اخبار الساعة - عباس عواد موسى
إستشهدوا في ( تسيل ) وأبصارهم تتجه نحو فلسطين
عباس عواد موسى
سليم زكريا شرف وعصام سميرنصرالله شابان في مقتبل العمر , وصديقان منذ نعومة أظفارهما , وكلاهما من بلدة نوى . إنتسبا للجيش السوري , واتفقا هاتفيّاً على الإنشقاق عنه قبل ستة أشهر . وانضم إليهما صديقهما وائل الجَلَم وهو من بلدة جاسم . وأصبحوا ضمن قوات كتيبة الإمام النووي التي يتزعمها شيخ عشيرة أبوسل غازي أبوالسل . ومنذ ذلك الحين , واصلوا عمليات الكرّ والفرّ مع قوات النظام الغاشم في مختلف المواقع والأماكن . حتى وجدوا أنفسهم في بلدة ( تسيل ) إلى الجنوب الغربي من نوى , والقريبة من الحدود مع فلسطين التي طالما حلموا بتحريرها من الغزاة الصهاينة , فاختبأوا في إحدى مزارعها , بانتظار مواجهةٍ مع مرتزقة النظام الذي كانت طائراته تقصف المنطقة .
كان سليم قد رفض دعوة عمه الشاعر مفيد شرف المعروف بشاعر الثورة لزيارته في الأردن , أثناء حديثه معه مساء الخامس والعشرين من أيلول الماضي ولحظة وصوله للمزرعة في بلدة سيل بعد تنفيذه وصديقاه عملية نوعية , قائلاً لعمه إنني أطلب نيل الشهادة في سبيل الله وأستعجلها . وصبيحة اليوم التالي قدمت قوات من أمن وشبيحة النظام لتجري حملة تفتيش ودخلت المزرعة , فتصدوا ثُلاثتهم للغازين وقتلوا عشرة منهم , لتبدأ التعزيزات الأمنية والعسكرية بالإلتحاق لدعم قوات النظام التي وبالإضافة إلى قتلاها العشرة أصيب منهم أكثر من خمسة عشر بجروح مختلفة .
وعلت السماء طائرات تقصف واستخدموا المدفعية والدوشكا وآليات ثقيلة , معتقدين أنهم يواجهون جيشاً . وكم كانت صدمتهم هائلة عندما اكتشفوا أن مُقاوميهم كانوا ثلاثة شبان فقط , أسروهم بعد نفاذ ذخيرتهم , وأعدموهم ميدانيّاً في سِترة الليل , في يومٍ بلغ فيه عدد الشهداء مائة وثمانية وثلاثون شهيداً عدد منهم لا يزال مجهولاً . إستشهد الشبان الأبطال , وعيونهم تتجه صوب فلسطين . وكالعادة , قالوا عنهم إنهم مجموعة إرهابية . |
المصدر : عباس عواد موسى