اخبار الساعة

اللواء عبيد: اللجنة العسكرية لا تقود الجيش وإنما مهمتها اعادة هيكلة المؤسسة الأمنية والعسكرية على أسس صحيحة، والجميع متعاون معها لايجاد الحل

اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 29-12-2011 | 13 سنوات مضت القراءات : (3929) قراءة

حين أعلن عن تشكيل اللجنة العسكرية المنصوص عليها في المبادرة الخليجية بعد جدل طويل شعر المهتمون بالشأن اليمني بأنهم قد قطعوا شوطا باتجاه حل سياسي يحقق لليمنيين مطلبهم في التغيير ويجنب البلاد مخاطر الانزلاق نحو صراع قد لا ينتهي سريعا، لكن انجازاتها تمر ببطء شديد يجعل المتابعين يفقدون املهم في التعويل كثيرا على قدرتها على انجاز المهمة المنوطة بها.


بدأت اللجنة الاسبوع الماضي بإزالة المتارس والنقاط العسكرية من شوارع العاصمة صنعاء وتعز واعادة القوات المنتشرة في الشوارع الى ثكناتها لكن حتى هذه المهمة لم تكملها فما تزال مناطق في العاصمة مثل الحصبة تغص بالمتارس..


في هذا الحوار الذي أجراه الزميل علي الفقيه لقناة يمن شباب الفضائية الجمعة الماضية وبثته مساء الاثنين يشرح اللواء الركن علي سعيد عبيد نائب رئيس هيئة الأركان والناطق الرسمي باسم اللجنة العسكرية ما أنجزته اللجنة من مهمتها والصعوبات التي تعترضها ومدى قدرة اللجنة على التعامل مع ملف المؤسسة الأمنية والعسكرية وبنائها على أسس وطنية.

 

- ما الذي أنجزته اللجنة خلال ثلاثة أسابيع مضت من عمرها؟
أولا الفترة ليست ثلاثة أسابيع وإنما بدأت اللجنة بعملها منذ أسبوع والسبت الماضي هو اليوم الأول الذي أُعطي للجنة لإزالة العوائق الموجودة في العاصمة صنعاء ضمن خطة مزمنة وحددت في هذه الخطة الأوضاع التي من الممكن أن تقوم بتنفيذهااللجنة..كان أمام اللجنة أسبوع منذ بداية عملها بتاريخ 17/12كان أول عمل في الخطة سحب الوحدات التي انتشرت في العاصمة من كل الأطرف وإزالة كل العوائق والمتارس وبالذات من شارع الدائري الذي يبدأ من جولة المرور وشارع خولان إلى جولة عمران..وكذلك الستين من جولة عمران إلى جولة المصباحي..هذه المهمة أنجزت في يوم واحد نتيجة لتفاعل القادة ايجابياً مع التوجيهات وبالذات الحرس الجمهوري والفرقة الذين تجاوبوا تماماً لأنهم يحتلون هذه الأماكن التي أشرت إليها، وفي ثاني يوم أزلنا الكثير من العوائق والمتارس الموجودة في شارع الزبيري بما فيها المتاريس التي كانت موجودة أمام شركة سبأفون.. الشركة نفسها استقدمت عمال وأزالت كل ماكان أمامها.


- لكن لا يزال هناك الكثير من المتاريس في بعض المناطق مثل هائل والحصبة؟
أنا أصل إليها وأغلب شارع الزبيري مفتوح تماما من جولة عصر إلى التحرير ولا توجد فيه أية عوائق.. فيما يتعلق بهائل اللجنة بكافة قوامها تحركت إلى هائل على رأسها وزير الدفاع والداخلية وأزلنا كافة المتاريس ولم يبق إلا البعض في الشوارع الفرعية، كانت عندنا مشكلة بسيطة، كان هناك متاريس تبع الفرقة وكان في عمارات يقول الطرف الآخر أن فيها قناصين ولهذا تأجل الموضوع إلى اليوم الثاني واليوم الثاني تم إزالتها..


باقي الأيام استمرينا من جديد بالتعقيب على كل الأماكن التي تم إزالة المتاريس منها فوجدنا الأمور على ماهي عليه والأربعاء الماضي قامت اللجنة بكل اعضائها بجولة إلى وزارة الداخلية وهناك حضرت كل القيادات الأمنية والوزراء والوكلاء جميعهم وتحدثنا حول الحصبة، وقبل أن نتجه إلى الحصبة كان معنا لقاء مع الشيخ صادق الأحمر وتحدثنا حول تطبيع الوضع في الحصبة، وأبدى الشيخ الأحمر استعداده في هذا الجانب مع بعض الملاحظات التي طرحها - لا نقول شروط وإنما ملاحظات- لا بد من تنفيذها كمقدمة لإزالة العوائق في الحصبة.


- ما هي هذه الملاحظات أو الشروط التي طرحها الشيخ الأحمر؟
طلب تبادل السجناء أو المخطوفين كما يسمونهم خلال الأزمة من كل الأطراف الذين ألقي القبض عليهم من الطرفين وطالب بإزالة أي مسلحين موالين لأطراف أخرى من محيط منزله..


والمسألة تدرس حتى الان من قبل اللجنة، وكما قلت الأربعاء كانت زيارة كاملة للحصبة بما فيها شرطة النجدة القريبة من منزل الشيخ، كان كل شيء على مايرام ثم أخذنا جولة على الستين وصولاً إلى أمام بيت النائب.


الذي سرنا جدا تفاعل المواطنين، كانوا يمرحون ويرقصون لما تقوم به اللجنة من أعمال..


- نعود الى مطلب الأحمر في نقطة تبادل الأسرى هل لمستم استجابة من الطرف الآخر أو تقبل لهذا المطلب حتى تتمكنوا من تطبيع الأوضاع في الحصبة؟
الشيخ طرح كلام منطقي.. هو يقول أنا أريد الأمن والاستقرار، كيف أأمن إذا كان هناك مسلحين بالقرب مني أو في عمارات حول منزلي، يقول: أزيلوا هذا والذي تطلبوه منا ننفذه ولا تتركوا إلا حراستي في منزلي أو في باب البيت أو في محيط البيت، وأبدى استعداده في هذا الجانب واللجنة تدرس هذه المسائل وسنزيل هذه العوائق في الحصبة مهما طال الوقت أو قصر.


- تبدو متفائلاً هل فعلا يأتي هذا التفاؤل من أنكم لمستم لدى الاطراف التي تتعاملون معها استعداد للتعاون وأن هناك نوع من الثقة؟
اللجنة تم اختيارها بعناية فائقة جداً ,,اللجنة تعمل كفريق واحد.. ونحن نعمل تقريبا من مايقارب الأسبوع ولا ندري هذا يمثل من، وهذا يمثل من، الأربعة عشر شخصاً. كلنا فريق واحد.


- يعني تريد أن تقول بأن هناك انسجام وتناغم كامل داخل اللجنة العسكرية؟
انسجام بكل المقاييس بالنسبة للجنة، ولايوجد أبداً أي آراء مخالفة كلنا نمشي في اتجاه واحد..


- وهل تشعر بأن هذا التناغم الانسجام يعطى اللجنة ثقة في قدرتها على حلحلة الأمور وإنجاز مهمتها؟
طبعاً..طبعاً.. احنا نشتغل بروح الفريق الواحد، إذا كانت اللجنة تضم ناس يمثلون المعارضة على سبيل المثال، فعندما يكونون موجودين معنا يسهل ازالة متاريس من المعارضة في مكان معين أو من الأجهزة الأمنية فيها ممثلون للأجهزة الأمنية والامور تسير. لم تكن أمامنا صعوبات تذكر بصراحة، عدا أن الوقت يمشي بسرعة.


(الأربعاء) الماضي أصدرت اللجنة قراراً بإخلاء المدارس في أمانة العاصمة كاملة من المسلحين، ومن لم يخليها ستتخذ الأجهزة الأمنية إجراءا تها القانونية.. اليوم الثاني تم تنفيذ القرار وأخليت المدارس من الميليشيات المسلحة، سواء كانت تتبع الحزب الحاكم أو تتبع المعارضة وتم هذا الإخلاء بعد ان اعلنا هذا القرار في وسائل الإعلام.


- ولكن سيادة اللواء نحن حين نسير في الشوارع نشاهد أن المتارس والنقاط التي أزالتها اللجنة تختفي نهارا وتعود مع حلول المساء؟ ونشاهد نقاط تتواجد في أماكن معينة ووجود لأفراد أمن وأفراد جيش في الأماكن التي أزيلت منها المتارس، مما يجعلنا نشعر بعدم الاطمئنان وحالة الترقب؟
على كل حال.. إذا كان معنا الآن ساحة التغيير.. رغم مايجري الآن من إجراءات وتوقيع المبادرة الخليجية وانتقلنا إلى التنفيذ إلا أنني لا أعرف لماذا لا يزال الشباب وغير الشباب موجودين في ساحة التغيير، ولا يزالوا يصلون الجمعة في الستين، في الوقت الذي تسير فيه الأمور بحسب الاتفاق وموقعين عليه الكل، لا أدري ماذا تعني هذه! الشباب يقولون بأنهم لا علاقة لهم بالمبادرة الخليجية ولاعلاقة لهم بالاتفاق في اللجنة العسكرية، فليكن الشباب هم الشباب الذي نعرفهم، ولكن فيهم شيوخ، أنا أستغرب هذا في الوقت الذي تمشي فيه الأمور على مايرام.


- لكن مايزال الشباب أو من انضم لثورتهم يعتقدون بأن لهم مطالب لم تنفذ بعد؟
مطالب الشباب مشروعة ولابد للحكومة أن تفكر في هذا، وهناك في إطار المبادرة مادة تقول لابد من مؤتمر (حوار وطني) يضم كل الأطراف في اليمن ومن ضمنها الشباب.. لتتفهم ماذا يريد الشباب، لن تغفل أبداً متطلبات الشباب.


- حتى لو كانت مطالبهم محاكمة رموز النظام المتهمين بقتل المتظاهرين؟
هذه مسألة قانونية ولا علاقة لنا نحن بها كلجنة عسكرية، محاكمة أو مافي محاكمة هناك قوانين دولية، والمبادرة حددت كيف يتعاملون في هذا,, دولياً لدينا مراقبين دوليين في هذا الجانب وفي حقوق انسان.. إن كانت الضمانات تضم جانب حقوق الانسان وإن كانت لا تضم فهذا شيء آخر.


- وبقاء الشباب في الساحات ربما يكون لهذا الغرض لضمان محاكمة المتهمين؟
أنا لا أحدثك عن الشباب.. الشباب حتى حددوا لهم في القانون مساحة مائتين وخمسين متر وأن لا يقوموا بأي عمل شغب، ولكن القضية مش شباب, والشباب لا بد من حوار معهم كما نصت المبادرة.. والنظر إلى مطالبهم وحل قضاياهم والكثير منهم ينتمون إلى الأحزاب، ولكن كما قلت الشيوخ موجودين.


- في الأخير هم جزء من هذه الثورة؟
هم جزء من الثورة. جزء مهم، وضحوا تضيحات لا تغفلها الحكومة، واعتقد أن الشباب سيكون لهم شأن كبير.


- أريد أن أعود إلى سؤالي الذي طرحته عليك : عن عودة الأمن أو الجيش إلى الأماكن التي أزيلت منها المتارس والنقاط ليلاً، نلاحظ أنهم يعودون في المساء هل يعني هذا أن هناك حالة من عدم الثقة؟
أنت في رأيك هؤلاء الذين يعودون في الليل إيش بيعملوا على سبيل المثال.. في نظام مثلاً المتارس الآن ذي أخليت لازم تخرج الناس إن كانوا من الجيش المنشق أو كان من الأجهزة الأمنية أو الحرس الجمهوري أو إلخ.. هؤلاء لا بد من أجهزة أمنية تحل بدلهم.. قبل أن تحدث الأزمة كان هناك نقاط وهناك حزام أمني على العاصمة صنعاء، ومحدد من يكون فيه من الأجهزة الأمنية,وجولات فيها رشاش وفيها ثلاثة أو أربعة جنود، هذه محددة من قبل ضمن الخطة الأمنية.. وعندما نخرج القوات التي احتلت هذه الاماكن وتمركزت أو تمترست فيها أن فلا بد أن تحل الأجهزة الأمنية التي كانت من سابق.


- ماذا بشأن الخروقات وحوادث قصف وإطلاق النار من قبل قوات الحرس الجمهوري،نحن نتابع بلاغات بشكل شبه يومي من أرحب وبني الحارث ونهم عن اعتداءات وقصف بشكل متكرر منذ بدء اللجنة عملها، هل تصلكم هذه البلاغات ؟
هذه البلاغات تصلنا أولا بأول ونحن ندرسها باستمرار ونبعث مراقبين إلى هذه المناطق، ولدينا حوالي خمسة مراقبين محايدين لا علاقة لهم بهذا الطرف أو ذاك، يراقبون ما يحدث في أرحب وفي نهم وفي المواقع التي تتمركز فيها وحدات من الحرس الجمهوري.


لكن هناك أشخاص لا ينتمون للحرس الجمهوري ويتمركزون في المرتفعات بالقرب من وحدات الحرس، ويطلقون النار على هذه الوحدات، ومن الطبيعي أن يتم الرد على ذلك.. والخسائر قليلة.. قتيل أو..

 

- (مقاطعاً) هل تريد القول أن هناك طرف ثالث يحاول اشعال النار؟
هؤلاء يصطادون في المياه العكرة، يقوم بعض المشائخ بدعمهم بإمكانيات كبيرة، ومصاريف مالية، وعندما يسمع رجال القبائل، ذلك يقومون بعدها بالتمترس وممارسة ذات الفعل.. للحصول على تلك الإمكانيات..


- ألا تعتقد أن تلك الخروقات المتكررة والتي قلت أن نتائجها قد لا تكون كبيرة ستؤثر على محاولة اللجنة انهاء المواجهات واحلال السلام؟

تلك الخروقات لا تقدم ولا تؤخر، نحن مستمرون في العمل على إزالة التوتر وخروج المسلحين.. لدينا حزام أمني على الجمهورية من قبل1 يناير 2011م، وما تفسير وجود موقع معسكر الفرقة الأولى مدرع في الستين، هل بالحرب! قبل هذا الوضع كانت صنعاء مقسمة إلى أحزمة وأماكن لحالات طارئة محتملة، ولمواجهة أية أزمة خارجية أو حتى داخلية، وكل وحدة لها موقع، فمثلاً الفرقة نطاق تواجدها من بيت النائب حتى جولة عمران، ولهذا انتشروا في الأزمة في نطاقهم الطبيعي، ومثلها قوات الحرس الجمهوري حسب الخطط والحزام الأمني، وكذلك تم إضافة أجهزة أمنية أخرى، وهي لا تعبر عن تقدم لخطوط الآخر، ومع ذلك حصل تداخل أثناء الأزمة، وكذلك وجود مسلحين من خارج العاصمة هو ما أحدث الخروقات والمشاكل، لكننا جادون على حل ذلك، ولا نسمح بحدوثها، وفي حالة عجزنا لدينا أجهزة أمنية والدولة قائمة ونائب رئيس الجمهورية موجود ولديه كامل الصلاحيات.. إذا وصلنا إلى طريق مسدود سنستخدم ما يمنحنا حق استخدامه النظام والقانون.


- نود أن تعطينا صورة عن طريقة اتخاذ القرار في مداولة الأمور داخل اللجنة العسكرية، خاصة أنها مكونة من أربعة عشر عضو بالإضافة إلى نائب رئيس الجمهورية الذي هو رئيس اللجنة؟
- اللجنة تضم وزيرين.. وزير الدفاع والداخلية، حتى الآن لم نختلف على شيء ابداً.. نأخذ الأمر بالمنطق.. وكلنا نريد انفراج الأزمة، وتعود إلى ما كانت، كأننا فريق واحد، ونقطة القوة هي أن كل عضو في اللجنة لا يعرف لمن ينتمي، وأنا شخصيا لا أعرف تم اختياري في اللجنة كممثل لمن، صحيح أنا نائب رئيس أركان في وزارة الدفاع، لكنني لا أعلم لمن أنتمي.


- هل تم وضع جدول مزمن لمهام اللجنة على المدى البعيد؟
اللجنة ليست من مهامها فقط العمل على إزالة المتارس ولكن تتعدى الى هيكلة القوات المسلحة وهي مهمة ستأتي بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.


- لكن في فترة الشهرين المتبقية من المرحلة الانتقالية الأولى هل لديكم جدول لكل الأعمال التي ستنجزونها خلال هذه الفترة؟
المرحلة الاولى هي إخلاء المدن من المسلحين والوحدات العسكرية التي انتشرت أثناء الأزمة وعودتها إلى معسكراتها، والمسلحين إلى قراهم ومناطقهم، هذه هي المهمة الرسمية ففي تعز في حالة تشطيب في المدينة ولدينا لجنة فرعية هناك..


- لكن حتى في تعز هناك خروقات وتصفيات، فخلال الاسبوع الماضي قتل ثلاثة ضباط ويوم آخر قتل جنديان؟
اليمنيون يموتون حتى في حالة عدم وجود أزمة، هناك من لا يفهم إلا لغة السلاح، والجهود جارية، ونحن متفائلون أننا سنخرج البلاد من الأزمة.


- بمناسبة ذكرك لمدينة تعز، هل يمكن حدوث الهدوء في هذه المدينة، بينما يقول المواطنون بأن أسباب التوتر لا تزال موجودة والذين قادوا أعمال العنف ضد المتظاهرين لا يزالون في مواقعهم، وفي مقدمتهم مدير أمن المحافظة وقائد الحرس؟
أنا معك في هذا الكلام، نحن نتزاعل في أي مكان، لكن هناك لجنة مراقبة وهناك محافظ، الأن تعز أفضل من أمانة العاصمة، ولدينا بلاغ أخير عن تراجع كل الوحدات العسكرية، لم يتبق إلا بعض المسلحين الذين يتم إخلاؤهم من مكان وينتقلون إلى مكان آخر، وهناك جهود لإتمام العملية، أما الوحدات العسكرية فقد خرجت كلها ما عدا واحدة سيتم إزالتها خلال يوم أو يومين.


- بعد إزالة المظاهر المسلحة من الشوارع وإعادة القوات العسكرية إلى ثكناتها ماهي المهمة التالية للجنة؟
إذا أنهت المرحلة الأولى سنقوم بإعادة لحمة الجيش إذ هو مقسم حالياً، ويلزم أن تكون هناك قيادة موحدة تقود الجيش.. وهكذا بالنسبة للقوات الأمنية الأخرى.


- أعتقد أنها مهمة صعبة هل لديكم تصور كيف ستقومون بذلك؟
لو قامت اللجنة بعملها الصحيح لا أعتقد أنها ستكون صعبة.. يجب أن توجد أنظمة وقوانين للجيش، والدولة المدينة يجب أن توجد ذلك وتطبقه، والدستور يحيد الجيش عن الصراعات الحزبية، كالجيش المصري، وهناك جيوش لا تنتخب وتقتصر مهمتها فقط على حماية الصناديق، وتكون قيادتها صاحبة كفاءات وإخلاص، المشكلة عندنا أن كل من دخل وظيفة يريد أن يبقى فيها الى الأبد.


- (مقاطعا) والمشكلة الأكبر أن وراء ما حصل في اليمن من انشقاق في الجيش وصراع هي الطبيعة العائلية لقيادة الجيش؟
هذا أحد الأسباب، والصراعات أيضاً سببها أن الزعماء العرب كلهم لديهم هذه المشكلة، هم حرروا بلدانهم من الملوك والسلاطين و"طلعوا" أكثر من الملوك والسلاطين. فلو تداولوا القيادة بأوقات لا تتجاوز ثلاث سنوات أربع ثم تنتقل الى موقع آخر أو تتقاعد، أما في بلادنا من أخذ منصب يتأبد فيه وإذا مات يأتي بإبنه.


- هل اللجنة العسكرية قادرة على إزالة السيطرة العائلية على المؤسسات الأمنية والعسكرية؟
بايكون عندنا إصلاح الجيش وهيكلته وفق اختيار قياداته المهنية على أساس الكفاءة والنزاهة، لا تستطيع تأتي على وضع قائم وتجي تقول فلان عشان انه ابن فلان يغادر منصبه الآن، وأيضاً لا يكون هناك عدة وحدات أمنية وكل واحدة مستقلة عن الأخرى، لازم أن يكون الجيش واحد والأمن واحد، يقوده وزير الداخلية هو وحده من يوجه والباقيين يتلقون الأوامر، وهكذا بالنسبة للجيش يكون وزير الدفاع فقط هو من يوجه والقادة الآخرون ينفذون.


- بتشكيل اللجنة العسكرية يرى الكثير من المتابعين بأن اللجنة قد تمكنت أن تنقل سلطة الفرد إلى يد المؤسسة، هل ترى معي بأن اللجنة فعلاً قد جسدت هذه القيمة ما يعني تسليمها للقيادة من فرد إلى مؤسسة هي اللجنة العسكرية؟
نحن لا زلنا في البداية، لا نستعجل واللجنة العسكرية لا تقود الجيش وزير الدفاع هو من يقوده وكذلك الأمن...

 

- (مقاطعاً) لكنها بمثابة القائد الأعلى للقوات المسلحة..

لكن مهمتها تقوم بإصلاح الجيش من خلال وجود تلك القيادات وزير الدفاع والداخلية، فقط نتفق ما هو الجيش الذي نريده؟؟ ومواصفات من يقوده؟؟... وهذه العملية لا تدخل فيها اللجنة فقط، الانتخابات ستتم، وبعد السنتين التوافقية، ثم ستكون الانتخابات عامة، وستشكل الحكومة، وبعدها البرلمان، وقبل هذا لا بد أن يكون هناك دستور يحدد شكل النظام برلماني أم نظام رئاسي، والنظام البرلماني هو الأسلم لهذه المرحلة، حتى لا تتجمع كل السلطات في يد فرد واحد كما هو حاصل في كثير من البلدان العربية يفصل النظام على مقاسه. بينما النظام البرلماني لا يستطيع رئيس الحكومة أن يمرر اي قرار الا بعد أن يوافق عليه البرلمان.


- هل أنت مطمئن أن البلاد ماضية في طريق الأمن والاستقرار وأنه لن تحدث أي مواجهات كما يتخوف البعض؟
إذا عدنا للماضي فسنتشائم، لكن بعد ان مرينا بهذه التجربة العصيبة في هذا البلد اعتقد أنه إذا في وطنية عند الناس فسنمضي جميعاً نحو بناء البلاد ونسعى للتخلص من هذه المخاوف، وبناء الدولة التي نطمح لإيجادها.

المصدر : المصدر اونلاين
اقرأ ايضا: