أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

محللون: مجزرة الحولة أبكت العالم لكنها لن تدفعه للتدخل

- صباح الذيباني

استبعد محللون ودبلوماسيون متخصصون بشؤون الشرق الأوسط أن تؤدي مجزرة الحولة في سوريا، رغم فظاعتها، إلى دفع الجهود السياسية الدولية لتجاوز الحائط المسدود الذي وصلته بسبب موقف روسيا والصين بمجلس الأمن، معتبرين أن العالم ما زال غير قادر على إيجاد طريقة "للتخلص" من نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال رامي خوري، المحلل السياسي والمحاضر في الجامعة الأمريكية ببيروت: "لا يمكن لأحد رؤية هذه المشاهد دون أن تحصل لديه ردة فعل، ولكن المشكلة أن أحداً لم يتمكن من تحديد طريقة فاعلة للتدخل وإنهاء هذه الأزمة."

من جانبه، قال دبلوماسي متابع للوضع في المنطقة لـCNN: "ليس لدينا أي فكرة حول كيفية التخلص من هؤلاء الأشخاص،" وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه: "يجب القراءة بين السطور.. لن يحصل تدخل غربي في سوريا على المدى المتوسط."

وكان النظام السوري فقد عمد منذ الأيام الأولى للحراك الشعبي المعارض قبل أكثر من عام، إلى استخدام القوة بمواجهة المحتجين، الذين اندفعوا للمطالبة بتدخل لحلف شمال الأطلسي، على غرار ما جرى في ليبيا.

ولكن المتابعين لشؤون الولايات المتحدة يعتقدون أن الشعب الأمريكي ليس في وارد دعم عمليات عسكرية في الشرق الأوسط، بعد التجارب المؤلمة في العراق وأفغانستان، والتي لم تنته بعد، خاصة وأنه بخلاف ما جرى في ليبيا، تمكن النظام السوري من تجنب حصول انشقاقات كبيرة في صفوف كبار قادته.

ويقول خوري حول هذه النقطة، إن الأمر يعود بصورة جزئية إلى وجود حالة من "التضامن العلوي" مع الأسد، في إشارة إلى الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري وكبار مسؤولي نظامه مضيفاً: "أيادي هؤلاء الناس بمعظمها ملطخة بالدماء، لذلك فهم سيغرقون معاً أو ينجون معاً، وإذا حاولوا الانشقاق فإن عائلاتهم ستتعرض للقتل، لذلك فنحن أمام مزيج من التضامن والإرهاب."

أما عمير تسبينار، المحلل لدى معهد "بروكينغ" في واشنطن، فقال إن المشكلة الأساسية تنبع من واقع أن النظام السوري لم يصل إلى مرحلة الضعف بعداً، مضيفاً أنه مازال يتمتع بدعم شريحة التجار السنة الذين "يرون كيف أن العالم يجلس مكتوف اليدين بينما يواصل الأسد ارتكاب الجرائم والنجاة من العقوبة."

ولفت تسبينار إلى وجود تحالفات قوية في المنطقة تساعد النظام السوري على الصمود، وخاصة علاقاته مع طهران وبكين وموسكو، وأوضح قائلاً: "إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا تريد الصدام مع روسيا والصين وإيران في سوريا، لأن ذلك سيؤثر على أسعار النفط، خاصة خلال السنة الحالية التي تشهد انتخابات رئاسية."

ورفض تسبينار القول بأن التدخل الغربي في سوريا وليس مهمة المراقبة الدولية الحالية هي ما سيساعد على تحسين الأوضاع فيها، مشيراً إلى أن هذه الفكرة "ساذّجة" وشرح وجهة نظره بالقول: "نحن في وضع سيء، ولكن الأمور قد تصبح أسوأ إذا ما حصلت حرب بالوكالة في سوريا بين السعودية وإيران أو تركيا وإيران، لأن ذلك سيفجر حرباً شاملة بين السنة والشيعة."

أما الدبلوماسي الغربي الذي تحدث إلى CNN فقال إن البعض ما زال يأمل بحصول ما يبدل قواعد اللعبة، كانقلاب عسكري أو عملية اغتيال تستهدف الرئيس السوري، ولكنه أضاف أن هذه "الأمنيات" لم تتحقق لعقد كامل في العراق، ظل خلاله الرئيس الراحل، صدام حسين، على رأس السلطة، إلى أن أطاح به تدخل دولي.

Total time: 0.0472