وزير الخارجية الامريكي بتصريح جديد يستعطف فيه جماعة الاخوان المسلمين وتصنيفهم كإرهابيين
قال وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» إن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم بأكمله على لائحة الإرهاب سيعقد الأمور، موضحا أن الإخوان الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين تم تقسيمهم إلى مجموعات عدة، وأن جزءا منهم يحتلون مواقع رسمية في بلدانهم.
وفي شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي اليوم الأربعاء، قال «تيلرسون» إن الإخوان المسلمين الذين يبلغ عددهم نحو 5 ملايين تم تقسيمهم إلى مجموعات داخلية فيما بينهم، وإن عددا من منظماتهم مستمرة بارتكاب العنف والإرهاب وتم تصنيفها على لائحة الإرهاب.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن عددا من كبار قيادات الإخوان أصبحوا مسؤولين في حكوماتهم، وأورد أمثلة على ذلك بعض النواب وأعضاء الحكومة في البحرين، وكذلك أعضاء في الحكومة التركية.
واستنتج «تيلرسون» من ذلك أن تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم بأكمله على لائحة الإرهاب سوف يضيف تعقيدات لاحقا على حكومات مثل البحرين وحكومات أخرى تعترف بالإخوان ولديهم تمثيل فيها.
وأضاف «هؤلاء الأفراد يشجبون الإرهاب، لذا فإن النظر إلى الإخوان كمنظمة واحدة ومتكاملة وتصنيفهم بناء على ذلك سوف يعقد الأمور. بإمكاني القول لكم إننا نراقبهم ونعيد النظر بهذه القضية على الدوام، لأن دولا أخرى تفتح هذا الموضوع معنا».
وفي مارس/آذار الماضي، قال مسؤولون أمريكيون قريبون من نقاش محتدم داخل إدارة «دونالد ترامب» بشأن وضع جماعة الإخوان المسلمين إن الأخير جمد أمراً تنفيذياً كان يعتزم إصداره، ويصنف تلك الجماعة كـ«منظمة إرهابية».
وأوضح هؤلاء المسؤولون أن الإدارة الأمريكية تراجعت، الشهر الماضي، عن خطة لتصنيف جماعة الإخوان كـ«منظمة إرهابية»، بعد أن أوصت مذكرة داخلية لوزارة الخارجية بعدم الإقدام على تلك الخطوة.
«بنية متراصة»
وعللت المذكرة ذلك التوصية على هذا النحو بأن جماعة الإخوان ذات «بنية متراصة»، ولها «حضور واسع في منطقة الشرق الأوسط».
وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن المذكرة «أوضحت أنه ليس هناك جماعة واحدة يمكن أن يُطلق عليها اسم جماعة الإخوان المسلمين».
وأضاف المسؤول أنه «في حين ترتبط جماعة الإخوان بعلاقات حسنة النية بمجموعات إرهابية (ووفق ادعائه) مثل حماس، فإن أنشطتها السياسية الشرعية من شأنها أن تُعقد من عملية تصنيفها كجماعة إرهابية».
وتنخرط أحزاب وقوي سياسية محسوبة على «جماعة الإخوان بشكل فاعل في العملية الديمقراطية في عدة دول منها الأردن والمغرب وتونس، إلى جانب العديد من الدول الأخرى ذات الغالبية المسلمة.
ورغم ذلك، لا يزال النقاش حول وضعية جماعة الإخوان محتدما في واشنطن حيث يدعي المتشددون في إدارة «ترامب» إن «إدارة الرئيس السابق باراك أوباما أخطأت لسنوات عندما فشلت في استهداف الإيديولوجية المتطرفة للجماعة، وأن الرئيس ترامب بات الآن يتحرك بشكل سيء خاصة أن أمامه فرصة لتصحيح الوضع السابق».
وفي عام 2012، شن «ترامب» هجوماً على جماعة الإخوان؛ حيث بث أكثر من عشرين تغريدة على «تويتر» تنتقد سياسة «أوباما» التي وصفها بـ«الودية» تجاه الجماعة.
واستخدم «ترامب» آنذاك تعبير «كارثة حقيقة»، تعليقاً على أنباء تسربت بشأن عزم إدارة «أوباما» تزويد مصر بـ20 مقاتلة من طراز «إف 16»، والتي كانت في ذلك الوقت تحت حكم الرئيس «محمد مرسي»، الذي ينتمي لجماعة الإخوان، قبل أن تنقلب عليه قيادات من الجيش في 3 يوليو/تموز 2013.
Follow