أخبار الساعة » الاقتصادية » عربية ودولية

أكبر مستثمر مصرفي يبدأ أضخم عملية تحويل ملكية فردية في السوق المالية السعودية

- عبد الكريم الحزمي
يبدأ اليوم أكبر مستثمر مصرفي وثاني أكبر مستثمر في السوق المالية السعودية خفض ملكيته الضخمة في سوق الأسهم السعودية التي تقدر بـ25.1 مليار ريال (6.7 مليار دولار) عبر أحد أكبر المصارف الإسلامية في خطوة اكتفى بالإشارة إلى أنها لصالح أفراد عائلته. وأعلنت هيئة السوق المالية السعودية نهاية تداولات الأسبوع الماضي عن طلب تقدم به المستثمر سليمان بن عبد العزيز الراجحي رئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي للقيام بتنفيذ عملية تحويل ملكية بعض الأسهم من محافظه الاستثمارية إلى المحافظ الاستثمارية لأفراد عائلته، موضحة أن عملية التحويل ستستمر في التنفيذ خلال الفترة المقبلة دون إيراد أي تفاصيل. وبحسب المعلومات المتاحة على موقع «تداول» – النظام الإلكتروني لتداول أسهم الشركات المساهمة - فإن محفظة سليمان الراجحي في السوق المالية السعودية تبلغ 25.1 مليار ريال (6.7 مليار دولار) في 4 شركات مساهمة عامة ووفقا لقوائم كبار الملاك وبحسب آخر سعر سجلته أسهم تلك الشركات الأربعاء الماضي. وبحسب البيانات الأخيرة، فإن ثروة سليمان الراجحي في مصرف الراجحي انخفضت من 24.9 في المائة بكمية أسهم قوامها 373.5 مليون سهم إلى 298.5 مليون سهم تمثل 19.9 في المائة من إجمالي عدد الأسهم المصدرة في البنك، الذي أغلق عند 79 ريالا نهاية تداولات الأربعاء لتنخفض بذلك قيمة محفظته من 29.5 مليار ريال إلى 23.5 مليار ريال حتى يوم إعلان التوجه الجديد للراجحي.
وتعد عملية تحويل المحفظة لصالح العائلة (وهم الورثة الشرعيون) هي الأولى والأكبر من نوعها التي تشهدها السوق المالية لمحفظة كبيرة تعود ملكيتها لمستثمر واحد، في وقت يمتلك فيه الراجحي أسهم في شركات مساهمة عامة مدرجة في سوق الأسهم المحلية. ويرأس ويحمل عضوية مجلس إدارة شركات هي «نادك الزراعية» يمتلك فيها 19.7 في المائة بكمية 11.8 مليون سهم، تبلغ قيمتها الإجمالية 293 مليون ريالا، و«إسمنت ينبع» التي يمتلك فيها 23.7 في المائة بكمية 27.8 مليون سهم قيمتها السوقية حاليا 1.04 مليار ريال، و«إسمنت العربية» حيث يمتلك فيها 11.8 في المائة بكمية 9.4 مليون سهم بقيمة 349 مليون ريال.

ومعلوم أن الشيخ سليمان الراجحي يمثل قصة كفاح ونجاح بارزة في السعودية والمنطقة وهو أخ لأشقاء شاركوه حكاية النجاح هم صالح وعبد العزيز، حيث تعددت نجاحاته ونشاطاته لتشمل مجالات المصرفية والإسمنت والتجارة والصناعة.

ويرأس الشيخ سليمان مجلس إدارة مصرف الراجحي (البنك الوحيد الذي يحمل اسم عائلة بين البنوك في المملكة) ويعتبر أحد أكبر المصارف الإسلامية في العالم، منذ بدء نشاطه عام 1957 في مجال الأعمال المصرفية والأنشطة التجارية، بينما شهد عام 1978 دمج مختلف المؤسسات التي تحمل اسم الراجحي تحت مظلة واحدة هي شركة الراجحي المصرفية للتجارة، وتم في العام نفسه تحويل المصرف إلى شركة مساهمة سعودية قابضة.

ويتمتع مصرف الراجحي حاليا بمركز مالي قوي وهو يدير أصولا بقيمة 172 مليار ريال (45.8 مليار دولار)، فيما يبلغ رأسماله 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، ويعمل فيه أكثر من 7.4 ألف موظف، ولديه شبكة واسعة تضم أكثر من 550 فرعا وأكثر من 2514 جهاز صراف آلي و16.7 ألف جهاز في نقاط البيع، و130 مركزا للحوالات المالية.

وتعود أصول الراجحي إلى نجد في قلب الجزيرة العربية ومسقط رأسه مدينة البكيرية بمنطقة القصيم شمال العاصمة السعودية الرياض بنحو 300 كلم حيث ولد فيها قبل قرابة 8 عقود، ويعتبر من أثرياء السعودية ويتبوأ مركزا متقدما في هذا التصنيف بثروة قدرتها مجلة «فوربس» العالمية بـ8.5 مليار دولار.

بيد أن الزراعة شكلت هاجسا شخصيا للراجحي مع إيمانه بضرورة التحول إلى الزراعة العضوية حتى عد من روادها في العالمين العربي والإسلامي عبر مشاريعه العملاقة التي تبناها والرامية إلى زراعة خالية من الكيميائيات والمبيدات الضارة إضافة إلى مزارع دواجن بلا استخدام أغذية وأعلاف غير نباتية، حيث أسس مشروع دواجن الوطنية في السعودية ويمتلك أكبر مزارع الزيتون السعودية في شمال السعودية تنتج زيت زيتون عالي الجودة بالزراعة العضوية.

يذكر أن سليمان الراجحي يأتي ثانيا في حجم المحفظة المستثمرة للأفراد في السوق المالية السعودية بعد الأمير الوليد بن طلال الذي يمتلك 95 في المائة من مجمل الأسهم المدرجة لشركة «المملكة» القابضة بقيمة تتجاوز 28 مليار ريال.
المصدر : وكالات

Total time: 0.1107