أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

يا عيد.. بأي حال عدت في دول الربيع العربي؟

- وكالات

تباينت احتفالات دول الربيع العربي بعيد الاضحى المبارك، واختلفت وسائله، فمن ليبيا الى مصر الى تونس الى سورية واليمن عبر الملايين من ابناء هذه الشعوب عن استقبالهم للعيد بحسب حالتهم وما آلت اليه ثورتهم.
ففي مصر امتزجت فرحة المصريين بقدوم عيد الاضحى المبارك هذا العام بمشاعر مختلفة خاصة انه يأتي بعد ثورة 25 يناير كما يواكب الاستعدادات للانتخابات البرلمانية لاختيار اعضاء مجلس الشعب المنوط به تحمل مسؤوليات المرحلة الانتقالية ووضع دستور جديد لمصر.
ورغم تداعيات الاوضاع المصرية السياسية والاقتصادية والامنية فقد احتفظت مصر بمظاهرها التقليدية في العيد حيث خرج الأطفال الى المنتزهات وتواصل المواطنون في نحر الذبائح وزيارة أقاربهم.
وادى المصريون كعادتهم صلاة العيد في الساحات والمساجد بأمان دون وقوع حوادث تذكر كما توجه الآلاف منهم الى المناطق الأثرية والحدائق والمنتزهات في جميع محافظات مصر واستمتعوا بالبرامج الترفيهية والفقرات الغنائية والموسيقية للاحتفال بالعيد بينما توجه البعض الى شاطئ البحر والقرى والفنادق والشاليهات السياحية لقضاء فترة العيد.
وشهد كورنيش النيل والحدائق العامة والمتنزهات اقبالا كبيرا من الأسر والمواطنين للاحتفال بأول أيام عيد الأضحى المبارك كما كانت حديقة الحيوان بالجيزة مقصدا رئيسيا لآلاف الزائرين.
واستقبلت مدينة بورسعيد الساحلية قرابة 100 ألف زائر من المحافظات المجاورة وازدحمت فنادق المدينة وقراها السياحية وخرج المواطنون في الساعات الأولى من الصباح الى الشاطئ والمتنزهات والحدائق العامة والأندية البحرية المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس.
وشهدت مدينة الغردقة خروج مئات الأسر والعائلات الى النادي الاجتماعي أكثر الأماكن تكدسا بأهالي المدينة والذي يعد المقصد الرئيسي في المناسبات والأعياد وكذلك الشواطئ العامة والممشى السياحي بجنوب المدينة بعد قرارالمحافظ بفتح الشواطئ وتخفيض رسوم النادي الاجتماعي خلال العيد.
واحتفل أبناء البادية بالعيد باقامة الولائم والخروج الى المزارع للاستمتاع بالعيد فيما اعتبر المرشحون لانتخابات مجلسي الشعب والشورى العيد فرصة لبدء الدعاية الانتخابية حيث تم تعليق اللافتات والصور الدعائية في معظم الشوارع للاعلان عن برامجهم الانتخابية.
كما بدأ مرشحو مجلسي الشعب والشورى والأحزاب السياسية خلال أول أيام عيد الأضحى بزيارة رؤوس وكبار العائلات لتقديم التهنئة بالعيد لكسب أكبر عدد من المؤيدين والأنصار فيما بادرت الأحزاب السياسية الى تهنئة أبناء المحافظة باللافتات الحزبية التي ارتفعت في مختلف الشوارع لكسب ثقة المواطنين.
وشهدت الساحات في معظم المدن مباراة بين التيارات الدينية والسياسية في اقامة منصات وساحات للصلاة لجذب أكبر عدد من المواطنين واستعراض القوة بين التيارات المختلفة للفوز بعدد كبير من الجماهير.
وقد شارك الأقباط المسلمين الاحتفال بالعيد حيث تزاوروا معهم وقدموا التهنئة لهم بهذه المناسبة في تعبير صادق عن الوحدة الوطنية في أبهى صورها في حين قام عدد كبير من المسؤولين والمحافظين بزيارات للمستشفيات ودور الايتام وقدموا بعض الهدايا العينية والمادية لهم في مشهد ينم عن مشاعر التضامن والتآلف بين ابناء الشعب المصري.
وفي الوقت الذي احتفل فيه الليبيون في مختلف أنحاء البلاد بأول أيام عيد الاضحى، لم تشهد مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أي أجواء من الاحتفالات.
وذكر أحد السكان في المدينة الساحلية «معظم الأسر فرت من سرت خلال القتال العنيف بين الثوار وأنصار القذافي».
وأضاف ان هؤلاء المقيمين في سرت لا يشعرون بأجواء الاحتفالات وسط كل هذا الدمار.
وكانت سرت آخر معاقل القذافي الذي أسر وقتل في 20 أكتوبر الماضي.
وظلت المدينة لأسابيع مسرحا لمعارك شوارع بين أنصار ومعارضي القذافي.
وقال أحد السكان المحليين لقناة الجزيرة الفضائية: «ليس هناك أي معلومات بشأن الأشخاص المفقودين في سرت. لا توجد أسرة في المدينة ليس لديها أي فرد مفقود. كيف يمكن ان يحتفلوا بالعيد؟».
وذكر سكان آخرون أنه لم يكن لديهم المال اللازم لشراء ملابس جديدة وأضاحي للاحتفال بالعيد.
وتناقضت أجواء الكآبة التي خيمت على سرت بشكل كبير اليوم الأحد مع أجواء الاحتفالات في العاصمة طرابلس.
وتدفق اليوم مئات السكان، البعض منهم كان يرتدي علم الملكية الذي جرى احياؤه بعد الاطاحة بالقذافي، الى ميدان الشهداء وسط طرابلس لأداء صلاة العيد.
وفي اليمن حيث خرج الملايين لأداء صلاة العيد والهتاف ضد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ذكرت تقارير اخبارية ان المصلين أنزلوا أحد خطباء العيد في محافظة اب جنوب العاصمة اليمنية صنعاء من على المنبر بعد مهاجمته للناشطة السياسية الفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل كرمان أثناء خطبة العيد.
وذكر موقع «مأرب برس» ان العشرات من المصلين في منطقة الأبعون بمديرية حزم العدين بمحافظة اب قاموا بانزال خطيب العيد من على المنبر ومنعوه من اكمال الخطبة بعد ان قام بمهاجمة كرمان خلال الخطبة.
ووفقا لتقارير المعارضة فان كرمان تتعرض لحملة تشويه من قبل العديد من خطباء المساجد الموالين لنظام الرئيس علي عبدالله صالح، فضلا عن الحملة الاعلامية التي تشنها وسائل الاعلام الموالية له ضدها.
وفي سورية، حيث تظاهر الآلاف في معظم المحافظات بعد صلاة العيد ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 11 مدنيا قتلوا الاحد بينهم تسعة في حمص برصاص قوات الامن السورية في اول ايام عيد الاضحى.
وعلى الرغم من العمليات العسكرية الجارية منذ اسابيع في حمص التي تحولت مركزا للحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، شهد معظم احياء المدينة تظاهرات ضخمة كما ذكر المصدر نفسه.
وقال المرصد «ارتفع الى تسعة عدد الشهداء المدنيين من مدينة حمص الذين انضموا في اول ايام العيد الى قافلة شهداء الثورة السورية».
كما اعلن مقتل مدنيين اثنين برصاص قوات الامن في مدينتي حماه وادلب، شمال البلاد.
وقالت التنسيقيات المحلية التي تتابع التظاهرات في سورية ان الجيش وقوات الامن تدخلت ايضا في زملكا وعربين في ريف دمشق.
من جهة اخرى، ذكرت اذاعة دمشق الرسمية ان الرئيس السوري بشار الاسد ادى صلاة العيد الاحد في جامع النور في مدينة الرقة شمال سورية.
كما اكد المرصد والتنسيقيات انه «رغم الوجود الامني الكثيف خرجت مظاهرة في الاحياء الجنوبية لمدينة بانياس تطالب باسقاط النظام واعدام الرئيس السوري بشار الاسد. وفي محافظة حماة خرجت مظاهرات حاشدة بعد صلاة عيد الاضحى تطالب باسقاط النظام في حماة وطيبة الامام وحلفايا واللطامنة والحماميات وكرناز وكفرنبودة وخطاب وصوران وكفرزيتا».
و«في دمشق خرجت مظاهرة حاشدة بعد صلاة العيد من جامع الدقر في حي كفروسة ولم تتمكن قوات الشرطة من قمعها قبل وصول التعزيزات الامنية التي باشرت على الفور باطلاق القنابل المسيلة للدموع واطلاق الرصاص بالهواء واستخدام الهراوات».
واضاف المرصد ان ذلك «ادى الى اصابة خمسة متظاهرين بجروح واعتقل اكثر من 30 متظاهرا» مشيرا الى ان «اجهزة الامن شنت على الاثر حملة اعتقالات واسعة اسفرت عن اعتقال 43 شخصا من الحي».
من جهة اخرى اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان «معتقلي الراي والتظاهر السلمي في السجون والمعتقلات السورية دخلوا اليوم الاحد في اضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على عدم تنفيذ الوعود الكاذبة من السلطات السورية بالافراج عنهم».

==========

الأسد: أقوياء ضد ما يحاك لنا من مؤامرات

الجامعة العربية تجتمع السبت لبحث عدم وفاء سورية بالتزاماتها

القاهرة - (يو بي أي): اتهمت جامعة الدول العربية، الأحد، الحكومة السورية بعدم تنفيذ التزاماتها التي وافقت عليها في خطة العمل العربية، وقرّرت عقد اجتماع طارئ على مستوى وزارء الخارجية يوم السبت المقبل، لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية.
وقالت الأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان اليوم، ان «الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية قطر، وجّه اليوم الدعوة لوزراء الخارجية العرب للاجتماع، في ضوء استمرار أعمال العنف وعدم تنفيذ الحكومة السورية بالتزاماتها التي وافقت عليها في خطة العمل العربية لحل الأزمة في سورية».
وأشارت الأمانة الى أنه من المقرر ان تعقد اللجنة السداسية الوزارية العربية، المُكلفة الاتصال بالحكومة السورية لحل الأزمة، اجتماعاً مساء الجمعة المقبل في مقر الجامعة في القاهرة للتنسيق والتشاور حول مستجدات الوضع السوري قبل انعقاد مجلس الجامعة، المقرر يوم السبت المقبل.
وكان سفير سورية لدى القاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية، أعلن في بداية اجتماع لمجلس الجامعة يوم الأربعاء الفائت، موافقة بلاده على خطة الجامعة لانهاء الأزمة السورية.
وتضمّنت الخطة العربية 4 عناصر أساسية هي وقف كل أعمال العنف من أي مصدر كان حمايةً للمواطنين السوريين، والافراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة، واخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة، وفتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سورية.
وكلّف المجلس، اللجنة الوزارية العربية السداسية التي يرأسها وزير خارجية قطر وعضوية كل من الجزائر والسودان ومصر وعُمان والأمين العام للجامعة، بمواصلة مهمتها في اجراء المشاورات والاتصالات مع الحكومة السورية والمعارضة لضمان عملية التنفيذ الكامل للخطة.

مؤامرة

وفيما قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية محمد السيد ان النظام السوري لم يحترم قدسية عيد الأضحى واستمر في تصفية ابناء شعبه.
قال الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، ان وقوف الشعب السوري ضد الفتنة والارهاب والتدخل الخارجي هو أساس صمود بلاده في وجه ما يحاك ضدها، مشدّداً على ألا خيار أمامنا سوى ان ننتصر في أي معركة «تستهدف سيادتنا وقرارنا الوطني».
وأكّد الرئيس الأسد، في كلمة أمام حشود شعبية كانت في استقباله أمام مبنى محافظة الرقة حيث التقى عدداً من رؤساء العشائر والوجهاء والفعاليات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ان الشعب السوري أثبت للعالم أنه الحامي الحقيقي للوطن.
واعتبر ان «وقوف الشعب السوري ضد الفتنة والارهاب والتدخل الخارجي والتمسك بالمبادئ والمعتقدات القائمة على الحقوق المشروعة، هو أساس صمود سورية في وجه ما يحاك ضدها من مؤامرات».
وقال ان «سورية قوية بشعبها وخياراتها الوطنية وقرارها الحر، ومصرّة على العمل على استعادة حقوقها الوطنية كاملة»، مشدّداً على أنه «لا يوجد خيار أمامنا سوى ان ننتصر في أي معركة تستهدف سيادتنا وقرارنا الوطني».
وكان الرئيس السوري أدّى، صلاة عيد الأضحى في جامع النور في حي الدرعية في مدينة الرقة.

Total time: 0.05