أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

قصص مخزية ابطالها مدراء عموم وامناء صناديق وزملاء عمل موظفات يمنيات يتعرضن للتحرش الجنسي واللفظي مقابل إكرامية رمضان ومكافأة العيد

- رباب المهدي
يعيش اليمن اوضاعاً اقتصادية صعبة اجبرت الكثير من النساء النزول للعمل والبحث عن فرص وظيفية جديدة لمساعدة أسرهن على مجابهة مصاريف الحياة اليومية.

خلال السنوات القلية الماضية كان حضور وحصول المرأة اليمنية في الوظيفة العامة والخاصة لافتاً بشكل قد يلمسه الجميع في مجتمع ذكوري تعود على ان الرجل هو الموظف وصاحب العمل بينما المرأة مكانها البيت فقط.

وخلال هذه الفتره تعرضت المرأة اليمنية للكثير من المضايقات الأسرية واخرى من زملاء العمل ليس اولها التمييز وليس آخرها التحرش اللفظي والجنسي .

هذا التحقيق يسلط الضوء على قصص واقعية حكتها لـ"أخبار البلد" موظفات يمنيات في مرافق حكومية عن تعرضهن لعمليات مضايقة وتحرش لفظي وجنسي من زملاء عملهن ومدراء عموم وامناء صناديق مقابل حصولهن على إكرامية رمضان التي صرفت في بعض الدوائر الحكومية الإيرادية وعلى مكافئة العيد التي صرفت في دوائر حكومية اخرى وكانت الحصيلة التالية :
 
نور (موظفة تحويله) تقول: من واقع عملي الذي يفرض علي الرد على لإتصالات الخارجية والتحويل للمكالمات والاتصال الهاتفي المستمر مع موظفي الأقسام الرجالية تعرضت للكثير من المضايقات لدرجة وصلت الى الشتيمة والتحرش من زملائي في العمل ومن خارج الاطار الوظيفي واقتنعت أن كل زملائي في العمل من الرجال  يتحينون الفرصة للدخول بالعلاقة الوظيفية مع الزميلات من اجل الحصول على الراحة النفسية واضفاء جو من البساطة والتبسيط ولو على حساب سمعة وكرامة الموظفة. 
 
تعاملنا بلطف يغري الموظفين
وتقول حنان (موظفة حسابات): نحن في قسم الحسابات نصادف صنوف متعدده من البشر ونتعامل معهم كلهم بحكم عملنا الوظيفي ونضطر للتعامل معهم باعصاب بارده ولطف في حدود معينة لأن الحسابات تتطلب التعامل بشيء من الهدوء ولكن هذه الحالة تغري الكثير من الموظفين والمراجعين الذين يعتقدون ان هذا التعامل هو من الموظفة خاص بهم وحدهم وكل مراجع يأخذ فكرة سيئة عن الموظفة .. هي ابتسمت لي هي قالت لي انها ستهتم بمعاملتي وهي وهي ويبدأ في التلطف معها والتواصل معها بشكل لافت قد يسيء لحضورها الوظيفي ويتعمد ازعاجها بطريقة مباشرة وغير مباشرة وعندما تقوم تلك الموظفة بإيقافه عند حده ينقلب عليها ويبدأ في تشويه سمعتها وحبك القصص والاخبار الكاذبة حولها وحول شرفها وهذه الحالات كثيرة وستستمر مادام اصحاب القلوب والنفوس المريضة موجودين .
 
مدير مريض نفسي
سعاد (موظفة سكرتارية في مصلحة إيرادية حكومية) تقول : عملي مع زميلاتي في مكتب السكرتارية يتطلب منا حس عالي مع التعامل مع المراجعين لمكتب رئيس المصلحة الذي يزوره الكثير يومياً ولذا يحرص المدير ان يتدخل في طريقة تعاملي وتعامل كل طاقم السكرتارية مع المراجعين .

في البداية بدأ يتدخل ويعدل في طريقة كلامنا وتصرفنا مع المراجعين وقلنا ان هذا امر طبيعي يتطلبه العمل وتدخله هو من باب حرصه كمسؤول على تسيير العمل وبعدها ومع مرور الوقت بدأ يتدخل في طريقة لبسنا ومشيتنا ومكياجنا (كلنا في المكتب غير منقبات ) فشعرنا بالمضايقة والغبن في البداية ولكن لقمة العيش فرضت علينا الصبر والسكوت .
مع الايام اكتشفنا ان رئيس مصلحتنا شخص مريض نفسي حيث بدأ يتودد الى بعض الزميلات ويميزهن في المعاملة حتى بدأ يصرف لهن مكافئات دوناً عن بقية الموظفات مع ان عملنا واحد وبدأ يعرض عليهن توصيلهن بسيارته او حضور اجتماعاته الخاصة مع بعض المراجعين للمصلحة .

وتقول : مديرنا بدأ ينحرف في علاقته مع زميلاتي من السكرتيرات في مكتبه وبدأ يقحم نفسه في حوارات شخصية معهن، حيث كان يطرح امامهن ( عندما يكونوا لوحدهم في المكتب او مجتمعين مع مراجعين) ما يسمعه من مشاكل وقصص ونكت ذات طابع جنسي وكان يتلذذ من ردة فعل بعض الزميلات الذي كان يتنوع بين الخجل والقبول وغير القبول .
بعض زميلاتي في المكتب قلن لي ان هذا المدير شخص شهواني ويحب ان تكون المرأة الجميلة في كل مكان من حوله ولو من باب الديكور . 
 
تحرش باللمس والمضايقة
فاطمة (موظفة حكومية ) تقول: انا في العمل منذ سبع سنوات وقد مر علينا ثلاثة مدراء عموم وكلهم مثل بعضهم واسوأ في التعامل والنظرة للمرأة الموظفة وكان كل مدير يحاول التودد لنا بطرق مختلفة وسيئة وخاصة للموظفات غير المتزوجات وقليلات الخبرة في التعامل مع الرجال .

آخر هؤلاء المدراء جاء من اول يوم يتودد لنا عن طريق صرف مكافئات العيد وقبلها إكراميات رمضان وصرف المساعدات وكان يستغل حاجتنا للمال ويقوم بالتحرش اللفظي بنا عن طريق النكت والقصص ذات الطابع الجنسي والإيحاءات الجنسية وكان يقوم بوقف أي مبالغ مالية لأي واحدة منا يظن انها لاتوافقه تصرفاته السيئة لدرجة اننا تقدمنا بشكوى الى رئيس الهيئة التي نعمل بها وكل ماقام به هو لفت نظر لذلك المدير العام الذي رجع لنفس تصرفاته من اليوم الثاني .
المصيبة ان بعض زميلاتي حكين لي ان هذا المدير بدأ مؤخراً يتحرش بهن باللمس والمضايقة وبدأ يطلب منهن الخروج معه للنزهة او تناول الغداء وان ثلاث موظفات تركن العمل الحكومي بسبب ذلك المدير .
 
سيديهات إباحية
حوريه (موظفة سكرتارية ) تقول : بحكم عملي فقد كان المدير العام يطلب مني ان اكونا كثر لطفاً في العمل معه او الموظفين او المراجعين ومع الايام كان يطلبني الى مكتبه ويعطيني سيديهات عمل ويطلب مني استعراضها وتلخيصها ومن ثم ارشفتها ومع مرور الأيام كان يضع لي بينها سيديهات افلام اباحية فقلت في البداية انه وضعها عن طريق الخطأ او انه لايعرف بمحتواها وفي كل مره كان يصرف لي مكافأة مجزية بعد كل عملية تلخيص وارشفه لتلك السيديهات .

وفي احدى المرات ولما كان لايجد مني أي ردة فعل تجاة تلك السيديهات الاباحية وربما انه كان ينتظر مني الاعتراض او القبول بما فيها الا انه بدأ يتضايق من تجاهلي لها فقام يصارحني عن رأيي فيها ولما اعترضت بشده قام بتأنيبي واعطاني اجازة مفتوحة لشهر ثم استدعاني الى مكتبه وطلب مني أن أكون منفتحة دوما والا اكون معقده وان أتقبل "الكلام المباح وغير المباح من غزل صريح وصور وفيديوهات جنسية لأن هذه طبيعة البشر" – حسب كلامه – فقمت حينها بتقديم استقالتي من العمل الحكومي وبحثت لي عن عمل في احدى الشركات الخاصة ومع ان التحرشات موجودة في كل مكان لكن ذلك المدير السيء ذهب من امامي.
 
تبادل النكت والقصص الجنسية
نجلاء (موظفة حكومية وأرمله وام لطفلين ) تقول : مات زوجي بعد خمس سنوات من زواجنا ومعي منه طفلين اكبرهم عمره ثلاث سنوات واظطررت للعمل حتى اصرف على نفسي واولادي .

لم اكن اعلم ان نظرة المجتمع للمرأة العاملة نظرة شك وتوجس ونظرة دونية قاصره على البحث عن الملذات وخاصة العاملة المطلقة او الأرملة وهذا ملمسته من زملائي في العمل ومن مدرائي الذين لاقيت منهم انا وكل زميلاتي صنوف من المعاملات غير الأخلاقية والسيئة التي بدأت وتبدأ بالتلطف والغزل والمرح وتبادل النكت والقصص الجنسية امامنا وانتهاءً بمحاولة التحرش بنا لفضياً او جنسياً بطرق متعدده منها محاولة توزيع سيديهات ومقاطع جنسية علينا في المكتب او محاولة عزومتنا على الغداء والخروج معهم للتنزه خارج العاصمة وآخر تلك التصرفات كانت من امين الصندوق وفي آخر ايام رمضان المبارك الذي يستوجب الصوم عن كل مايؤذي الله في السماء والانسان في الارض فكان امين الصندوق يقوم بالتواصل معنا في الليل ويخبرنا ان لنا مكافئات واكراميات ثم يبدأ يدخل معنا في احاديث جانبية تتطور الى احاديث شخصية وخاصة لاتخلو من الاعجابات والهمز واللمز والغزل لدرجة الوصول الى التحرش الجنسي اللفظي وخدش حيائنا ولأن لقمة العيش غالية فهم يستغلوا ظروفنا ونحن نصبر ونحتسب امرنا الى الله.
 
راي علم النفس
وحول التحرش الجنسي بالموظفات  تقول الأخصائية النفسية أروى شاهين:: ان هذه طبيعة الرجل التي خلقها الله عليه فالرجل يتعامل بود مع النساء اكثر منه في تعامله مع الرجال على عكس واقع النساء واللاتي يعمدن للصلابة في تعاملهن مع الرجال عن معاملتهن لمثيلاتهن. 

ولا يعني التودد الذي يصطنعه الرجل تجاه النساء، أنه يخون كل النساء في حياته (أمه، أخته، زوجته، ابنته) ولوظيفته ولاخيه وابنه وصديقه لكي يهب نفسه لامرأة تمر في حياته. 
وقد يتحدث بعض الرجل بلطف لزميلاته بحكم عادته بالتلطف واحترام كل من حوله من النساء في حياته الخاصة وهنا تفسر بعضهن ذلك برغبات مكبوتة لديه. 

ولا ننكر نشأة الفتيات الاجتماعية هنا فتعدد الزوجات بدون مبرر في مجتمعاتهن يجعلهن  يكونين فكرة خاطئة عامة عن الرجل، كل ذلك يكون توترا في خوض العلاقة الوظيفية بين الجنسين.

وتتابع أروى قائلا " يجب ألا ننكر أن أقلية من الرجال يستغلون علاقتهم الوظيفية بالنساء لارضاء غرورهم الجنسي وفي هذه الحالة تختلف النساء في تقبلهن للفكرة وكيفية تصديهن لمثل هؤلاء القلة وفي الغالب تعمد الكثيرات للصمت وتفضل التخلي عن المواجهة بتحاشي التعامل معه، فهي لا تود الفضيحة أو المساهمة بتوليد شائعات غير صحيحة.

بشكل عام التحرش الجنسي في الاختلاط الوظيفي ظاهرة اجتماعية ناشئة بفعل حداثة الاختلاط الوظيفي بين الجنسين ومع الوقت سيعتادها مجتمعنا ويمتص سلبياتها بفعل التنشئة الأخلاقية الدينية السليمة لأبنائه من الجنسين".
المصدر : اخبار البلد

Total time: 0.0476