دعت صحيفة البيان الاماراتية اليوم الدول المانحة والمنظمات الانسانية الى سرعة تقديم المساعدات الإغاثية العاجلة ومساعدة الحكومة اليمنية في مواجهات الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد لإنقاذها من الانزلاق لهوة أزمة إنسانية فادحة تعيد تكرار أزمة الصومال التي شهدنا فداحتها لعقدين من الزمان.
كما دعت الحكومة اليمنية الى بذل مزيد من الجهد لمواجهة التحديات الحالية وأبرزها شبح المجاعة والانهيار الاقتصادي وحتى السياسي والأمني البحت الذي تعيشه البلاد الذي قالت انه يمثل بالنسبة لدول الجوار عمقا استراتيجيا..
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم "ان اليمن يتجه نحو أزمة إنسانية كبرى، أعمق مما قد يتصوره البعض، وتحتاج لسنوات لحلها، وعلاج الأضرار النفسية والاجتماعية المترتبة عليها ما لم تتمكن منظمات الإغاثة من تعزيز قدرتها على الاستجابة سريعاً، وما لم تقم الجهات المانحة، بتوفير التمويل الضروري لاحتواء ارتفاع معدلات سوء التغذية والمرض والفقر".
ونقلت البيان عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، قوله ان حوالي 44 بالمائة من سكان اليمن، أي أكثر من 10 ملايين شخص، يعانون من انعدام الأمن الغذائي. ويشمل هذا العدد 5 ملايين شخص غير قادرين على إنتاج أو شراء ما يكفي من الغذاء.
وتابعت" أن الظروف العصيبة التي يعاني منها ملايين اليمنيين والتي ألقت بظلالها السوداء على حياة الملايين من الشعب لن تختفي ببضعة مساعدات عاجلة بل بتضافر الجهود بين الدول المانحة للمساعدات والحكومة اليمنية والمنظمات الدولية لمكافحة الفقر ومظاهره وآثاره السلبية.
وأضافت افتتاحية البيان "اليمن يضعنا على محك اختبار، ولا تزال هناك فرصة لإنقاذ ذلك البلد من الانزلاق لهوة أزمة إنسانية فادحة تعيد تكرار أزمة الصومال التي شهدنا فداحتها لعقدين من الزمان.
مؤكدة ان إعادة الوضع الاقتصادي إلى حالة الاستقرار التي كان عليها قبل اندلاع الاحتجاجات في العام الماضي مرهون بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد وبقدرة الحكومة اليمنية على إعادة الاستقرار الأمني للبلاد ،كونه سيترتب عليه عودة عجلة النشاط الاقتصادي الى ما كانت عليه قبل الاحتجاجات ولن يأتي ذلك مالم يكن للإعلام والنخب وقادة العمل التطوعي والخيري دوراً مرافقاً لذلك في تعبئة الجهود لإقامة برنامج إغاثي عاجل ومتكامل يقدم المساعدات الإنسانية ويوفر الغذاء والدواء للمتضررين. مع الأخذ في الاعتبار الحاجة لإقامة المشاريع التنموية.
واختتمت البيان افتتاحيتها بالقول" ان اليمنيون الآن أمام تحد صعب يستلزم منهم توحيد الصف ونبذ الخلافات جانباً وتعاون جميع الأحزاب السياسية مع الحكومة لمواجهة الأزمة السياسية، والإنسانية التي تعصف بالبلاد حالياً حتى يعود اليمن سعيداً كما كان وكما يتمنى الجميع."