هي الثورة ..اذا .. فجرت فينا الاسئلة الصعبة التي تجعلنا في هذه الحيرة اكثر ..!! نحن البسطاء الحالمين من شباب يجيد الحلم .. وباعة جائلين وعاطلين وأباء يصارعون من أجل ان لا يموت الأمل في عيون صغارهم ..ونساء شامخات كل حلمنا هو رصيف اّمن لا اكثر، رصيف لا تصادره عساكر البلدية، ولا يحتله عساكر الشيخ، ولا يكون كمين لعساكر الجيش الوطني، ولا متراس لعساكر الجيش الثوري، ولا فخ لتجار الثورات الصغار، ولا مرصد للمخبرين الجدد؛ كل حلمنا رصيف اّمن لا أكثر.
يقول المثقفون الجدد ذو التأتأة الجديدة ان رصيفنا يجب ان يكون اسمه الدولة !! وان هذا يحتاج الى علم ونشيد ولجان وحرس وجيش وعسكر ووزراء اقزام يتطاولون بالبنيان!! وان بذلك يكون الرصيف الاّمن..
لكن الثورة علمتنا ان المفاهيم تغيرت والعبارات تطورت وان الدولة غير الوطن !!الوطن ما هو اكثر من الجغرافيا واكبر من النشيد هو هذه الارض الحميمة التي تضمك بصمت الأم ولا تسألك لماذا أنت خائف ؟ ووحيد ومذعور ؟ وتحس بك قبل ان تنطق بكلمة ! والدولة هي تلك البندقية التي لا تكف عن السؤال ولا تتعب من طرح الاسئلة المتلاحقة عن سبب تأخرك ؟ أو بقائك في الريح وحيدا أو لماذا لا تطيق ضحالة المتهافتين ؟!
علمتنا الثورة اشياء اخرى لم يدركها بعد المهرولين الصغار الذين يريدون جثثنا فقط ليعتلوا عليها وفي ظنهم انهم اصبحوا اكبر !!
علمتنا الثورة من نشيد امهاتنا الطيبات ما لا يعلمون علمتنا من شجاعة صغارنا ما لا يتخيلون !
علمتنا ان هذه الأكف لم تعد تصلح للتصفيق الابله بل للتلويح بقبضات الفتيان الشجعان او في ان تكون اكف لتهذيب من يريد أن يسرق رصيفنا فقط ..
نريد رصيف فقط لا أكثر ايها السادة .. اذهبوا ببراميلكم الى حيث لا تعود وأتركوا لنا وردنا برصيف اّمن لا اكثر ..