الكشف عن هوية إنتحاري عدن الحقيقة ومطالبات بإقالة "شلال" وداعش يطلق تهديد ناري ضد "عيدروس"
اخبار الساعة - وكالات بتاريخ: 12-12-2016 | 8 سنوات مضت
القراءات : (13942) قراءة
شيع المئات من الموطنين، في مديرية المحفد بمحافظة أبين، جثامين عدد من القتلى الذين قضوا في التفجير الإنتحاري، الذي استهدف تجمعاً لمجندين في معسكر الصولبان بعدن، يوم أمس الأول. وشهدت عدد من قرى المحفد، صباح الأحد، مراسم تشييع لأكثر من 11 شاباً من ضحايا تفجير الصولبان، وسط حزن كبير خيّم على المديرية التي ينتمي إليها معظم ضحايا الحادث.
وبحسب آخر إحصائية أعلنها مدير مكتب الصحة في عدن، عبد الناصر الوالي، فقد بلغ عدد ضحايا التفجير 48 قتيلاً و31 جريحاً. وبعث محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، من جانبه، برقية عزاء ومواساة لأسر الضحايا، متوعداً بـ”حرب مفتوحة ضد الإرهاب لا سقوف لها وبلا خطوط حمراء”. رسالة لا يبدو القيادي في تنظيم “الدولة الإسلامية”، أبو الحسن، مستخفاً بها، إلا أن الرجل يصف الزبيدي، في تصريح إلى “العربي”، بأنه “عدو وضع قدمه في الجراب الخاطئ”، مهدداً إياه بأنه “لن يفلت منا حيثما ولى وجهه اليوم أو غداً”.
هوية الإنتحاري
وادعت ناشطة من الحراك الجنوبي بأن الإنتحاري الذي فجر نفسه وسط عشرات الجنود، عصر أمس الأول، أمام معسكر الصولبان، “يُدعى ع. س. المرفدي، وهو من أبناء عدن”، موضحة أن “نجله لقي مصرعه قبل شهور بصاروخ أطلقته طائرة تابعة للتحالف العربي على منزله في حي البريقا غرب عدن، حيث كان هو خارج المدينة”.
ونشر تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي تبنى سريعاً العملية، صورة منفذها، قائلاً إنه يدعى “أبو سعد العدني”. وكان التنظيم قد حذّر، في بيان نشره قبل شهور، الشباب من أبناء الجنوب من الإنخراط في صفوف الأمن أو الجيش الموالي للرئيس هادي.
وتفيد معلومات، حصل عليها “العربي”، بأن “منفذ العملية جاء من خارج مدينة عدن على متن سيارة بيضاء اللون، كانت تسير خلف موكب الجنود التابعين للواء 111، القادمين من محافظة أبين بغية استكمال إجراءات ترقيمهم واستلام مرتباتهم”.
إلا أن وزير الزراعة، رئيس اللجنة المكلّفة بصرف مرتبات الداخلية والدفاع، أحمد الميسري، نفى أن يكون تجمّع جنود المحفد بهدف صرف مرتبات، مشيراً الى أن اللجنة التي يرأسها “لم تبدأ بعد عملية الصرف”. ودعا الميسري، في بيان حصل “العربي” على نسخة منه، إلى “عدم الإستجابة لأي دعوات للتجمع في أي مكان بحجّة صرف الأجور، التي سيُعلن عنها في القريب العاجل”.
وفي هذا الإطار، يدور حديث عن خلافات بين قيادات السلطة المحلية في عدن وبين وزراء حكومة الرئيس هادي، بشأن آلية صرف الرواتب وعدد مستحقيها.
وتفيد المصادر باستثناء القوة التابعة لمدير أمن عدن، شلال علي شائع، من كشوفات المستحقين، موضحة أن رئيس لجنة صرف الرواتب، وزير الداخلية، حسين عرب، يعتمد كشوفات المنتسبين لوزارة الداخلية المسجلين في الدولة، والتي تضم أسماء من عدن ولحج وأبين والضالع وتعز، إلا أنها لا تشمل أسماء أفراد القوة التابعة لشلال.
توعد
مطالبات بإقالة وزير الداخلية ومدير أمن عدن على خلفية تفجير الصولبان
إلى ذلك، أكدت إدارة أمن محافظة عدن، في أعقاب تفجير الصولبان، أن “الحرب مع الإرهاب مفتوحة ولن تنتهي”، منبهة إلى “احتمالية وقوع هجمات بعمليات انتحارية أمر وارد”، جازمة في الوقت نفسه بـ”ضعف التنظيمات الإرهابية وشلّ قدرتها على تنفيذ أعمال تخريبية كتلك التي كانت تقوم بها قبل عام”.
وكشف عبد الرحمن النقيب، المتحدّث باسم إدارة أمن عدن، أن “الإنتحاري جاء من خارج عدن وفجّر نفسه في الضواحي الشمالية للمدينة، تحديداً في حي العريش”، مستدركا بأن “ذلك لا يعني التنصّل من المسؤولية على الإطلاق، لكن نشاط التنظيمات المسلّحة في عدن جرى إضعافه بشكل كبير واعتقال عناصر وقيادات تلك التنظيمات وتفكيك خلاياها”. وقال النقيب إن “الحرب الدولية على الإرهاب مستمرّة، واحتمال الإختراق وارد كما يحدث في أقوى دول العالم أمنيّاً، وسننتصر بإذن الله بمساندة التحالف العربي”.
إنتقادات
إلا أن كلام إدارة أمن عدن لم يطمئن نشطاء سرعان ما طالبوا بتشكيل لجان تحقيق من شخصيات مشهود لها بالنزاهة في العملية الإنتحارية التي وقعت أمس. وفي هذا السياق، دعا الإعلامي، فتحي بن لزرق، إلى “التحقيق مع من أمر بجمع مئات من العسكريين أمام معسكر الصولبان دون حماية، وتقديم المتورطين بهذه الكارثة للعدالة”. ورأى بن لزرق أنه “يجب على الناس رفع أصواتهم للتوقف عن العبث بأرواح أبناء البلاد، ولو كانت هذه المجازر تحدث في أغنام لاستقال الوزير والرئيس ورئيس الوزراء، ولكنها تحدث في عدن حيث لا بواكي لهم”.
وأشار نوفل القمصي، من جهته، إلى أن “الجنود الجنوبيين في خطر وتهدر دماؤهم والشرعية والتحالف كأن الأمر لا يعنيهم”، فيما شدد الصحافي، عبد الجبار على ضرورة “أن ينتهي هذا الإنفلات الأمني في عدن، وأولى خطواته إقالة شلال”. واعتبر أنيس منصور، بدوره، أنهم “يكذبون علينا أن عدن آمنة رغم التحذيرات، وما زالت خلايا الإرهاب تعبث بأمن واستقرار عدن بشكل دام مؤلم”، مضيفاً أن “هناك فشلاً أمنياً يتطلب تغيرات أمنية استخباراتية بقرارات جمهورية”.
وكتب الأديب، حسين السقاف، أن “لو “أن لوزير الداخلية ذرة كرامة لكان استقال”، في حين اعتبر الناشط، فهد التميمي، التفجير “رسالة لكل من يطالب براتبه، اختار راتبك أو حياتك”. ورأى عبد الله بن هرهرة، من جانبه، أنه “للأسف الشديد، القيادات في المقاومة الجنوبية، وخاصة معسكر الصولبان، لا يصلحون حتى لقيادة زريبة أغنام فما بالك بالمعسكرات”، متسائلاً “متى يتعلم الأغبياء أن العدو في صنعاء يتربص بهم في كل زاوية وشارع، وأن الشرعية وصنعاء تريد إفراغ الجنوب من الجنود من أجل المعركة القادمة”، مطالباً دولة الإمارات بـ”إعطائهم دورات تعليمية في الحس الأمني”.
وبرزت في كتابات نشطاء آخرين، دعوات إلى منع خطباء “الإصلاح” من اعتلاء منابر المساجد في عدن، وتقديم “الإرهابيين” إلى المحاكمة.