شكلت زيارة وزير الداخلية اليمني اللواء الدكتور عبده حسين الترب الى مقر إدارة الادلة الجنائية وإيقاف المتغيبن بعد تلقي شكاوى من المواطنين مادة دسمة لدى الناشطين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
المحلل والخبير العسكري والاستراتيجي علي الذهب تحدث لـ” يمن جورنال” وقال “وقفت على الإجراء الذي اتخذه وزير الداخلية اللواء عبده الترب، المتضمن تشكيل لجنة للتحقيق مع عدد من موظفي الإدارة العامة للأدلة الجنائية بصنعاء، نتيجة لكثير من المخالفات التي اطلع عليها الوزير في زيارته المفاجئة لمقر تلك الإدارة..”
وأضاف:”سرني كمتابع للشأن الأمني والعسكري أن يكون وزير الداخلية متحررا من الأعراف التقليدية للإدارة التي تجعل أغلب رجال المستوى الأعلى في السلم الإداري حبيسي مكاتبهم التي تغرقهم في بيروقراطية الإدارة، فينسون العمل الميداني وهو أهم أعمالهم؛ لأنه يجعلهم أكثر التحاما بالجماهير وبهمومهم اليومية.”
وأشار الذهب “هذا النشاط الذي يبديه الأخ الوزير، يجعلنا نتفاءل كثيرا بمستقبل أمني متعافٍ للبلاد بعدما أرهقته الأيام السابقة، لأسباب كثيرة ربما لا يتحمل سلفه منها إلا اليسير.”
وأكد الذهب ليمن جورنال “ها هو الأسبوع الثاني يمر وقد بدأ الرجل يثلج صدورنا بخطوات عملية هامة، نرجو أن لا تكون هي الوحيدة، بل نحن في انتظار المزيد من تلك الخطوات التصحيحية.”
وبين الذهب “أن مثل هذه الخطوة، ستكون دافعا معنويا لبقية الإدارات الأمنية والخدمية التي تتبع وزارة الداخلية، في إصحاح ذاتها وبما يعيد لها حيويتها ونشاطها وهو ما سيخلق الرضا تجاهها من قبل المواطنين الذين يشكون كثيرا من تلك الجهات.”
ودعا الذهب الوزير الترب إلى التوسع في النزول الميداني الميداني المفاجئ إلى بقية المحافظات والمديريات التي تغرق في الفساد المالي والإداري في قطاع الأمن والاجهزة الخدمية التي تتبع وزارة الداخلية، والوقوف على يقترف فيها من أعمال مخلة بالنظام والقانون، وان ينظر في ذات الوقت إلى ما تعانيه تلك الإدارات من حاجة ماسة للدعم؛ لاستقامة الأداء الخدمي فيها على النحو المطلوب.”
أما على صفحات مواقع التواصل فقد قال الكاتب “مروان الغفوري” على صفحته: ”وزير الداخلية الجديد يداهم الإدارة العامة للأدلة الجنائية، فلا يجد الموظفين. يجد فقط طوابير المواطنين في الانتظار..يحيل جميع موظفي الإدارة للتحقيق. “
ووصف الغفوري ذلك “فيما يبدو، أمام صورة تعود إلى الزمن الجميل، زمن الأبيض والأسود في الأيام الأولى للحمدي.. وختم متسائلاً “هل يتقمص الترب، القادم من الثورة، نموذج الحمدي؟”
من جانبه قال الكاتب همدان العليي “وزير الداخلية يبدأ قوياً.. قام بايقاف المتغيبين عن العمل في الإدارة العامة للأدلة الجنائية.. خطوة موفقة وجريئة وتثبت أن الرجل ليس مسكونا بداء “الرعب من العواقب”.
وأضاف العليي على صفحته بالفيس بوك “مصطلح “الرعب من العواقب” يستخدم دوليا وهو يشير إلى من يخافون من عملية مواجهة الفساد والتغيير خوفا من العواقب..”.. مضيفاً “علينا أن نعرف بأن مثل هذه الاجراءات الجريئة ستواجه بانتقاد حاد وقوي من قبل المتضررين منها..”
واختتم بقوله “خطوة موفقة، وأتمنى أن تأتي بعدها خطوات أكثر جرأة وثقة في هذه الوزارة التي كانت وما زالت من أكثر المؤسسات الحكومية فسادا واهمالا.”
أما الشاعر عامر السعيدي فقد علق قائلا: “عرفته قبل ثلاث سنوات وكان يرفض ان ينضم الى الفرقة وعمل مع مجموعة ضباط منهم ابن عمي الذي عرفته من خلاله على تأسيس اتحاد احرار القوات المسلحه والامن .. انه رجل مخلص وصادق..”
من جانبها أشارت ياسمين محمد عن تفاؤلها وقالت ”وزير الداخلية الجديد ذو شكيمةٍ لا تقبل الضعف أو الفشل ، ثقوا مثلي بأنه سيعيدُ للأمن اعتباره ، وسيذيقُ المجرمَ زؤام احتضاره . “
الجدير بالذكر أن وزير الداخلية اللواء الدكتور عبده الترب كان قد قام بزيارة تفقدية مفاجئة لإدارة الادلة الجنائية صباح اليوم الثلاثاء و قام بتشكل لجنة تحقيق واستماع لشكاوى المواطنين, واتخذت جملة من الإجراءات القانونية تمثلت بإصدار قرار بتوقيف جميع العاملين غير المتواجدين في مقر عملهم, وكذا إغلاق مكاتب السمسرة التي تقوم بابتزاز المواطنين الراغبين في الحصول على الصحيفة الجنائية, بالإضافة إلى ضبط عدد من الموظفين المخالفين المتعاملين معهم.
يمن جورنال