اخبار الساعة

منافسان على رئاسة مصر لكل منهما ماض مغلف بالسرية

خيرت الشاطر يتحدث لرويترز في مقابلة بمكتبه في القاهرة يوم الاحد. تصوير. عمرو عبدالله - رويترز
اخبار الساعة - توب بيري بتاريخ: 10-04-2012 | 13 سنوات مضت القراءات : (2518) قراءة

يقف عمر سليمان وخيرت الشاطر في طرفين متعارضين في المعترك السياسي المصري لكن أحدهما تعرض للسجن على يدي الحكم الذي كان الاخر مديرا لمخابراته والان يريد كل منهما ان يصبح رئيسا.

وقدم الشاطر قيادي الاخوان المسلمين وسليمان مدير المخابرات العامة السابق أوراق ترشحهما في الايام الاخيرة من الفترة المخصصة للترشح في انتخابات الرئاسة وأعاد ترشحهما رسم الخريطة الانتخابية قبل نحو ستة أسابيع من بدء الاقتراع.

واذا كان يجدر الثقة باستطلاعات الرأي المتاحة فسيكون عليهما اللحاق بعمرو موسى وزير الخارجية الاسبق والامين العام السابق للجامعة العربية الذي يتمتع بشهرة واسعة وينشط في حملة انتخابية مستمرة منذ نحو عام.

لكن من المتوقع أن يكون أداء الشاطر وسليمان طيبا في الانتخابات التي ستجرى في مايو ايار ويونيو حزيران فالشاطر يمثل جماعة سياسية هي الافضل تنظيما في البلاد وسليمان عسكري سابق تربطه صلات بالمؤسسة ويرى مؤيدوه أنه الاقدر على اعادة الاستقرار الى البلاد بعد ان اضطربت أحوالها منذ اسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وبرغم أن سليمان والمجلس الاعلى للقوات المسلحة نفيا ذلك يرى كثير من المصريين أن ترشحه يحظى بدعم المجلس ويهيء الساحة لمعركة انتخابية بين رمز بارز لعهد مبارك وبين الحركة الاسلامية التي كانت محظورة في ذلك العهد.

ويعتبر الشاطر وسليمان في نظر المصريين شخصيتين غامضتين وكان بعدهما عن الاضواء من الموضوعات التي اهتمت بها التغطية الاعلامية للانتخابات الرئاسية في البلاد بمجرد تأكيد تقدمهما للترشح. وصوتهما غير معروف لمعظم المصريين.

وقال المعلق السياسي نبيل عبد الفتاح "كل منهما ينتمي للعمل السري." وأضاف أحمد الصاوي وهو معلق يكتب لصحيفة الشروق "هما وجهان لعملة واحدة."

ونادرا ما تحدث سليمان (76 عاما) في العلن الى أن عينه مبارك نائبا له في الايام الاخيرة لحكمه. وكان مبارك يكلفه بصفته مدير المخابرات العامة بمهام دبلوماسية حساسة. وكانت الشؤون الفلسطينية من بين الملفات التي كلف بها. وأكثر الكلمات التي ألقاها في الايام القليلة التي عمل فيها نائبا للرئيس رسوخا في ذاكرة المصريين اعلانه في بيان مقتضب يوم 11 فبراير شباط العام الماضي تخلي مبارك عن منصب رئيس الدولة.

وكذلك ظل الشاطر (61 عاما) وهو رجل أعمال ثري ينظر اليه على أنه الذراع المالية لجماعة الاخوان المسلمين بعيدا عن الاضواء. ويرى خبراء في شؤون الجماعة أنه من الجناح المتشدد فيها وأنه عمل في نطاق من تقاليد السرية التي كانت حصاد عشرات السنين من القمع من قبل الحكومات المتعاقبة.

وسجن الشاطر عدة مرات وقضى 12 عاما على وجه الاجمال في السجون. وقال في مؤتمر صحفي يوم ان البعض يقول انه رجل غامض وانه لا يحب التواصل مع وسائل الاعلام. وأضاف أن عليه أن يعمل بجد لتغيير هذا.

والمعترك الذي دخله الشاطر وسليمان يشاركهما فيه أيضا مسؤولون من عهد مبارك واسلاميون وليبراليون ويساريون.

ومن الاسلاميين حازم صلاح أبو اسماعيل وهو سلفي شديد المحافظة يأتي في المرتية الثانية بعد موسى في استطلاعات الرأي لكنه عرضة للخروج من قائمة المرشحين بعد أن بينت وثاثق أن والدته الراحلة حملت الجنسية الامريكية وهو الامر الذي نفاه.

ومن بينهم أيضا عبد المنعم أبو الفتوح الذي كان قياديا في جماعة الاخوان المسلمين وفصلته من عضويتها العام الماضي لقراره خوض الانتخابات حين كانت الجماعة تقول انها لن تقدم مرشحا.

ومنذ اعلان تقدم سليمان للترشح ظهر على السطح ميراث عشرات السنين من انعدام الثقة بينه وبين جماعة الاخوان. ووصف الشاطر ترشحه بأنه "اهانة" للشعب والثورة وقال انه لا يمكن أن ينجح الا بالتزوير.

وقال سليمان انه تلقى تهديدات بالقتل من أعضاء في الجماعة متوقعا أن يحصل على أصوات المصريين غير المسيسين الذين يريدون عودة الاستقرار ويشعرون بالغضب مما وصفه باصرار الاخوان على احتكار كل المناصب وهو رأي يردده ساسة اخرون ومحللون.

أما النشطاء الذين فجروا الانتفاضة الشعبية فيسود بينهم احساس بأن ترشح الاثنين علامة على المسار الخاطئ الذي سلكته الاوضاع على مدى العام المنقضي.

فبالنسبة الى سليمان يرون أن ترشحه يؤكد وجود مؤامرة من جانب المجلس العسكري لسحق أي تحول ديمقراطي من خلال تنصيب رئيس يرتبط ارتباطا وثيقا بعهد مبارك. وهذا تخوف يعتقد محللون أن الاسلاميبن يشعرون به أيضا.

وبالنسبة الى الشاطر ينتقد الاصلاحيون ترشحه ايضا ويرونه دليلا على خطة لجماعة الاخوان لاستغلال قدراتها التنظيمية في انتزاع أكبر قدر ممكن من السلطة.

وتصور مزحة على الانترنت الاثنين يتواجهان تحت عنوان "الديناصور في مواجهة الفك المفترس - من يكسب منهما نحن الخاسرون."

وتتعرض جماعة الاخوان التي حصلت على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان في أول انتخابات بعد مبارك للانتقاد لتراجعها عن وعدها بعدم السعي للهيمنة على المناصب السياسية. وكانت الجماعة التي تأسست عام 1928 قالت العام الماضي انها لن تقدم مرشحا للرئاسة.

وقالت الناشطة الشابة سالي توما "هذه الانتخابات لا تخص الشعب في شيء." وأضافت "هي صراع على السلطة بين المخابرات والعسكر والاخوان."

وتابعت أن الحركات الشبابية ستدعو لمقاطعة الانتخابات. وقالت "أي نوع من الديمقراطية يمكن أن يتحقق في ظل حكم عسكري.."

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة "الجميع غاضبون من المرشحين كليهما. انهم لم يعودوا يثقون بالاخوان أو المجلس العسكري ويبدو أن البلد انحشرت بين هاتين القوتين غير الديمقراطيتين

المصدر : رويترز
اقرأ ايضا: