أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

بين الحب و الحرب، قصيدة:شبح الحرب

- محمد الشويع

الحرب.. كلمة قاسية جداً وتبعث النفور والاشمئزاز، وفيها الغطرسة والتسلط، وفيها تموت الورود مصلوبة، والطيور مشنوقة بالهواء الملطخ بالدماء،وتستعر النار ليدفأ تجار الحرب، ولكن عند حذف "الراء" من كلمة "الحرب" تصبح لدينا كلمة أخرى.. كلمة تبعث الراحة والطمأنينة إنها "الحب" وفيه تهطل الأمطار من العيون فرحةً، وتنبت الورود، وتغرد الطيور في السماء، وتنطفئ النيران في الأحشاء، إذن فالحب لا يكون إلا بعد حذف "راء الحرب المفخمة"، وعند المقارنة بين "الحرب" و "الحب" نجد أن "الحرب" منتشراً أكثر من "الحب"،،ولأسباب..
لعلّ أهم تلك الأسباب..أن كلمة "حَرب" أولها مفتوح في كل زمان ومكان، وعند النظر نجد أن كلمة "حُب" أولها مضموم، وهو صعب من أول لحظة.
فأنا وأعوذ بالله من كلمة "أنا"، أعتقد بأن لي السبق في فكرة حذف "راء الحرب المفخمة" وضم أول الكلمة ليصبح لدينا "الحُب"، ولكني أعترف - كما اعترف الخبراء سابقاً- أن حذف "راء الحرب" لا يكون إلا على الورق، أما في الواقع فلن يكون إلا بزهق الأنفس.

عذرا حبيبتي..
سأغادر المدينة..
"شبح الحرب" عاد..
قال أحدهم :
"وغصن الزيتون معه"
لا.. كما رحل عاد
الفص الأيمن من دماغه
كالفص الأيسر
غباءٌ أحمر
* * *
في إحدى الشوارع سأكون
على الإسفلت جثةٌ أخرى
وحول إصبعي خاتم فضة
انزعوه رويداً رويدا
رفقاً بحبيبتي
* * *
قبل موتي رأيتها
تنتظر عودتي من خلف ستارة
ولا صوت لديْ
أريد إخبارها ….سنلتقي
سنلتقي يوم القيامة.

Total time: 0.0507