ماذا يريد الشعب من حكومة الوفاق الوطني
اخبار الساعة - السفير / د. علي عبد القوي الغفاري بتاريخ: 29-11-2011 | 13 سنوات مضت
القراءات : (3275) قراءة
لا أعتقد أن الثورة الشبابية السلمية التي اندلعت في اليمن تعد من الثورات العربية التي حققت النجاح المطلوب لاسيما أن تضحيات شباب الثورة على امتداد الساحات اليمنية لا نريد أن تذهب سدى " وكأنك يا بوزيد ما غزيت " وإذا كان المجلس الوطني لقوى الثورة يقود اليوم مسئولية الوفاء بالتعهدات , فإن على رئيس حكومة الوفاق المكلف أن يكون على مستوى المسؤولية ، أذ أن المرحلة التي مرت بها البلاد والعباد على امتداد العام الحالي تتطلب من الحكومة الجديدة أن تدرك أن شباب ثورة التغيير لم ولن يبرحوا الساحات دون تحقيق أهدافهم التي لأجلها إعتصموا وافترشوا تراب الوطن ونالوا الشهادة في سبيل تحقيق أهداف ومبادئ الثورة اليمنية من خلال الأتي :
-
القضاء على الفساد بكل أشكاله وصوره.
- بناء دولة مدنية حديثة أساسها النظام والقانون والمواطنة المتساوية.
- ترسيخ مبادئ وأهداف ثورة الشباب.
- حشد كل الجهود والطاقات لإعادة الخدمات الأساسية للمواطنين من مياه الشرب والغاز والتيار الكهربائي ونظافة الشوارع والحد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاستهلاكية.
- تغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الفردية والمناطقية .
- محاربة الرشوة ووضع قانون يجرم من يشجع هذه الظاهرة.
- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
- المحافظة على الوحدة الوطنية وكذا وحدة اليمن واستقراره.
- مساءلة ومحاسبة كبار موظفي الدولة الذين اثروا بطرق غير مشروعة على حساب المشاريع التي كانت مخصصة لبناء الوطن.
- تعاون حكومة الوفاق مع نائب رئيس الجمهورية في إزالة كافة مظاهر التسلح والتمترس الموجودة بشوارع العاصمة والمحافظات .
- أن تعمل الحكومة وفق توجيهات نائب رئيس الجمهورية على الوقف الفوري لاستخدام الأسلحة النارية والإمتناع عن ارتكاب أعمال العنف التي تودي إلى ردود أفعال لا تخدم الوطن بل تؤدي إلى مزيد من سفك الدماء البريئة .
- إذا كان قرار مجلس الأمن 2014 قد أفصح في بنوده إلى انه مصالحة سياسية بين الطرفين, فإن من الواجب تنفيذ كافة بنوده حرفا حرفا واحترام الجدول الزمني , بما يخدم تطلعات وأهداف ثورة التغيير، لأن قرار مجلس الأمن لم يصدر إلا لأن الثورة قامت في اليمن وتعاطف المجتمع الدولي معها ، وعلى الجميع كما ذكر وزير الخارجية د. القربي أن الدولة ستتعامل مع القرار بشكل ايجابي , وبالتالي ها هي رئاسة الحكومة اليوم يقودها المجلس الوطني لقوى الثورة فالمطلوب اليوم تغليب مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الحزبية والفردية ، وحكومة الوفاق الوطني هي حكومة الشعب كل الشعب ، كما أن نائب رئيس الجمهورية سواء خلال الثلاثة الأشهر القادمة أو عندما يتولى الرئاسة بالتوافق سيكون رئيسا للجمهورية اليمنية وليس أمينا عاماً للمؤتمر الشعبي العام .
-الأمل كبير في أن الشخصيات التي من المزمع أن تتسلم حقائب وزارية أنها شخصيات مشهود لها بالنزاهة وعفة اليد .
- وإذا كان القرار الأممي قد اغفل مطالب الشباب في التغيير الهادف إلى محاسبة ومعاقبة من ارتكبوا الكثير من الأخطاء واثروا بل نهبوا كافة المعونات والمساعدات وتاجروا بثروات الوطن , فان عدم تحقيق مطالبهم الشبابية قد يؤدي باستمرار الثورة والعودة إلى الساحات كما حصل مع ثورة 25 يناير المصرية.
إن المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية قد أسعده تصريحات سفراء و وزراء دول مجلس التعاون الخليجي والإتحاد الأوروبي ونائبة وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة كاثرين براغ التي استقبلها الدكتور القربي وزير الخارجية يوم الثلاثاء 29/ 11 والتي أعلنت أن الأمم المتحدة بصدد أطلاق خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2012 فالأمل كبير في أن المسئولين في الدولة وخاصة في الوزارات والمؤسسات المعنية ستتعامل مع المساعدات الإنسانية وغيرها من المساعدات التي ستقدمها المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ستتعامل مع هذه المساعدات وفق خطط مدروسة أساسها التوزيع العادل وبناء ما دمرته الحرب , بل أن من الحكمة أن لا تغفل الحكومة أن يكون في مقدمة برنامجها هو التوزيع العادل لثروة البلاد وهي ثروات كثيرة إذا ما استغلت الاستغلال الأمثل ورافقها التوزيع العادل .
- يأمل المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية طالما وحكومة الوفاق الوطني سيعلن عنها قريبا أن يعمل الجميع كفريق واحد بهدف تنفيذ قرار مجلس الأمن واّليته التنفيذية بحيث تضع هذه الحكومة حدا لنزيف الدم اليمني , كما يلزمها وضع حد لنزيف خزينة الدولة , وان تلبي الدولة والحكومة مطالب الشباب المشروعة من خلال التغيير البناء والسريع الذي ينهي مظاهر مخلفات وموروثات الماضي وبدء مرحلة جديدة لبناء يمن جديد تسوده الحرية والعدالة والمساواة .
اقرأ ايضا: