اخبار الساعة - صنعاء - عادل الصلوي
يشهد العديد من المدن اليمنية تصاعداً لافتاً لمظاهر الصراع المسلح بين حزب التجمع اليمني للإصلاح، المشارك في حكومة الوفاق الوطني، وجماعة الحوثيين، المسيطرة على محافظة صعدة وأجزاء من محافظات مجاورة لها، بالتزامن مع تصعيد كلا الطرفين للحملات السياسية والإعلامية المتبادلة والاتهامات بافتعال جبهات جديدة للمواجهات المسلحة .
وأثار اتساع نطاق الصدامات المسلحة بين أنصار التجمع اليمني للإصلاح وجماعة الحوثيين، والذي تجاوز حدود صعدة في أقصى شمال البلاد، ليشمل مناطق متفرقة في كل من عمران، الجوف، مأرب، حجة، قلقاً متنامياً من احتمالات أن يتسبب التكرار المتصاعد للمواجهات المسلحة بين الجانبين في إشعال فتيل أول صراع ذي طابع طائفي في اليمن .
وحذر الأكاديمي اليمني المتخصص في إدارة الأزمات الدكتور عبدالرحمن سلام اليافعي في تصريح ل»الخليج« من تداعيات كارثية ووشيكة في حال تطورت الحرب غير المعلنة بين الحوثيين وأنصار حزب الإصلاح، الممثل لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، إلى صراع مسلح، معتبراً أن تكرار مشاهد المواجهات المسلحة بين الجانبين وامتدادها من صعدة إلى مدن عدة مجاورة يمثل إرهاصات لاندلاع شرارة أول صراع ذي طابع طائفي ومذهبي في البلاد . وقال اليافعي: »عرف اليمن تاريخياً بكونه بيئة مثالية للتعايش السلمي بين المذاهب وما يحدث من مواجهات مسلحة متكررة بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثيين في مناطق عدة خارج حدود صعدة، تجاوز مجرد كونه نزاعاً على الاستحواذ على مناطق نفوذ قبلية إلى إرهاصات مفزعة لصراع مسلح ووشيك ذي طابع طائفي سيفرز اتساع نطاقه تداعيات كارثية ليس فقط على الوضع الأمني الهش أصلاً والقائم في البلاد، لكن حتى على السلم الاجتماعي« .
احتدام المواجهات المسلحة بين جماعة الحوثيين وحزب التجمع اليمني للإصلاح في مناطق متفرقة بمدن عدة رئيسة من البلاد ترافق مع تصعيد طرفي الصراع الطارئ لحدة الاتهامات المتبادلة، حيث يتهم الحوثيون حزب الإصلاح بالسعي إلى الاستحواذ على السلطة في البلاد وفرض هيمنته التنظيمية وتكريس حضوره الشعبي المؤثر في محاولة لإقصاء بقية القوى الوطنية التي تتقاطع معه في توجهاته، سواء الأيديولوجية أو السياسية . من جانبه يدحض حزب الإصلاح هذه الاتهامات موجها اتهامات أكثر حدة لجماعة الحوثيين بالتحول إلى أداة لتنفيذ ما يوصف ب»المخطط الإيراني« الذي يهدف إلى خلق مناطق نفوذ موالية في اليمن عبر استخدام السلاح وحشد الأتباع وافتعال جبهات صراع طارئة مع القوى الوطنية المناهضة لمثل هذا المخطط التوسعي .
وتتهم مصادر مقربة من زعيم جماعة الحوثيين في تصريحات ل»الخليج«س حزب التجمع اليمني للإصلاح بالسعي إلى استهداف الجماعة والتحريض عليها، معتبرة الاتهامات الموجهة للجماعة بالسعي إلى تنفيذ مخطط توسعي إيراني في اليمن بأنها »مثيرة للسخرية ولا تستحق الرد« .
الصدامات العنيفة بين الحوثيين وأنصار حزب الإصلاح تجاوزت مشاهد الاشتباكات المسلحة التي شهدها خلال الأشهر الثلاثة الماضية بشكل لافت عدد من المناطق القبلية التي يحظى كلا الطرفين بتمثيل فاعل فيها مثل عمران، حجة، الجوف، صعدة لتشهد ساحات الاعتصام الرئيسة في مدن مثل صنعاء وتعز تصعيداً مماثلا لمظاهر الصراع الناشئ تمثل في اندلاع معارك ضارية بين ممثلي الجانبين استخدمت فيها الأيدي والهراوات والأسلحة البيضاء، ما أسفر عن إصابة العشرات بجراح متفاوتة .
واعتبر الناشط السياسي بساحة الحرية بتعز عبدالعزيز نعمان القباطي في تصريح ل»الخليج« أن سابقة اندلاع صدامات عنيفة بين أنصار حزب الإصلاح وممثلي جماعة الحوثيين بساحة الحرية بتعز أثارت ولا تزال مخاوف متصاعدة من طبيعة التداعيات التي يمكن أن تترتب عن تطور مثل هذه المصادمات التي استخدمت فيها أسلحة بيضاء وهراوات إلى مواجهات بالأسلحة النارية . وقال القباطي: »اليمن لن تتحمل اندلاع صراع طائفي مسلح بين بعض مكوناتها الاجتماعية أو السياسية، هناك أجواء مشحونة بالكراهية والتحريض المتبادل بين الحوثيين وحزب الإصلاح وما حدث في ساحة الحرية بتعز من صدامات بين أنصارهما تكرر عدة مرات بساحة التغيير بصنعاء والمفزع في كل ما يحدث أن مثل هذه النزاعات انتقلت إلى أوساط الشباب المتصارعين والموالين لكلا الطرفين، وهذا ينذر بتداعيات كارثية إذا لم يكن هناك تحرك عاجل من كل القوى الوطنية الخيرة لرأب الصدع الناشئ ومنع تحول مثل هذه الصدامات إلى صراع طائفي مسلح« .
المصدر : الخليج