أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

المؤتمر واللقاء المشترك يعقدان بالجزائر ندوة حول الحوار الوطني اليمني

ابراهيم زيد الوريث
- الجزائر

أقيمت بمقر جريدة الرائد الجزائرية ندوة حول الحوار الوطني اليمني بمشاركة ممثلين عن المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك، الندوة نشطها، مصطفى حفيظ / وفيصل شيباني، حضر الندوة القياديان في المؤتمر الشعبي العام الأخ/ علي حسن الخولاني ن والأخ إبراهيم زيد الوريث، ومن جانب اللقاء المشترك الأخ / مقبول الكامل.... تفاصيل الندوة:

الحوار الوطني في اليمن:

الحوار اليمني ... أجندات ثقيلة وآمال كبيرة

عرف اليمن حراكا سياسيا شعبيا أسقط نظام علي عبد الله صالح، ما أدخل البلاد في دوامة أحيت الصراع الذي كان من قبل بين الشمال والجنوب خصوصا وأن التركيبة البشرية في اليمن مختلفة باختلاف أطيافها وتياراتها الدينية خاصة ذلك الصراع بين الشمال والجنوب، هذا الأخير هو الآخر يختزل في طياته العديد من الصراعات بين مجموعة من الأطراف، فهناك من يدعو الى الانفصال عن الشمال وتأسيس اليمن الجنوبي وهناك من يدعو الى الاستقرار والقيام بحوار وطني جامع تشارك فيه كامل التيارات السياسية والدينية وهناك من يدعم النظام السابق.

 

 

ينطلق اليوم باليمن مؤتمر الحوار الوطني، الذي يتشكل من كافة الاطراف المؤثرة على مستوى الساحة اليمنية، وقد تم تحديد 565 مقعد لاعضاء وممثلي كافة الاطياف السياسية في اليمن، وقد تم تقسيم هذه المقاعد على الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومختلف مناطق اليمن بحيث يشمل جميع الاطراف لاخراج اليمن من ازمته، 112 مقعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، الحزب الحاكم سابقا، 137 مقعد لأحزاب اللقاء المشترك (50 مقعدا لحزب الاصلاح أهم حزب في المعارضة، و37 للحزب الاشتراكي اليمني، هذا الحزب لا يزال يحظى بدعم كبير في مناطق الجنوب)،كما تم تخصيص 30 مقعدا لجماعة الحوثي، و20 مقعدا لمختلف الاحزاب الاخرى، 40 مقعدا للمرأة العاملة في منظمات حقوقية و40 اخرى لشباب الثورة.

من حيث التمثيل المناطقي، تم اشتراط ان يكون من اصل كل المقاعد (565)، تخصيص 50 في المائة من هذه المقاعد للمناطق الجنوبية، و50 للمناطق الشمالية، أما من حيث التمثيل الاجتماعي، فتم تخصيص 30 في المائة للمرأة اليمنية، و20 في المائة للشباب اليمني، وتحليل هذه النسب، هو أن منح 50 في المائة لمناطق الجنوب هو في الحقيقة، حسب رأي الباحث ابراهيم الوريث، هو رد الاعتبار لابناء الجنوب كونهم عانوا كثيرا خلال السنوات الأخيرة...

 

 

 

تحاول أغلب الاطراف في اليمن رأب الصدع وتجاوز أخطاء النظام السابق الذي، حسبها، لم يصل إلى حل مع فصائل الحراك الجنوبي وجماعة الحوثي، ودور القاعدة في تأزيم الوضع الأمني، يعتقد ضيوف "الرائد" أن الحوار لا سبيل عنه، وهو المخرج الوحيد (اللقاء المشترك)، كما يمكن أن يكون في نظر (المؤتمر الشعبي العام) قائما تحت ضغط اطراف دولية خارجية لها أهدافها، ومهما قيل، هل يمكن أن يتفاهم اليمنيون بمختلف مشاربهم لاخراج اليمن من عنق الزجاجة؟ أم تبقى ايران وقطر والسعودية ودول غربية أخرى تنفخ في الرماد لتجزئته؟

يعتقد ضيفا "الرائد" ( الخولاني والوريث ) القياديان في حزب المؤتمر الشعبي العام، أن الحوار الوطني هو سبيل للخروج من الازمة التي وضعتهم فيها اطراف داخلية مدعومة من الخارج، يقول الخولاني إن الحوار اساس استقرار اليمن وأمنه، فالبلد مطل على مواقع استراتيجية هامة تغري الغرب خاصة للتجارة الدولية، وكل هذا، فإن استقرار اليمن، يساهم في استقرار المجتمع الدولي والاقليمي المحيط بها، لكن الوريث وهو قيادي في حزب المؤتمر، يزيد على ذلك بالقول إن الحوار لم يأت بإرادة يمنية خاصة بل هناك ضغط دولي، وسيجري هذا الحوار وفقا لأجندات دولية حسب محدثنا، ولن يكون هناك نجاح للحوار دون توفر ارادة يمنية وطنية وسياسية لدى اليمنيين انفسهم.

 وعن الحوار الوطني قال ضيوف "الرائد" ...

إبراهيم الوريث: قيادي في المؤتمر الشعبي العام (باحث في ماجستير علوم سياسية)

قال ضيف "الرائد" إن مكونات هذا الحوار تظهر في الاطراف الفاعلة فيه، وهذه الاطراف ابرزها المؤتمر الشعبي العام. ( علي عبد الله الصالح) الرئيس السابق، التجمع اليمني للاصلاح الذي يمثل اهم عصب سياسي في اللقاء المشترك، وهناك الحراك الجنوبي، وهذا الاخير فيه عدة فصائل، بالاضافة الى جماعة الحوثي المدعوم من ايران والذي يريد ان يرجع الامامة الى اليمن، بالإضافة الى منظمات المجتمع اليمني.

الكامل مقبول: الباحث في دكتوراه العلوم السياسية والعضو القيادي في اللقاء المشترك

 

يرى الكامل مقبول أن الحوار هو الحل وربما قد يطول لكن سيثمر بعد ستة أشهر، وقد تختلف الفصائل فيما بينها وهو ما سيأزم الوضع، حيث لا يزال الحراك الجنوبي منقسما، وهذا لن يخدم الوحدة والحوار، وبرغم ذلك، يؤكد محدثنا أن اللقاء المشترك الذي يمثله، نادى دوما بالحوار وكانت للتجمع اليمني للاصلاح تجربة مع النظام السابق ولم تنجح بسبب تعنته.

أما عن الحراك الجنوبي، فقال ظهر نتيجة تراكمات سوء تسيير النظام السابق، فالحراك في رأيه، هو يمثل قاعدة كبيرة من جماهير الشعب، لكنه يعاب عليه وجود عدة فصائل حوالي ستة، منهم من ينادون بفك الارتباط مع الشمال والانفصال أبرزهم علي سالم البيض المدعوم من ايران، حيث كان هذا الاخير نائبا للرئيس علي عبد الله صالح الذي تمت تنحيته من منصبه، ثم اختار مواجهة النظام والاستقرار حاليا في لبنان، وسجل مواجهات عسكرية بين المؤيدين للحوثي ودعاة للانفصال منذ 1994.

علي حسن الخولاني
علي حسن الخولاني

الخولاني: الباحث في دكتوراه العلوم السياسية وقيادي في المؤتمر الشعبي العام

إن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الازمة أو المأزق الذي وضعتنا فيه اطراف داخلية مستندة الى اطراف خارجية، كما أن الحوار هو اساس أمن واستقرار اليمن، واذا استقر اليمن سيكون استقرارا بالنسبة للمجتمع الدولي ككل، وتعرفون أن اليمن، مطل على مواقع استراتيجية هامة، منها البحر الاحمر، المحيط الهادي، الخليج العربي، وخليج عدن وهي تعتبر ممرات دولية هامة لها أهمية دولية كبيرة وخاصة في جانب النفط.

 أهم النقاط المطروحة لتشكيل الدستور

حسب محدثينا، فإن الدستور المقبل الذي سيناقش خلال مؤتمر الحوار الوطني، سيركز على شكل النظام الذي يصلح للحكم في اليمن، وحول هذه النقطة، ترى بعض الاطراف المشاركة في هذا الحوار منها اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام، ان النظام البرلماني يساعد كثيرا على مراقبة السلطة التنفيذية، كما يرى البعض أن النظام الفدرالي ينفع للوضع الذي يعيشه اليمن الآن، فهو مقسم الى فصائل وجماعات، والحل بهكذا نظام، كما ستطرح خلال مناقشة مشروع الدستور الجديد، قضية الحكم اللامركزي، والفصل بين السلطات، وتحديد صلاحيات الرئيس، واعادة تحديد معالم السياسة الخارجية، واعادة صياغة الرزنامة الثقافية والاجتماعية والحريات وحقوق المرأة، واصلاح الادارة، ومكافحة الفساد داخل أجهزة الدولة، ويتفق كل من اللقاء المشترك وحزب المؤتمر على ضرورة الفصل بين السلطات، والنظام البرلماني لرقابة أكثر على السلطة التنفيذية، لكن هذا قد لا يخدم مصالح جماعات وفصائل مدعومة من ايران واطراف أخرى خاصة جماعة الحوثي التي تريد تطبيق الامامة في اليمن.

الدور القطري:

تنفيذ أجندة غربية أم دعم للثورة؟

اختلف محدثونا بشأن الدور القطري في الثورة اليمنية التي أطاحت بعلي عبد الله صالح، فالخولاني والوريث العضوان في المتؤتمر الشعبي العام ( الحزب الحاكم سابقا ) يعتقدان أن قطر لعبت دورا سيئا في اليمن وتنفذ حاليا أجندة اسرائيل ودولا غربية معروفة، بينما يرى ممثل اللقاء المشترك ( الكامل مقبول ) أن دورها ايجابي لأنها ساهمت في سقوط النظام.

 ويعتقد ممثلا المؤتمر الشعبي العام ( ابراهيم زيد الوريث، وعلي حسن الخولاني ) بأن الثورة في اليمن كانت بفعل عدة عوامل ابرزها تدخل قوى خارجية عربية ودولية من أجل تحقيق مصالح خاصة، منها قطر، وايران والسعودية واسرائيل وامريكا، فقد عملت هذه الاطراف على تأجيج بعض المناطق التي تعرف توترا كالجنوب، ثم انتقلت مطالبها من اجتماعية الى سياسية، فالهدف الايراني معروف في المنطقة، أما الدور القطري فهو مشبوه في رأي الوريث، حيث يرى أنه برغم العلاقات الجيدة التي كانت عليها مع النظام السابق، إلا أنه في اعتقاده أن دورها يثير عدة تساؤلات، حيث استعملت كل وسائلها لتحريض شباب اليمن على القيام بالثورة، من خلال قناتها الاعلامية "الجزيرة" وهو ما حدث، حيث ثار الشباب وتجمع في الساحات، أما الخولاني، فيزيد على ذلك بالقول إن قطر والسعودية نقلا الخلاف الدائر بينهما الى اليمن، حيث تدور حرب مصالح على من يسيطر على منطقة ببحر الخليج العربي، كما أن ورقة تنظيم القاعدة في اليمن يشار إلى أنها تستعمل كغطاء لبعض الدول للتشويش على المشروع الايراني من جهة، وعلى الدور القطري. وبحسب الخولاني فإن هذه الدول تعرف جيدا خصوصيات اليمن اجتماعيا واقتصاديا، وقطر هي قرية صغيرة تنفذ اجندات غربية فقط، لذلك فدعمهما لهذا الطرف أو ذلك ذكى الصراعات بين اليمنيين وجماعة الحوثي، أما الوريث، فيزيد على ذلك بالقول إن قطر وغيرها لم يحضروا ربيعا عربيا لليمن بل هو خريف، وقد عملت على إحياء صراعات نائمة خاصة وأنها تعلم والغرب أن اليمن مجتمع قبلي.

الكامل مقبول على العكس من ذلك، يختلف مع ممثلي المؤتمر الشعبي العام، حيث يثمن الدور القطري ويعتبره ايجابيا، والثورة في اليمن هي ربيع عربي حقيقي برأيه، فخروج الملايين في الساحات ليس تنفيذا لاجندات غربية، بل هو هذا الرأي غير المبرر، وهذا تسطيح لعقول الناس واستغبائها، كما أن قطر لم يكن دورها سلبيا بل النظام السابق هو الذي عمل على الاساءة لها وللدول الاخرى، ودورها كان مشهودا حيث تدخلت في قضية الحوثيين بناء على طلب النظام السابق، وتم توقيع اتفاق في الدوحة بين الحوثي والنظام، ثم أن النظام السابق كان هو الذي أدار ظهره لقطر وليس العكس.

تنازع وخلافات بين معظم الفصائل

الحراك الجنوبي... هل يلتئم بالحوار أم تنفخ فيه أطراف خارجية؟


يعتقد ضيوف "الرائد" أن الحوار الذي سينطلق اليوم، قد يعالج مسألة الجنوب كما قد يزيد النار على الزيت، فالحراك الجنوبي مقسم كما يرى محدثونا إلى حوالي ستة فصائل، منها من يريد الانفصال وأخرى تساند الوحدة، وأخرى تريد إعادة الإمامة  (المذهب الشيعي ) لليمن، وهذا التيار يقف وراءه الحوثي مدعوما بإيران، فهل يلتئم الجنوب أم تنفخ فيه اطراف يقال إن مصالحها الاستراتيجية هي أكبر من هموم الشعب اليمني.

 يقول الكامل مقبول، العضو القيادي في تكتل اللقاء المشترك، إن الحراك الجنوبي سيكون له أثر كبير على اشغال مؤتمر الحوار اليمني، فهذا الحراك سيدخل منقسما للحوار، وعدة أجنحة تمثل مختلف فصائله، فهناك

تيار علي سالم البيض الانفصالي، جناح حسن أحمد، وجناح ثالث وهو أقرب للوحدة تيار القوى المستقلين بقيادة عبد الله الاصلج، وجناح آخر بقيادة محمد علي أحمد، وأجنحة أخرى بين هذا وذاك، يصيف محدثنا، بأن الحراك الجنوبي هم في مجملهم ليسوا جناحا واحدا، ومشكلته، أي الحراك، تنازع ارادات مختلفة، هناك ارادة تؤمن بالانفصال وتغذيها ايران بالمال والسلاح ابرز هؤلاء (علي سالم البيض)، وارادة تؤمن بالوحدة وترى الحل في الحوار والوحدة، وجماعة الحوثي التي تحارب النظام بالسلاح مدعومة هي الاخرى من ايران لتصدير الثورة وفرض الإمامة على اليمن، ويرى محدثنا وفقا لرؤية اللقاء المشترك الذي ينتمي اليه، أن النظام السابق هو الذي ساهم في تدهور اوضاع الجنوب وخلق هذه الفصائل، حيث لم يلب مطالبه الاجتماعية، وهو الأمر الذي جعلها تتطور الى مطالب سياسية ابرزها مطلب الانفصال، حيث تم اقصاء موظفين سامين ينتمون للجنوب، وهو ما ساهم في ظهور هذا التيار...

الخولاني: عضو قيادي في المؤتمر الشعبي العام

يرى الخولاني أن النظام أخطأ فعلا في بعض الأمور، لكن لا ينبغي تحميله كل شيء وهو غير منزه، ولكن هناك عدة اشياء ايجابية عمل فيها هذا النظام، حيث حاول تحقيق العديد من مشاريع الإصلاح، فقد اهتم بقضية الضباط برغم اشتراكهم في عملية الانفصال، لكن محدثنا يرى أن القوى الخارجية هي التي تدعم الانفصاليين وتؤجج مطالبهم، حيث كان النظام قد شكل لجنة لحلها، لكن الانظمة الخارجية (منها قطر، السعودية ) والغرب، عملوا على النفخ في الرماد، فكان أن زادت حدة مطالب هؤلاء لترقى الى درجة المطالبة بفك الارتباط ورحيل النظام، ويشاطر الخولاني ما ذهب اليه الكامل مقبول لما قال إن ايران هي من تصب الزيت على النار في اليمن لتوجيه أنظار الغرب والعالم عن مشاكلها معه خاصة القضية النووية، وكذا القضايا الجوهرية للعرب.

ثروات اليمن ..يورانيوم، نفط وغيرها سبب تكالب الخارج عليها


اليمن لديها ثروات كبيرة في باطنها، من يورانيون ونفط وذهب وغيرها، كل هذا جعل الغرب يبحث عن خلق مشاكل داخلية كي يبقى الصراع الداخلي سمة الموقف، ولا يريد هؤلاء بحسب الخولاني، أن تكون هناك دولة موحدة تضع قوانين وتحكم حدودها البحرية، خاصة الجمارك، لأن الشركات الكبرى تريد منافذ بحرية مهمة في اليمن وتمر بكل حرية منها باب المندب، خليج عدن، ميناء ميدي في الجوف بالشمال، وغيرها، وكل هذا، يخلق استمرار بلبلة وتكوين أمراء الحرب ودعمهم بالسلاح والمال، هؤلاء يسيطرون على بعض المناطق، ومنه يقدمون تسهيلات لهذه الشركات التي تقدم المقابل وتأخذ الموارد الطبيعية دون بذل جهد لصالح الشعب اليمني، لذلك فالحرب في اليمن يراد لها أن تبقى بين مختلف تياراتها

Total time: 0.0531