طاهر مواطن يمني يكسر حاجز العادات والتقاليد والتمييز بين "القبائل والأخدام" ويتزوج بفريدة "المهمشة " القصة كاملة
اخبار الساعة بتاريخ: 14-09-2017 | 7 سنوات مضت
القراءات : (5043) قراءة
لايخفى على الجميع أن ظاهرة التمييز العنصري ضد المهمشين (الأخدام) منتشرة في اليمن بشكل أصبح من الصعب القضاء عليها.
إلا أن طاهر عبده احمد (35عام)، من فئة "القبائل"، وفريدة عبده محمد أحمد(22عام)، من فئة "الأخدام"، وهما من منطقة التربة في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، قررا تجاوز ظاهرة التمييز العنصري بعد قصة حب أصبحت حديث الجميع في المنطقة.
وكشفت مصادر مقربة من العروسين، أن قصة حب طاهر وفريدة استمرت ست سنوات، قبل أن يقررا تتويجها بالزواج، الأحد الماضي.
وقالت المصادر إن طاهر وفريدة عانيا كثيراً قبل أن يتخذا قرار الزواج، لأن نظرة التمييز العنصري ضد "الأخدام" (ذوي البشرة السوداء) منتشرة في المجتمع ومن الصعب تجاوزها.
من جهته قال شقيق فريدة، عبده محمد أحمد، الذي يعمل إسكافي، أنه رحب بطاهر عندما تقدم لخطبة شقيقته وتعاون معه في تيسير تكاليف الزواج.
وأكد أحمد أنه اشترط مبلغ 200ألف ريال يمني مهراً لشقيقته، لكنه عقد قرانهما رغم أن طاهر لم يدفع سوى 25ألف ريال حتى الآن، كما أنه اشترط مبلغ 100ألف ريال يمني مهراً مؤخراً لشقيقته، وهو المهر المتعارف عليه في المنطقة.
أما طاهر الذي يحمل شهادة دبلوم حاسوب، وهو عاطل عن العمل حالياً، فقال أنه انتظر فترة طويلة لحظة ارتباطه بحبيبته فريدة، مؤكداً أنه تقدم لخطبتها قبل ستة أشهر.
وأشار العريس طاهر إلى أنه لايهتم لما سيقوله الأهل والناس من حوله عنه، مضيفاً أنه يشعر بالسعادة لأنه تزوج بحبيبته فريدة.
وكشف طاهر عن الصعوبات التي واجهها عندما قرر الزواج من فريدة، حيث لم تتوقف عند نظرة المجتمع وحديث الناس عنه، بل أن أربعة أمناء شرعيين رفضوا ترسيم زواجهما رغم توفر كل الشروط الشرعية المتمثلة بولي الأمر والشاهدين والإيجاب والقبول.
من جهتها قالت فريدة محمد أحمد، والتي كانت تعيش مع شقيقها بعد وفاة والدها، أنها رفضت الكثير ممن تقدموا لخطبتها لأنها تحب طاهر، مؤكدة "قلبي رفض كل الخطاب واستقر على طاهر".
وأضافت العروس فريدة أنها أحبت طاهر لأنه عاملها باحترام كبير ولم ينتقص منها، حتى أنه منعها من التسول كما تفعل النساء المهمشات.
وأكدت أن طاهر يمتلك أخلاق نبيلة وكان يوفر لها احتياجاتها الضرورية، مشيرة إلى أنها واثقة أن طاهر لن يتخلى عنها لأنه يحبها كما أنها أيضاً تحبه.
وأضافت أن أهل طاهر اتهموه بالجنون عندما قرر الزواج بها، لكنه تجاهل كلام الجميع من حوله وكسر حاجز الخوف والتهميش وتزوج بها، مؤكدة أنها ستعيش معه في أي مكان وفي أي ظرف.
وتعد قصة حب طاهر وفريدة من القصص النادرة في المجتمع اليمني، إلا أنها تثبت أن القضاء على التمييز العنصري في اليمن ممكناً وليس كما يتصور الكثيرون.
اقرأ ايضا: