أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سيادة القانون ..هدف يحقق الأهداف .

- عصام الأكحلي‎

في ظل انقطاع التيار الكهرباء وضوء الشموع , يحز كثيرا في النفس واقعنا المرير والغريب , حيث بضعة اشخاص يقطعون شريان الحياة ( الكهرباء) على الملايين ويفرضون واقعا مؤلما على وطن باكمله .

مهزلة لاتعدلها سوى مهازل أخرى تنفرد بها وقائع  مجريات مشاهد متفرقة في بلدنا الحبيب , و حادثة تخريب الكهرباء بسبب حكم قضائي نموذج مبسط لتركة ثقيلة يتحملها اليمنيون اليوم من تغييب النظام والقانون وصراع الحداثة والفوضى المستمر منذ خمسة عقود .
تميز الكاتب الرائع نصر طه مصطفى في مقاله الاخير ,كان المضمون رائعا ,لكنني  هنا أود الاشارة إلى عنوان المقال الذي حمل اسم (نصف قرن من البحث عن دولة القانون ) ..فالعنوان اختصر واختزل تفاصيل خمسين عاما من الزمن .

يتذكر اليمنيون على مختلف توجهاتهم الزعيم إبراهيم الحمدي حتى يومنا هذا و يحبونه باجماع عجيب رغم قصر فترة حكمه ,, ومن يبحث عن سر تميزه سيجد أنه في البلاد سعى بكل قوة الى ارساء النظام والقانون , لانه ادر كان ذلك هو السبيل الوحيد لشق الطريق المنشود نحو المستقبل ,, ومن يبحث عن سر إغتياله سيجد أن الهدف هو منع مشروع دولة النظام والقانون ,,في دولة سارت لاكثر من الف ومائتين عام في طريق الفوضى و سيادة القوة والفيد .

المخلوع علي صالح استفاد من الدرس , و انقاد لحب السلطة والبقاء في العرش ,و ادرك ان استمراره وكذلك تحقيق حلم التوريث , مرتبط بتغييب وانهاء منظومة القانون والدولة , و فعل كل ما بوسعه للسير في طريق انتهى الى تحطيم حلمه و عرشه و تحطيم الدولة والقانون في ان معا ..فلم يستطع الحفاظ على مشروعه العائلي وبقائه على كرسي السلطة حتى اخر ايام حياته ومن ثم التوريث لنجله احمد ولم يستطع ارساء دولة النظام والقانون ..فكان فشلا لا يعادله اي اخفاق او فشل .
ا
ليوم ,وبجيل اكثر من نصفه شاب صاعد قام بثورة من اجل دولة مدنية تلبي كل متطلبات العيش الكريم والعدل والمساواة والتنمية والنهضة , تعلق كل الامال من جديد لحلم ارساء دولة النظام والقانون في مواجهة المحاربين القدامى ونفوذ العهد السابق المناهض للقانون .

من قرأ تاريخ اليمن الحديث والقديم , ومن يعرف منافذ الوصول الى تحقيق أهداف ثورة التغيير في اليمن , يدرك حتما ,, أن كل أحلامنا الجميلة ,, تبدأ بارساء وسيادة النظام والقانون .

Total time: 0.0854