أحد رجال القبائل خلال دورية أمس في مدينة رداع بعد انسحاب عناصر القاعدة منها

نجحت وساطة قبلية في تأمين خروج عناصر تنظيم القاعدة من منطقة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، والتي كانت قد دخلتها قبل نحو أسبوعين. وأكدت معلومات متطابقة أن مسلحي التنظيم انسحبوا في وقت مبكر من صباح أمس إلى خارج رداع، كما سلموا المقار الحكومية والمنشآت للجنة الوساطة التي قادها مشائخ من محافظة ذمار. وأكدت مصادر في لجنة الشؤون العسكرية التي أنيط بها مهمة تطبيع الأوضاع الأمنية بموجب المبادرة الخليجية أنه تم إخراج المسلحين من المدينة التي بدأت في استعادة أوضاعها الطبيعية.

وأفادت مصادر مقربة من لجنة الوساطة أن خروج القاعدة من رداع جاء بموجب تسوية تم التوصل إليها مع وفد الوساطة القبلية التي توصلت إلى تلبية مطالب المسلحين ومن أبرزها الإفراج عن ثلاثة معتقلين من أصل 15 شخصاً، سبق وأن طالب زعيم جماعة المسلحين طارق الذهب بإطلاق سراحهم. ومن بين المفرج عنهم أحد أشقائه، والذين كانوا معتقلين بسجن تابع للمخابرات في العاصمة صنعاء. وكانت قبائل رداع بمديرياتها السبع قد توصلت لصيغة توافقية لإخراج مسلحي القاعدة من المدينة عن طريق لجنة تم تشكيلها من جميع قبائل المديريات. وذكر أحد الوسطاء أن "المفاوضات قادها الشيخ حاشد القوصي والشيخ عبدالكريم المقدشي بالتعاون مع ممثلي مديريات رداع السبعة". وأكد أن "الذهب غادر رداع إلى مقر إقامته التي تبعد 30 كلم عن المدينة".وأطلق سكان مدينة رداع الأعيرة النارية في الهواء وخرجوا إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم وابتهاجهم بخروج المتطرفين من مدينتهم. وقال فيصل الرياشي، وهو من سكان رداع "أنا الآن مع عدد من أبناء رداع في مدرسة العامرية وتشهد مدينتنا احتفالات بهذا الحدث". وقال جاره فضل العزاني إنه سيفتح متجره الواقع في الشارع العام "بعد انتهاء التوتر بين السكان والقاعدة".

من جانب آخر علمت "الوطن" أن نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي طلب من قائد القوات الجوية اللواء محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس علي عبدالله صالح عدم التوجه إلى مقر عمله حتى يتم البت في المطالب المتصاعدة بإقالته من قبل منتسبي القوات الجوية في عدد من محافظات البلاد. وتوقعت مصادر مقربة من هادي أن يصدر الأخير قراراً بعزل الأحمر من منصبه كقائد للقوات الجوية خلال الأيام المقبلة.