اخبار الساعة

لماذا قتلوك يا أيها المتوكل ؟

اخبار الساعة - عبد الخالق عطشان بتاريخ: 03-11-2014 | 10 سنوات مضت القراءات : (4650) قراءة

نعم رحل الدكتور المناضل سليلُ الأسرة الهاشمية والداعي بحق للدولة المدنية كان صاحب رأي محترم غير أنه لا يُقدس رأيه ولا رأي غيره . صمته يوحي بالحكمة ومنطقه يخبرك عن حكيم يدور في فلكه أهلها .

اليوم الجميع يشيد به وبمآثره يسردون تاريخه ينشرون صوره وكأنه ملكٌ مقدس وهي صفة ينفيها عن نفسه ويؤكد أنه في أكثر من مقام ومقال ليس إلا باحث وداع للحرية والعدالة والمدنية لا يأبه لمن يتصدر لتحقيق ذلك بقدر اهتمامه وتطلعه ليرى تلك المبادئ والحقوق ينعم بها الوطن والمواطن ..

الحوثيون يدعونه رمزا لمسيرتهم والمشترك يصفه رائد لقائهم وحكيمهم والمؤتمر الشعبي يصفه بالجرأة وعدم التبعية والجميع يصف ويصف غير أن الوطن وحده هو من يصف الفتى القرشي والكهل الهاشمي والرجل المدني المتحضر والمثقف والاكاديمي الشغوف بالعلم والمحب لطلابه المتصدقُ عليهم بابتسامة أب ومعلم واخ وكأنه بينهم مصباحٌ في ليلٍ داج.

الدكتور الشهيد كان سلميا وما كان سلبيا وله اجتهاداته السياسية والتي يرى صوابها من منظوره وخبرته وتخصصه وكان منافحا ومدافعا عن رأيه غير انه يمقت التعصب وينبذ العنف ولا يحمل على مخالفيه بقدر مايحملون عليه ، من رأى الدكتور حين مشيهِ يجده يجرُّ الخُطى ليس لأنه مثقل بهمومه الخاصه وإنما أثقلته هموم وطنه وكذلك هموم التقريب بين شركائه في المشترك يفشي السلام ويلوح بكفه به لمن بعُد عنه لم لا وهو داعية سلمٍ وسلام ..

لم يكن مُبندقاً ولا مُبردقاً ولم يكن يصول ويجول من محافظة لأخرى يبحث عن حق سماوي ولا ارضي ولم تكن تحُفّه سرايا من المرافقين المدججين بالجهل وآلة الموت لأنه يدرك أنه أسوة وقدوة وصاحب رسالة مفادها أمن وآمان سِلمٌ وسلام.

رحمك الله يادكتور لقد كان مقتلك وأنت في السبعين من عمرك وبجسدك النحيل وثيابك الأنيقة يذكرنا بمقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه والذي ما رِحم المجرمون شيخوخته ولا قدره ، لقد اصطفاك الله دونا عن غيرك من الساسة المنبطحين واللاهثين الواقفين أياما يبحثون عن فتات السياسة وغنائمها .. نم مع الخالدين وأنت تحمل هم أمة باعها نخاسوا السياسة .. تَوكل أيها المتوكِل اسما ونسبا فما عاد فوق البسيطة إلا خائنٌ أو متواطئٌ أو متساهل ..تغمدك الله في واسع رحمته وجمعك مع سيد الخَلق في جنات النعيم وأكرم أهلك ومحبيك بالصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اقرأ ايضا: