استبشر المواطن اليمني عندما سمع صوت منادٍ لعقد مؤتمر يدعو إلى حوار بعد مهاترات وشد وجذب استمر أكثر من سنتين مابين نظام جذوره تصل لأكثر من ثلاثة عقود وثوار يتطلعون إلى بناء يمن جديد ..
فتفاعل معه الصغير والكبير والمرأة الرجل وكلهم أمل في أن يكون ذاك هو البساط الذي يوصلهم إلى قصر مشيد ، لمَ لا وهم قد وضعوا جُل أمالهم في يد قائد حكيم ، ففتحوا له قلوبهم وأعطوه ثقتهم وهتفوا بصوت واحد كلنا معك يا فخامة المشير .
فاستطاع أن يجمع قلوب متخاصمة في قاعة فندق ، لان صانع المعجزات الذي سبقه كان قد وضع حجر أساس قبل أكثر من عشرة أعوام لبناء قاعة مؤتمرات ولكنها لم تنفذ بعد . وقد يكون السبب هي ثورة الشباب .هههه
وفي أولى جلسات الحوار ، ظهر المشير يتحدث عن الوطن ودعى جميع المشاركين الى فتح صفحة جديدة .
وتمنيت لو أنه فتح دفترا جديدا بدلا من أن يفتح صفحة من دفترٍ منخول عمره أكثر من ثلاثة عقود قد يكون السوس مختبئ تحت أحد صفحاته .
ظهرت لنا شاشة التلفاز بتلك الوجوه العتيقة ، شيخ ودكتور وجاهل ومثقف و قاتل و سارق وخادم أصيل لم يتخل عن لقبه فطالب بحزب اسمه أخدام الله ليخدم الله بدلا من أن يخدم الناس لأنه وجد من ينصر الله تحت سقف الموفنبيك أيضا.
اجتمع الصالح والطالح في سلة واحدة وبدأ كل طرف ينشر مصيبته على حبال تلك القاعة ووعدهم ممثل تلك المبادرة بأنها ستجف خلال ستة أشهر . فقالوا كثير . فرد عليهم أن المليح يبطئ كما جاء في أمثالكم . فصفق له الجميع وصفق معهم فخامة الرئيس .
انتهت الستة شهور وظلت المصائب معلقة وحينها تم تفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء ، فصاح الشعب فهرول فخامة المشير وقال : ( صفحة جديدة )
تم قتل أطباء ومرضى بمجمع الدفاع وتم تفجير دور القران وهدمت المساجد وسقطت كبرى قبائل اليمن فصاح الشعب ، فهرول فخامته وقال : ( صفحة جديدة )
تم خلق الطائفية بين سنة وشيعة وتم اغتيال سياسيين فبكى المشير وقال : ( صفحة جديدة )
أقيمت مظاهرات ومسيرات سلمية على مشارف عمران بصدور محملة بالسلاح وتم إهانة عدد من إفراد الجيش فقاموا بواجبهم وتم قتلهم وصاح الشعب فهرع فخامته بتفعيل دور القبيلة التي سقطت وأرسل قطيع من الثيران تحكيما لأصحاب تلك المسيرة . فصاح الشعب فقال فخامته ( صفحة جديدة ) .
عمران محاصرة بالمليشيات يا فخامة المشير فأرسل لجنة وساطة . وقال لهم عمران خط أحمر .
أكبر الألوية محاصر من قبل المليشيات يا فخامة الرئيس . فحرك الطيران الحربي ولكن للأسف تم قصف منازل المواطنين بالغلط .
سقطت عمران بيد المليشيات بسبب الخيانة يا فخامة الرئيس وسقط أهم الألوية ووزير دفاعك التقى بقائد المليشيات ، فصحاح المشير بكل ما أوتي من قوة . صنعاء خط أحمر .
يا فخامة الرئيس نحن نتحدث عمران وما بالنا بصنعاء . وبعدها اعتصمت المليشيات سلميا على ظهور الدبابات في مشارف صنعاء وتم إغلاق جميع منافذها وهم يصرخون الموت لأمريكا . فصاح فخامته الوزارات خط احمر .
دخلت المليشيات الوزارات وقتلوا الناس ونهبوا المعسكرات وسحلوا بأفراد الجيش واقتحموا الجامعات وأرعبوا النساء والأطفال ودخلوا غرف النوم . وسقط الأحمر . فما لون الخط الآن يا فخامة الرئيس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟