسئولية الوطنية تجاه الأزمة التي تشهدها بلادنا حاليا نظم فرعا المؤتمر الشعبي العام بمحافظة تعز وجامعة تعز ندوة سياسية وفكرية بعنوان " تعز في مواجهة التحديات " مساء أمس الأحد بمشاركة نخبة من السياسيين والاكاديمين والباحثين وشخصيات اجتماعية .
وفي الندوة التي ترأسها وأدارها الأستاذ الدكتور محمد عبد الله الصوفي رئسي جامعة تعز رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالجامعة قدمت أربعة أوراق عمل , حيث قدم الورقة الأولى الشيخ جابر عبد الله غالب عضو مجلس النواب عضو اللجنة الدائمة رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة بعنوان " دور تعز في مواجهة التحديات على المستوى الوطني " استعرض فيها دور تعز النضالي والوطني في بناء اليمن عبر مختلف المراحل الوطنية , وقال جابر لتعز دور كبير جدا في مواجهة الكثير من التحديات الوطنية عبر مختلف المراحل فأبناءها ناضلوا وقدموا تضحيات كبيرة من أجل تحقيق أهداف الثورة ومن اجل تحقيق معيشة أفضل للمواطن ومن أجل الحفاظ على النظام الجمهورية حتى أصبح نظام تعددي ديمقراطي وهناك من يريد الآن من بعض القوى السياسية في الساحة الانقلاب على هذا النظام والعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء .
منوها بأن أبناء هذه المحافظة اتخذوا من الجانب الثقافي والعلمي التنويري مسلكاً ليسهموا من خلاله في كل المحافظات لاستيعاب فكرة النهوض والتطور من خلال الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر , مؤكداً بأن تعز كانت الحضن الدافئ لكل البقاع اليمني أيام المراحل النضالية وحتى الآن كون أبناءها لم يستخدموا مطلقاً ورقة المناطقية أو الطائفية ولن يستخدموها مطلقا رغم محاولة بعض القوى جرها إلى ذلك .
وأضاف: أبناء تعز عملوا جاهدين على الحفاظ على النسيج الاجتماعي اليمني وبذلوا جهوداً كبيرة غير عادية بدفاعهم عن الوحدة اليمنية المباركة وحفاظهم على المكتسبات الوطنية وعدم المزايدة بذلك كما يفعل بعض الحاقدين اليوم على الوطن ويريدون جره إلى مربع العنف لزعزعة أمنه واستقراره .
وقال تواجهنا اليوم تحديات وطنية كبرى فهناك من يريد العودة باليمني إلى عهد الملكية من خلال الانقلاب على النظام الجمهوري والتعددي الديمقراطي , فمعظم انضمة الحكم على مستوى العالم ليس انضمة برلمانية ولا يعني أن النظام المدني لا يوجد إلا في الحكم البرلماني فهناك أنظمة رئاسية فيها مجتمع مدني وموجود أنضمه تقوم على الجمع بين النظام البرلماني والرئاسي , مستشهدا بأن المجتمع البريطاني الذي يعيش نظام حكم برلماني وها هو يئن من التخريب وأعمال الفوضى من مجاميع صائعة لا تعرف إلا التخريب , وقد قدمت السلطات بإنزال الآلاف من أفراد الشرطة لردع أولئك المخربين وهدد رئيس الوزراء البريطاني بإنزال الجيش لحفظ الأمن والاستقرار في البلد .
مشيرا بأن بعض القوى السياسية في الساحة اليمنية فقدت أملها بعد انتخابات 2006 في الوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع كونها لم تمتلك قاعدة شعبية وجماهيرية توصلها لذلك فقررت الوصول إلى السلطة عبر الانقلابات والفوضى وأعمال التخريب وبالطرق الغير قانونية , مؤكداً أن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو الاستجابة لدعوة فخامة الرئيس بالعودة إلى طاولة الحوار وتغليب مصلحة الوطن فوق كل لمصالح .
وقال رئيس فرع المؤتمر بتعز لقد أثرت الأزمة السياسية التي افتعلتها أحزاب اللقاء المشترك كثيراً على الوطن وأبناء الشعب ،وأصبح الوطن بسببها قاب قوسين أو أدنى من الانهيار ..ويجب على هذه الأحزاب وقياداتها أن تعي أن الاستمرار في العناد والمكابرة ورفض كل دعوات الحوار من جانب ، سيؤدي ألى انهيار البلد كلياً كنتيجة حتمية لما تقوم وما تصر عليه من ممارسات وأفعال يدينها كل أبناء الشعب .
وقدم الورقة الثانية نيابة عن السلطة المحلية بالمحافظة الأخ عبد المنعم صلاح مدير عام مكتب النقل والتي عنونت بـ"دور تعز في مواجهة التحديات على المستوى المحلي" حيث تطرق إلى التحديات التي تواجهها تعز وأنواعها وأبعادها بالإضافة إلى الكيفية المثلى لمواجهتها والحلول الناجعة للخروج منها .
وقسم صلاح التحديات التي تواجهها المحافظة إلى قسمين , تحديات مشتركة وتحديات خاصة , أمام التحديات المشتركة فهي تلك التحديات التي تتأثر بالمناخات العامة السياسية التي تواجهها المحافظة باعتبارها جزءاً من اليمن وأما التحديات الخاصة فهي تلك التي تواجهها تعز بشكل خاص , حيث استعرض التحديات الأمنية وقال بأن تعز تواجه اليوم تحديات أمنية غير مسبوقة يتمثل في انتشار المظاهر المسلحة في شوارع المدينة التي عملت على إقلاق السكينة العامة وتخويف المواطنين وظهور مجاميع مسلحة متمردة تقوم بتنفيذ اعتداءات غادرة على أفراد الأمن والقوات المسلحة وعلى المواطنين الأبرياء والممتلكات العامة والخاصة في محاولة يائسة منها لإضعاف سلطة الدولة الأمنية .
كما استعرض التحديات الاجتماعية والإنسانية والثقافية وكذا التحديات الاقتصادية وأثرها على أداء الجهاز الحكومي والخدمي والرقابي , مشيرا إلى أن تعز خسرت الكثير من المشاريع الإستراتيجية التي كان مقرر تنفيذها حاليا بشكل جدي كمشروع التحلية وتطوير مطار تعز والمشروع الإقليمي لتصدير وإعادة تصدير الماشية والمحجر الطبي ومشروع مدينة الصالح السكني ومشروع المستشفى الجامعي ومشروع إنشاء كلية الطب ومشروع المدينة الرياضية بالحوبان بالإضافة إلى مشروع بناء كليتين للمجتمع و8 معاهد فنية وكذا مشروع المدينة الطبية .
وطرح صلاح نقاط مثلى لكيفية مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها من خلال إعادة الأمن والسكينة العامة إلى تعز ورفع المظاهر المسلحة من الشوارع والمكاتب الحكومية والتخلي عن سياسة العصبية والتعصب وجعل مصلحة الوطن والمحافظة فوق كل المصالح الحزبية والشخصية , بالإضافة إلى إحالة المتورطين بأعمال التخريب والفوضى إلى القضاء وتعويض المتضررين ورصد الانتهاكات أولاً بأول والجلوس إلى طاولة الحوار وفرض هيبة الجولة ومعالجة المشاكل الخدمية بأسرع وقت .
وفي الورقة الثالثة استعرض الزميل منصور زاهر رئيس تحرير موقع اليمن السعيد الإخباري الإعلام ودوره في التعاطي مع الأزمة السياسة " تعز .. أنموذجاً ", وقال بأنه وعقب انتخابات 2006 تأكد للتحالف ( القبلي ـ الديني ـ العسكري) استحالة الوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع خصوصاً أنه حشد لحملته كل قواه وتحالفه مع التيارات السياسية لأحزاب اللقاء المشترك ولذلك قررت قيادات التحالف الانتقال إلى الخطة الثانية للاستيلاء على السلطة عبر عدة مراحل أولاها الإعداد والتهيئة الإعلامية للانقلاب على السلطة , وأضاف بأن في هذه المرحلة أيقنت كل القوى السياسية استحالة الانقلاب العسكري في ضل تعاظم القوات المسلحة وتجذر الممارسة الديمقراطية فاختارت الثورات الشعبية كأداة لتحقيق ذلك مع إيجاد تحالف عسكري يوفر لها الدعم وهو ما كشف عنه موقع ويكيلكيس نقلا عن حميد الأحمر .
مؤكدا بأن تلك القوى عملت إعلامياً على تحقيق ذلك من خلال 3 محاور , محور الصحافة المقروءة حيث أصدرت أكثر من 10 صحف بغطاء مستقل ولم تكتف بصحفها الرسمية الصادرة عن أحزاب المعارضة وعملت من خلال ذلك على تشجيع أعمال لأعنف والفوضى والتخريب وإثارة الخلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة وتأليب الرأي العام والدولي ضد السلطة والتركيز على مهاجمة شخص الرئيس علي عبد الله صالح وصورته المتسبب في كل المشاكل بالبلد .
أما المحور الثاني والتي عملت من خلاله هذه القوى المواقع الالكترونية حيث أصدر أكثر من 20 موقع إخباري الكتروني إدراكا من هذه القوى بأهمية المواقع الالكترونية في معركتها القادمة كأداة إعلامية سريعة في نقل المعلومة , وأما المحور الثالث فيتمثل في القنوات الفضائية من خلال الدفع بعناصرها للعمل كمراسلين للقنوات الفضائية ونقل آراءها فقط بالإضافة إلى إنشاء قناة سهيل .
مستعرضاً بعض الشواهد الحية على كذب وتدليس تلك الوسائل الإعلامية في محافظة تعز ( خصوصا) ونقلها للمعلومة بطريقة كاذبة ومزيفة تنفيذا لمخططها ولتضليل الرأي العام والدولي وهو ما انعكس سلباً عليها وأفقدها مصداقيتها .
مؤكداً أن المعركة الحالية معركة إعلامية بامتياز وأن استمرار الأزمة السياسية الحالية عرت إعلامهم القائم على الكذب والتضليل , وأختتم حديثة : كان مؤمل من صحفي تعز التعامل مع الأحداث بمنهجية يرتبط بدورها الثقافي والتنويري وأن إعلام اليوم يتحمل جزء كبير من مسئولية ما آلت إليه الأوضاع حاليا كونه لم يتعاطى مع الحقائق بمنهجيه بل تعمد إلى إضاعة الحقيقة وتتويه الرأي العام والجهات القضائية .
وفي الورقة الرابعة والأخيرة والتي قدمها الدكتور أحمد مهيوب أحمد واستعرض فيها دور تعز في مواجهة التحديات على المستوى الإقليمي وكذا دورها في البناء السياسي والتنويري للدولة اليمنية .
حيث أكد بأن تعز رديف أساسي في كيان الدولة اليمنية قديما وحديثاً وأنها لعبت دوراً كبيراً وحضارياً في عملية البناء السياسية والتنموي عن طريق عنصرين هما عنصر المساحة وعنصر الإنسان .
وأضاف : من حيث المساحة فتعز تسيطر على الجهة الجنوبية الغربية لليمن وهي بذلك تشكل ترابطا مكانيا لكل المحافظات اليمنية , حيث واليمنيون انتقلوا من هذه المحافظة إلى كل مناطق العالم حيث كانت منطلقاً للتجارة من خلال ميناء المخا وللكثير من تجار اليمن إلى مختلف بقاع العالم ومن خلال هذا الميناء ومضيق باب المندب كان لليمنيين دور كبير في بناء الكيانات السياسية في الساحة الإفريقية.
مؤكدا بأن تعز تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الحياة السياسية على اليمن وذلك من خلال تواصلها مع العالم الخارجي عبر عملية الترابط والانسجام مع معظم دول المنطقة عبر الواجهة البحرية التي تحتلها هذه المحافظة , مشيرا إلى أن تعز تمثل أكبر تجمع سكاني فأبناءها لهم دور كبير في عملية الحركة السياسية وفي صنع القرار السياسي وقد اعتلوا أعلى الرتب في قمة هرم السلطة قديما وحديثاً وأنهم دعاة للتنمية والبناء لا دعاة للخراب والفوضى .
منوها بأن تعز تمثل نقطة إشعاع حضاري منذ القدم فكانت أول مدرسة علمية نضالية في تعز عام 1930 وأول بعثة أوربية زارت اليمن عام 1763 وصلت إلى مدينة تعز , وأضاف بأن أي ارتكاز تتعرض له تعز أو تغير فيها ينعكس أثره مباشرة على مستقبل اليمن بشكل عام وأن أبناء هذه المحافظة هم معاول بناء لا معاول هدم وتخريب .
وقد قدمت خلال الندوة قصيدة شعرية للشاعر المبدع للدكتور محمد صالح الريمي بعنوان " تعز ضوء اليمن ". وأثريت الندوة التي أدارها رئيس جامعة تعز الدكتور محمد عبد الله الصوفي بالعديد من المداخلات والآراء والمقترحات التي هدفت إلى تجنيب تعز الدمار وتحويل هويتها من مدينة العلم والثقافة والسلام إلى ساحة حرب وتصفيات لحسابات ضيقة .
وأدان المشاركون في الندوة كافة الأعمال الإرهابية التي تمارسها أحزاب اللقاء المشترك في عموم محافظات الجمهورية وتعز خصوصا , داعيين إياها إلى تغليب مصلحة الوطن والاستجابة لدعوة فخامة رئيس الجمهورية في العودة إلى الحوار وتجنيب اليمن الكوارث والمزيد من المعاناة للشعب اليمني كونه المخرج الوحيد لحل هذه الأزمة التي تعصف الوطن .
وفي نهاية الندوة رفع المشاركون برقية لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ـ تلاها الدكتور حسن حيدر ـ هنأوه فيها وكبار قادة الدولة بمناسبة شهر رمضان المبارك وبمناسبة تماثلهم للشفاء وخروجهم من المستشفى .
حضر الندوة نواب رئيس جامعة تعز الدكتور عبد الرحمن صبري والدكتور مهيوب البحيري وأمين عام جماعة تعز عبد الملك محرم والأمين العام المساعد للجامعة نائب رئيس فرع المؤتمر بالجامعة نبيل سلام الحمادي وعبد الرحمن الرميمة رئيس اللجنة الفنية بقيادة المؤتمر بالمحافظة وعدد من الأكاديميين المسئولين والشخصيات الاجتماعية والقيادات التنظيمية وممثلي منظمات المجتمع المدني وعدد من السياسيين والمثقفين