أحمد غراب: المحارب العظيم

الحروب في هذا البلد مباغتة مثل الرازم حق القات .
يعتقد البعض أنها حروب عبثية تندلع بمناسبة وبغير مناسبة مثل ذري البقل .
لكن ما يعتقدونه عبث قد يكتشفون لاحقاً أنه سياسة داخلية تتبع سياسة خارجية .
اليمن في وضع لا يسمح له سوى بمد يديه للإبرة المغذية .
والمسؤولون في حالة لا تسمح لهم سوى بالتفرج ، والسكوت من علامات الوفاق .
في هذا البلد لا تحتاج إلى إختراع مبررات لأي حرب تخوضها ، فالحروب على قفا من يشيل .
وقد تستغرب في الحروب العبثية أن تستعين بالمائة من الذين يقاتلون ويعطون رأسهم للطارفة ، لا يعرفون لماذا يقاتلون ؟
فالقتل غرم سواء كان على حق وإلا على ظلم .
وقد تجد من يحملون البنادق ويتقاتلون وهم مخزنون وكأنهم يلعبون أتاري .
ويتبادلون رصاصاً من المطاط ، وتجد من يحمل بازوكة وهو مبتسم كمن يحمل روتي .
وتجد من يقاتل إلى جانب رفيق له فيسقط مدمياً عليه فيسارع إلى أخذ العلاقية القات من جيبه بدلاً من قراءة الفاتحة عليه ، والعهدة على الرواي ( صاحب التاكسي ) .
ولعل ما يثير الشفقة أن الوضع البائس الذي يعيشه اليمنيين أوجد أنواعاً كثيرة من الحروب :
- حرب سرج لي أضي لك : تشاهدونها على مسرح السياسة على طريقة يابخت من وفق بين حزبين بالقتال .
- حرب الكاميرا الخفية : وهذه حروب مثل حبل يمدونه مداً فيطولونه متى شاءوا ويقطعونه متى شاءوا .
- حرب الكروش : وراء كل حرب مصالح كبيرة وكروش أكبر .
- حرب الميزان : حرب توازنات إضعاف طرف وتقوية أخر بحسب تقلبات السياسة وتغير المصالح .
- حرب سفري : وهذه تكون مطلوبة طلب خارجي ومزكن عليها مع طبق السلطة وكيس الخبز .
- حرب البنية التحتية : وهذه حرب تستهدف الشعب لتحقيق جملة من الأهداف :
* عزل الشعب عن تأثير الإعلام .
* الإستفادة من فارق إرتفاع أسعار المشتقات النفطية ( مليارات الدولارات ) - الإنتقال من مرحلة تهريب الديزل إلى المتاجرة بالمواطير .
* إشغال الشعب في الملاحقة بعد لقمة العيش .
* خلق حالة من الفوضى الخلاقة يكون الشعب أمامها مجرد متفرج .
* تحوير الرأي العام ضد فئة أو حزب أو أو .......... إلخ .
* يكون الشعب تابعاً من خلال تجويعه .
* الحصول على المساعدات للشعب بعد إفلاس الخزينة العامة لصالح الكروش والمتهبشين .

عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي .